|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لا يحكم الرَّبّ على النَّاس بنسبة النَّجاح الذي بلغوه، بل بنسبة الجهد الذي بذلوه، ولا يحكم على النَّاس بنسبة كمية العمل التي أدّوها بل على قدر المَسْؤوُلِيَّة التي التزموا بها. انه حكم عليهم وَفْقًا لاستخدامهم ما لديهم من مؤهَّلات. فمن استثمر وزنتين يُكافأ مكافأة متساوية مع الذي استثمر الوَزَنات الخَمْس. إنه يحترم الفروقات الفرديَّة بين الأشخاص. ولكل واحد منَّا خصائصه وغِناه ومواهبه. فكل كائن فريد ولا بديل له في عينيَّ الله كما نقول في العامية "خلقك الله وكسر القالب وراءك". تدخل الفروقات في توزيع الوَزَنات في خطة الله، الذي يريد أن يقبل كل واحد ما يحتاج إليه، وأن يشارك من عنده من "وَزَنات" خاصة مَن هم في حاجة إليها. فالاختلافات تشجِّع الأشخاص على المشاركة وتحفز الثَّقافات على اغتناء بعضها ببعض. ويوضِّح ذلك ما كتبته القديسة كاترين السَّيانية على لسان الله سبحانه تعالى "لا أعطي كل الفضائل لكل واحد بالمساواة... للواحد المحبة، وللآخر العدل، لهذا التَّواضع، ولذاك الإيمَان الحَي. أمَّا الخَيرات الزمنية، والأشياء الضُّروريَّة لحياة الإنسان، فقد وزَّعتها بلا مساواة أكبر. ولم أرد أن يمتلك كلُّ واحد كل ما هو ضروري له حتى يكون هكذا للنَّاس فرصة، لكي يمارسوا المحبَّة بعضهم تجاه بعض. أردتُ أن يكونوا في حاجة بعضُهم إلى بعض، وان يكونوا وكلائي لتوزيع النِّعم والحسنات التي تقبلوها منِّي" |
|