|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الصلاة في حياة يسوع إن للصلاة مكانة مهمة وأساسية في حياة يسوع. لقد صلّى يسوع كثيراً (مت14/23). وتنوّعت صلواته. فمنها ما كان بمشاركة أهل زمانه، كالمزامير (مت22/44، مز110/1)، وبركات وطقوس الهيكل (يو11/56)، والاحتفال بالأعياد (يو7/14). ومنها، وهي الأكثر، ما كانت خاصة به (لو6/12، مر1/35). لقد كان يصلي في الإصغاء والعزلة (لو9/18)، وغالباً ما يحي الليل كله في الصلاة (لو6/12). واتسمت صلاته بطابع الحمد والشكر (مت11/25)، والثقة (يو11/42)، وتسليم الذات (لو23/46). وكان يتوجه إلى الله بصلاة شخصية عميقة قبل أي عمل يقوم به. فصلّى قبل اعتماده وانطلاقه الرسولي (لو3/21)، وقبل اخياره لتلاميذه (لو6/12)، وعند التجلي (لو9/29)، وقبل صنعه المعجزات وبعدها (يو6/00) وكأن بتمرّسه على الصلاة المستمرّة يود أن يقول: "إنني أعمل أعمال من أرسلني" (يو9/4) لذلك عليَّ اللقاء به بشكلٍ مستمر، فمنه وحده أتلقى المجد، وبه وحده أستطيع كل شيء. لا نستطيع فهم تجاوز يسوع محنة الألم والموت (إقرأ بعمق: يو17/1-27) وبالتالي غفرانه يسوع لصالبيه (لو23/34) إلا على ضوء فهمنا لمكانة الصلاة عنده. إن الرسالة إلى العبرانيين تشاهد يسوع في حركة مستمرة من الصلاة والتضرع والشفاعة وتربط بين صلاته ورسالته الفصحية التي حققها بالموت والقيامة، "فهو الذي في أيام حياته البشرية رفع الدعاء والابتهال بصراخٍ شديد ودموع ذوارف إلى الذي بوسعه أن يخلصه من الموت، فاستجيب لتقواه" (عب5/7). "ستبقى صلاة يسوع بالنسبة لنا سراً، بمقدار سر تجسد ابن الله المتأنس. صلاة يسوع كانت مشاهدة للآب وجهاً لوجه لا يشوبها وهن، ولا موضع للحديث عن صعوبات في صلاة يسوع أو عن طريقته في الصلاة. ومع هذا فإنه كان يصلي بصفته إنساناً وإنساناً كاملاً، وصلاته في الجتسمانية هي أبلغ شهادة على ذلك" . إن يسوع الذي كانت الصلاة محور حياته ومنطلقها دعا إلى ضرورة ممارستها (مت7/7-19، لو21/36) وشدّد على أنه يجب أن تكون نقية ومجانية (مت5/23-24) ومرتبطة بالعمل (مت7/21)، ومملوءة بالإيمان (مر11/24)، ومقترنة بالتواضع (لو18/9-14) والبساطة (مت6/7-8). وأكد على أهمية الصلاة المشتركة وعمق فعاليتها (مت18/19-20، يو14/13، 16/23-24). وأنها مع الصوم سلاح فعّال أمام تجارب الشر (مر9/29، لو22/40). |
|