|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
قام يسوع من بين الأموات المِنديلَ الَّذي كانَ حَولَ رَأسِهِ غَيرَ مَمْدودٍ معَ اللَّفائِف، بل على شكْلِ طَوْقٍ خِلافاً لَها، وكان كُلُّ ذلك في مَكانِه تشير عبارة "المِنديلَ" الى قطعة صغيرة الحجم من القماش الخفيف، وكانت تُوضع على رأس الميت بحيث يُلَف وجهه بالمنديل، كما حدث مع لعازر بعد دفنه “فخرَجَ المَيتُ مَشدودَ اليَدَينِ والرِّجلَينِ بالعَصائِب، مَلفوفَ الوَجهِ في مِنْديل" (يوحنا 11: 44)، ويُعلق القديس يوحنا الذهبي الفم "لماذا توضع الأكفان الكتانية منفصلة والمنديل وحدها ملفوفة؟ لكي تتعلموا أن التصرف لم يحدث في تسرع أو بطريقة صاخبة، هكذا عندما تسمعون أن المنديل في موضع وحده لا تسلكون كالقائلين بأنه سُرق". كل تفاصيل اللفائف والمنديل تدل على حقيقة موت يسوع ودفنه في القبر وغيابه منه إشارة الى قيامته. أمَّا عبارة "المنديل على شكْلِ طَوْقٍ في مَكانِه" فتشير الى عادة يهودية. فكان اليهودي حينما يقوم عن المائدة أثناء الأكل يترك المنديل (الفوطة) التي يستخدمها في مسح يديه ملفوفة مرتبة وذلك في حالة عودته ليستكمل طعامه والاَّ يتركها بلا ترتيب. ويكون المعنى أن المسيح قام دون العودة الى الموت ليُكفّن مرة ثانية لكنه يعلن أنه سيعود ثانية في مجيئه الثاني. أمَّا عبارة "كان كُلُّ ذلك في مَكانِه" الى الشخص الذي خلع ملابسه ومضى، ولا تشير الى سرقة الجثمان. بالطبع ما كانت هذه الاكفان والمنديل مرتَّبة لو ان القبر قد نُهب او سرق؛ فلو كان البعض سرقوا الجسد فهل يربكون أنفسهم بنزع المنديل ويضعونه ملفوفًا في موضع آخر؟ ويُعلق القديس أمونيوس الاسكندري " لو أن الأعداء سرقوا الجسد لغرض المكسب المادي ما كانوا قد تركوا الأكفان. لو أن الأحباء فعلوا هذا لما سمحوا بتعرية الجسد وإهانته. كل ذلك يُبيِّن بالأحرى إن الجسد قد عبر إلى الخلود ولا يحتاج إلى ملابس في المستقبل". لقد حدثت معجزة القيامة. فقيامة المسيح تنزع عنا الخوف من الموت والقبر وتُذكرنا أنَّ جسمنا الميت سيقوم في مجدٍ بهيٍ لا يحتاج إلى ثيابٍ فاخرة، وانه سيرتدي ثوب عدم الفساد كما صرّح بولس الرسول "فلا بُدَّ لِهذا الكائِنِ الفاسِدِ أَن يَلبَسَ ما لَيسَ بِفاسِد، ولِهذا الكائِنِ الفاني أَن يَلبَسَ الخُلود" (1 قورنتس 15: 53). |
|