|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
2012
07:41 PM نشرت القبس حلقة جديدة من قصص محظيات وهوانم نظام مصر السابق . التي يكتبها علاء الدين طه . وخصص هذه الحلقة لواحدة من أكثر القصص إثارة . قصة حب وزواج أسامة الباز من نبيلة عبيد ، ثم واقعة الطلاق التي تمت بعد ظهور أميمة تمام في حياة المستشار السياسي للرئيس .. أسامة الباز أكثر الشخصيات الغامضة التي ارتبطت بنظام مبارك. أثار الجدل بشكل غير عادي طيلة الوقت.. للدرجة التي لم يعرف أحد هل كان رجلاً لمبارك، أم كان ابن الدولة المصرية الذي أدى واجبه فقط؟! ظهر على مسرح السياسة في العصر الناصري، ولمع في عصر السادات.. ثم تألق في عصر مبارك وأصبح عقله ومستشاره السياسي.. حتى خفت فجأة في السنوات الأخيرة، وخرج من مؤسسة الرئاسة دون سبب حقيقي أو معروف غير أنه تقدم به العمر؟! الفارق العمري بين أسامة الباز والرئيس السابق مبارك كان ثلاث سنوات فقط، لكن الفارق في التفكير وأسلوب الحياة كان كبيراً جداً.. أسامة، وهو شقيق العالم الجيولوجي بوكالة ناسا الأميركية الدكتور فاروق الباز، عُرف بالثقافة الرفيعة وحب الفنون والقراءة، واقترب من المثقفين وكان بسيطاً في ملابسه، وواضحاً في أفكاره. أما مبارك فكان على خلاف كل هذه الصفات تماماً.. لكن مع هذا جمعهما حب وتفاهم غريب من نوعه، وثقة لم يفهمها أحد. علاقة معقدة وقد حاول دكتور علم الإجتماع سعد الدين ابراهيم تحليل العلاقة بين المثقف ومبارك، فقال: «هي علاقة متوترة ومعقدة، لأن السلطة لا تحب سوى المثقفين والمفكرين المدجنين.. بمعنى كسر حدة الشخص حتى يصبح مثل «السكين التِلمة» فلا يهاجم ولا يناقش ولا يختلف.. وعندما يصبح المثقف هكذا، يتحول الى موظف لدى النظام وينفذ الاوامر والتعليمات. ومن أمثال هؤلاء مصطفى الفقي واسامة الباز حيث تحولا من مثقفين الى مديري مكاتب.. وعندما يقبل المثقف أن يكون موظفا يصبح مدجناً». كتابة التقارير بعد تخرج أسامة الباز مباشرة في كلية الحقوق بجامعة القاهرة.. سافر إلى الولايات المتحدة للحصول على الدكتوراه بصحبة الدكتور أحمد كمال أبوالمجد واسماعيل سراج الدين ومحمد الضو وغيرهم من الشخصيات المرموقة، وكان وقتها عضواً في التنظيم الطليعي. وقيل ان الباز اهتم في هذه الفترة بكتابة تقارير عن جميع المبعوثين المصريين في أميركا لمصلحة التنظيم الذي ينضم إليه، وبأوامر عليا من سامي شرف مدير مكتب الرئيس الراحل جمال عبدالناصر وقتها. وبعد انتهاء فترة بعثته، وعدم قدرته الحصول على الدكتوراه، عاد إلى مصر وانضم إلى منظمة الشباب التي كونها زميله أحمد كمال أبو المجد.. لكن لم يستمر فيها طويلاً. أزمة نفسية انتقل بعدها للعمل بوزارة الخارجية وعين مديراً لمكتب وزير الخارجية، بدرجة وكيل وزارة، وكان يشغل المنصب حينئذ إسماعيل فهمي، لكن حدث ما لم تحمد عقباه ووقعت خلافات شخصية بينه وبين فهمي.. فقرر الأخير منعه من دخول الوزارة، وفوجئ الباز أثناء دخوله الخارجية بالأمن يمنعه، ما أصابه بأزمة نفسية كبيرة. في هذه الفترة كان يرتبط بعلاقة صداقة وطيدة مع الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل الذي كان يشغل منصب رئيس مجلس إدارة ورئيس تحرير جريدة الأهرام، واشتكى له