النور الذي فيك لا يسمح لك بإهمال نور أخيك. أمّا إن حمَلتَ فيك كراهيّة، وتريد إصلاحه، فكيف تصلح نوره وأنت فاقد النور! إذ يقول الكتاب المقدّس: "كُلُّ مَن أَبغَضَ أَخاه فهو قاتِل" (1يوحنا 3: 15). كما يقول أيضا من "مَن يُبغِضُ أَخاه لم يَزَلْ في الظَّلام إِلى الآن" (1 يوحنا 2: 9). فالبغض إذن هو ظلمة، فمن يكره الآخرين إنّما يُضر نفسه أولًا، مفسدًا داخله". لقد أراد السيِّد أن يدخل بتلاميذه إلى حياة الارشاد، بعيدًا عن روح الانتقام، لان الانتقام ينزع عنا عطيّة الله العُظمى، والكراهيّة تحجبنا عن ملكوت السماوات. وفي الوقت نفسه يتوجب علينا ان لا نتهرب من مسؤوليتنا ونجيب الله بنفس جواب قايِن عندما سأله أين أخوك فأجاب "أَحارِسٌ لأَخي أَنا؟" (التكوين 4: 9). وكأنّ قايِن يقول: لم أختر لي أخًا بل أنت يأرب اخترته، فلمَ يُطلب إليّ أن أعتني به؟ ومن هنا جاء قول الفيلسوف الجاحد جان بول سارتر "الآخر هو الجحيم". أمّا في الكتاب القدس يّقدِّم الأخ كطريق إلى الذات، ورجاء السماء. جعلني الله رقيبًا لأخي، لكيما أحبّه وأصلحه وحين أجتمع بأخي يكون الله معنا فتصير الأرض سماء.