|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لا بُد للروح أن يكون لها ثمر في الإنسان لا بُد للروح أن يكون لها ثمر في الإنسان، لأن السيد الرب يقول "من ثمارهم تعرفونهم" (مت 8: 20) وأيضًا: كل شجرة لا تصنع ثمرًا، تقطع وتلقى في النار" (مت 7: 19). والثمر الجيد هو ثمر الروح، وليس ثمر الجسد. والروح الإنسانية التي تصنع ثمرًا، هي التي تشترك مع الله في العمل، وتدخل في "شركة الروح القدس" (2كو 13: 4). وإن اشتركت روح الإنسان مع الروح القدس، سوف تستطيع أن تشترك الجسد معها وتقوده في العمل الروحي. إذن ثمر الروح، هو ثمر الروح التي قادت الجسد. وصارت هي وهو تحت قيادة الروح القدس. ذلك "لأن كل الذين ينقادون بروح الله، فأولئك هم أبناء الله" (رو 8: 14). فهل المقصود بثمر الروح، هو ثمر الروح الإنسانية، أم ثمر الروح القدس. الإجابة هي شركة الروح القدس مع الروح الإنسانية. ذلك لأن الروح الإنسانية. وحدها لا تستطيع وحدها أن تعمل شيئًا بدون شركة روح الله معها.. الإنسان هو هيكل لروح الله، وروح الله ساكن فيه (1كو 3: 16) (1كو 6: 19). روح الله ساكن في الإنسان ويعمل. ولكن يلزم استجابة الإنسان لعمل الروح فيه وذلك بأن يشترك مع روح الله في العمل. وهنا يأتي ثمر الروح نتيجة لهذه الشركة.. ذلك لأن الله لا يرغم الإنسان على عمل الخيربل لا بُد أن يعمله بإرادتهُ.. وإلا فقد العمل قيمته. ولم تعد له مكافأة. وقد شرح الرسول ثمر الروح فقال: وأما ثمر الروح فهو: محبة فرح سلام، طول أناة لطف صلاح، إيمان وداعة تعفف" (غل 5: 22، 23) ونحن نود في هذا الكتاب أن نحدثك عن هذا كله، في إيجاز وتركيز. لأن كل واحدة من هذه الثمار التسع، قد تحتاج إلى كتاب خاص. وقد أصدرنا لك كتابًا عن المحبة، وآخر عن الإيمان وكان بودي أن أصدر لك كتابًا عن الوداعة. ولكن رغبة في تجميع الأفكار وعدم تشتتها، نشرنا لك هذه الكتاب عن ثمر الروح كله معًا. ونلاحظ أن كل ثمرة يمكن أن تتعلق بغيرها من الثمار. لأن الحياة الروحية مرتبطة ببعضها البعض في كل التفاصيل. أتركك الآن أيها القارئ العزيز لكي تتأمل في ثمار الروح، ولكي تجعلها جميعًا ثمرًا لحياتك مع الله ولعمل الروح فيك. وليكن الله معك، يعينك في كل ما تفعله. 31 أكتوبر 1996 عيد القديس الأنبا رويس البابا شنودة الثالث |
|