مما فعله معه اسماعيل فهمي.. فطيّب هيكل خاطره، وعينه بمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية. تعيين وإقصاء بعدها بفترة تحدث هيكل مع الرئيس السادات بخصوص الباز للتوسط له للعمل برئاسة الجمهورية. وهذا ما تحقق بالفعل، فعلى الفور كلّم السادات حسني مبارك الذي كان يشغل منصب نائب الرئيس وقتها، وطلب منه أن يعيّن الباز في مكتبه.. وافق مبارك وعينه مديراً لمكتبه واستمر الباز مع مبارك إلى أن تم اقصاؤه قبل 4 سنوات بسبب خلاف مع جمال مبارك. أثناء هذه السنوات كان الباز مخلصاً في عمله، وكان غالباً ما يحضر معه المؤتمرات الأفريقية.. ويوجه الرئيس، وكان العقل المدبر والمخطط لكل ما يحدث داخل القصر الجمهوري، وأصبح هناك حب متبادل بينه وبين مبارك. خطأ العمر لكن في هذه الأثناء وقع الباز في خطأ عمره وترك الفرصة للعاملين بالرئاسة للنيل منه وتهميشه.. الخطأ الذي وقع فيه الباز هو ارتباطه بعلاقة صداقة مع الفنانة نبيلة عبيد، التي كان يذهب إلى منزلها بسيارة الرئاسة، وعلناً أمام الجميع.. فضلاً عن صراعه مع الدكتور خيري سمرة الذي كان أيضاً الصديق المفضل لنبيلة عبيد واستحوذ على قلبها، وكان من الصعب أن يشارك أحد نبيلة عبيد مع خيري سمرة.. سمرة كان أشهر طبيب مصري في جراحة المخ والأعصاب، وتدرج في المناصب حتى وصل إلى منصب عميد كلية طب القصر العيني، كما عمل مساعداً للجراح العالمي أيرنتج كوبر أشهر أطباء العالم في جراحة الأعصاب.. وكان واحداً من المعروفين على مستوى العالم في تخصصه. ويسجل للدكتور خيري سمرة إنشاء مستشفى قصر العيني الجديد «الفرنساوي».. وتوفي سمرة في عام 1998. نميمة فنية في هذه الأثناء كان سمرة مرشحاً لتولي رئاسة جامعة القاهرة، وأيضا تولي وزارة الصحة.. لكن الباز حرمه من ذلك للفوز بقلب نبيلة عبيد منفرداً. وهذا ما تحقق بالفعل.. علاقة الباز بنبيلة عبيد كانت مجال حكايات النميمة بين الفنانين، ففي أحد الأيام كان هناك شخصية مهمة معزومة في أحد صالونات الفنانات ولم يكن يعرف طبيعة العلاقة بين الباز ونبيلة عبيد. وأثناء الدردشة مع بعض الفنانات اللائي كن موجودات في الصالون، سمع سهير البابلي تسأل يسرا التي كانت موجودة بصحبة الفنانة ليلى علوي عن سر اختفاء نبيلة عبيد؟ فردت عليها يسرا بأنها: «غرقانة في العسل مع أسامة الباز». فعاودت البابلي السؤال: وماذا عن علاقتها بالدكتور خيري سمرة؟ فردت عليها بأنها «قلبته» وأصبح الباز هو الكل في الكل.. والأدهش من ذلك أنه يذهب اليها بسيارة الرئاسة يوميا. زواج سري وهذا ما أكدته نبيلة عبيد خلال الأيام الأخيرة، باعترافها، أنها تزوجت سراً من الباز لمدة 9 سنوات، وأنها تعلمت منه الكثير، وقضت معه أجمل أيام حياتها. أما أسامة الباز فنفى زواجه الفنانة نبيلة عبيد في بيان صحفي، ووصف الخبر بأنه لا أساس له من الصحة مطلقاً وكاذب جملةً وتفصيلاً. وقيل ان زوجته الحالية أميمة تمام هي التي صاغت النفي لمرض أسامة الخطير الذي وصل الى الزهايمر .. وهو ما جعل نبيلة عبيد ترد عليه ثانية بكشف مزيد من التفاصيل، منها أن زواجها من المستشار السياسي للرئيس المصري السابق أسامة الباز لم يكن سرياً، بل كان معروفاً في الأوساط السياسية بعد أيام من إتمامه.. فقد أحبها وتزوجها وعاش زواجهما تسع سنوات. طعنة الخيانة ووصلت الانباء الى مبارك فاتصل بالدكتور مصطفى الفقي يسأله: هل صحيح أن أسامة الباز متزوج بنبيلة عبيد؟ لم ينف الفقي الزواج، واتصل باسامة الباز الذي قال له: حسنا فعلت.. فلو لم تقل له الحقيقة لغضبت منك طوال حياتي.. فنبيلة عبيد هي المرأة الوحيدة التي أحببتها. وأوضحت نبيلة أنها أحبت أسامة الباز.. وقالت، إنه الرجل الوحيد الذي أحبته، ورغم ذلك طلبت منه الطلاق حين فَتر الحب بينهما، واستشعرت بمشاعر المرأة ان قلبه لم يعد خالصاً لها، وأنها تسامح في أي شيء إلا الخيانة. فقد تعرف الباز على المذيعة اميمة تمام.. واميمة تمام ذهبت في يوم لعمل لقاء تلفزيوني معه فوقعت في حبه.. وساعدتها صديقتها الإعلامية صفاء حجازي في التقرب منه. كانت أميمة تذهب الى مكتبة وأوقعته في حبائلها.. وشاع خبر ترددها على مكتبه وطلبت منه الزواج، واخبرته ان والدها سيقتلها ويقتله. ونشرت احدى الصحف القصة وهاجمت مستشار الرئيس، فما كان من مبارك إلا أن قال له: «لِم الموضوع يا اسامة وكفاية فضائح». وبالفعل تم الزواج بينهما.. وهنا طلبت نبيلة عبيد الطلاق واعتبرت زواجه الثاني خيانة لها. نهاية وعودة في الوقت الذي أهمل فيه الباز عمله داخل مؤسسة الرئاسة، وانشغل بالزواج ثم بإنجاب طفلة من اميمة تمام، كانت هناك بعض القيادات التي بدأت تشق طريقها لإبعاد الباز والفوز بقلب مبارك. وكان من ضمن هذه القيادات الدكتور زكريا عزمي الذي نجح في النيل من الباز عن طريق الوشاية به عند حرم الرئيس المخلوع سوزان مبارك، التي قررت أن تنهي أسطورة الباز داخل مؤسسة الرئاسة.. وأصبح الرجل مجرد رمز ووجوده داخل قصر الرئاسة لا يتعدى كونه مستشارا شرفيا للرئيس مبارك.. لكن مع بداية التفكير في دخول جمال مبارك عالم السياسة وخلافته، بدأ يأتي دور الباز الذي كان من جانبه غير مرتاح لتوريث نجل الرئيس.. لكن من الجانب الآخر وجد الفرصة سانحة له مرة أخرى للعودة إلى الأضواء مجدداً. مهندس التوريث ومع بداية الألفية الثالثة بدأت عملية تحضير جمال مبارك لاقتحام عالم السياسة على يد الباز، ولذلك يصف البعض الباز بمهندس عملية التوريث.. وبدأ الباز عمليته مستعيناً بالأساليب العملية، فاختار مجموعةً ضيقةً جداً ومختارةً، ورتب لها لقاءات مطولة ومستمرة مع جمال، وكانت اللقاءات تتم في المنازل أحيانا، وفي المكاتب أحيانا أخرى. واختار الباز الدكتور أسامة الغزالي حرب ليقدم لجمال وجبة مكثفة في تاريخ مصر السياسي، الذي صار فيما بعد أشهر المنشقين والمعارضين لمجموعة جمال. لكن لم يستطع الباز الاستمرار في منصبه كمعلم لجمال مبارك بعد إصابته بمرض «الزهايمر» وتم إفساح المجال للدكتور علي الدين هلال ليحل محل الباز في صناعة الرئيس القادم. وبعيداً عن الأخطاء التي وقع فيها الباز والتي سمحت لأجنحة الصراع داخل مؤسسة الرئاسة بالقضاء عليه إلا أن جميع المختلفين معه يشهدون بنظافة ذمته المالية، وانه كان من أفضل الشخصيات داخل المؤسسة الرئاسية خلال الأعوام الثلاثين التي قضاها هناك لولا هذه الأخطاء التي وقع فيها.. فقد كان متواضعاًً للغاية.. وردد للمقربين منه أنه فشل في تعليم مبارك لأنه عنيد ولا يحب القراءة ويأخذ قراراته على السمع فقط. |
|