|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
* لنرفع نفوسنا إلى الله، وليس ضد الله، فقد قيل: "إليك يا رب رفعت نفسي" (مز 25: 1). لنرفعها بمعونته، لأنها ثقيلة. وما هو علة ثقلها؟لأن الجسم الفاسد يثقل النفس (حك 9: 15)، والخيمة الترابية تضغط عليها، وهي تنشغل بأمورٍ كثيرة. * إذ نحن مثقلون بحملٍ ثقيلٍ جدًا هكذا، حيث نئن تحته، كيف أرفع نفسي ما لم يرفعها هو معي، هذا الذي سلَّم نفسه لأجلي؟ * من جانب فإن جسمنا الفاسد هو ثقل على نفوسنا، ومن جانب آخر فإن علة هذا العائق ليس في طبيعة الجسم وجوهره. لذلك إذ نعرف فساده لا نرغب في أن نتعرّى من الجسم بل بالأحرى أن يلبس عدم فساده. في الحياة الخالدة سيكون لنا جسم، لكنه لن يصير بعد ثقلًا إذ لا يكون بعد فاسدًا... لقد تثقلنا إذن بهذا الجسم الفاسد. لكننا إذ نعلم أن حالة الثقل هذه ليست من طبيعة الجسم وجوهره إنما من فساده، لذا فإننا لا نرغب في أن نتخلص منه بل أن نلبسه مع عدم فساده. عندئذ سيوجد جسم، لكنه لا يعود يكون ثقلًا لأنه لا يعود يكون فاسدًا. القديس أغسطينوس |
|