|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
" أشكرك وأسجد لك، أيُّها الملك الكليّ قدسه، لأنّك أنت وحدك غير المائت، الكليّ القدرة، الصالح والمحبّ البشر، قد انحدرت، قبل أن أولد، من علياء قدسك وأتيت إلى الأرض وتجسّدت ووُلِدت من العذراء القدّيسة، لكي تُعيد جبلتي وتحييني وتعتقني من خطيئة الجدّ الأوّل وتهيّئني للصعود إلى السماء. ومن ثمّ، لمّا ولدت وكبرت قليلاً، جدّدتني أنت بإعادة جبلتي بالمعموديّة المقدّسة وزيّنتني بنعمة روحك القدّوس ووهبتني ملاك نور حارساً... إلا أنّ كلّ ما أنعمت به عليَّ.. لم يجد أيّ اعتبار عندي، فقد رميت نفسي أنا الشقيّ في جبّ أفكار دنسة وأفعال سمجة. ولمّا علقت في الجبّ، سقطت في يدي لصوص مختبئين هناك.. وإن كنت أنا الأسير لديهم، فرحاً، لأنّني عديم الإحساس، إلاّ أنّك أنت أيّها السيّد، لم تطق أن تراني على هذه الحال.. بل رئفت بي ورحمتني... ومددت يدك الطاهرة إليّ أنا المنغمس في عمق تلك الحمأة، ولم أكن أراك. هكذا أمسكتني من شعر رأسي... وأخرجتني من هناك باستخدامك قوّة كبيرة. منذ ذلك الحين إذاً، ارتضيت أن تأتي نحوي مراراً أنت العديم الكبرياء، إلى الوقت الذي وقفت فيه إلى جانب النبع. فأخذت برأسي وغطّسته داخل المياه، وجعلتني أرى نور وجهك بوضوح. وللحال ارتفعتَ واختفيتَ عن الأنظار، دون أن تدع لي المجال أن أدرك من أنت، يا من فعلتَ كلّ هذه الأمور، من أين أتيتَ وإلى أين تذهب". |
|