ليعلم المتكبرون ما هو مكتوب عن رئيسهم: "عند نهوضه تفزع الأقوياء""هو ملك على كل بني الكبرياء" (أي 41: 25، 34). بكبرياء إبليس حلَّت علينا الدينونة، وبتواضع الله تحقَّق عهد خلاصنا. لأن عدونا المخلوق كسائر المخلوقات أراد أن يتعالى فوق الجميع، أما مخلصنا فقد ارتأى أن يصير صغيرًا بين الجميع، وهكذا ظل متعاليًا وعظيمًا فوق الكل. لذلك ليعرف الودعاء أنهم يرتفعون كشبه الله عندما يتواضعون. وليعلم المتعالون أن بغرورهم يهبطون إلى شبه الملاك العاصي. ليس ما هو أحَطُ من الغرور الذي يُسْقِط الإنسان من حالة الرفعة الحقيقية. وما أرفع التواضع الذي بنزوله إلى الحضيض يرتبط بالخالق الذي هو فوق الجميع في الأعالي.