|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
خروج جديد: 16 هكَذَا يَقُولُ الرَّبُّ الْجَاعِلُ فِي الْبَحْرِ طَرِيقًا وَفِي الْمِيَاهِ الْقَوِيَّةِ مَسْلَكًا. 17 الْمُخْرِجُ الْمَرْكَبَةَ وَالْفَرَسَ، الْجَيْشَ وَالْعِزَّ. يَضْطَجِعُونَ مَعًا لاَ يَقُومُونَ. قَدْ خَمِدُوا. كَفَتِيلَةٍ انْطَفَأُوا. 18 «لاَ تَذْكُرُوا الأَوَّلِيَّاتِ، وَالْقَدِيمَاتُ لاَ تَتَأَمَّلُوا بِهَا. 19 هأَنَذَا صَانِعٌ أَمْرًا جَدِيدًا. الآنَ يَنْبُتُ. أَلاَ تَعْرِفُونَهُ؟ أَجْعَلُ فِي الْبَرِّيَّةِ طَرِيقًا، فِي الْقَفْرِ أَنْهَارًا. 20 يُمَجِّدُنِي حَيَوَانُ الصَّحْرَاءِ، الذِّئَابُ وَبَنَاتُ النَّعَامِ، لأَنِّي جَعَلْتُ فِي الْبَرِّيَّةِ مَاءً، أَنْهَارًا فِي الْقَفْرِ، لأَسْقِيَ شَعْبِي مُخْتَارِي. 21 هذَا الشَّعْبُ جَبَلْتُهُ لِنَفْسِي. يُحَدِّثُ بِتَسْبِيحِي. الله الذي يخلص شعبه سبق أن وهبهم خلاصًا على يديْ موسى ليحررهم من عبودية فرعون؛ وها هو يخرجهم من السبي البابلي كما في خروج جديد، ويبقى على الدوام يخرج بهم من أسر الخطية إلى حرية مجد أولاد الله، ينطلق بهم كما من أعمال الإنسان العتيق إلى التمتع المستمر بأعمال الإنسان الداخلي الجديد. "هكذا يقول الرب الجاعل في البحر طريقًا وفي المياه القوية مسلكًا، المخرج المركبة والفرس الجيش والعز. يضطجعون معًا لا يقومون. قد خمدوا كفتيلة انطفأوا" [16-17]. لقد خلصهم من سلطان فرعون بعبورهم بحر سوف، قاطعًا كل إمكانية لقيام فرعون ضدهم من جديد. فقد شبه هلاك فرعون المفاجئ والسريع بفتيلة انطفأت لا تعود تلتهب من جديد؛ بذات القوة يخلصهم الله من يد بابل أيضًا. هذا الخلاص الذي تحقق ضد فرعون وأيضًا ضد بابل يجب أن يتم ضد أعمال الإنسان العتيق (كو 3: 9)، لذا يكمل النبي حديثه، قائلًا: "لا تذكروا الأوليات، والقديمات لا تتأملوا فيها؛ هأنذا صانع أمرًا جديدًا، الآن ينبت، ألا تعرفونه؟! اجعل في البرية طريقًا، في القفر أنهارًا" [18-19]. يريدنا ليس فقط أن نخلع الإنسان القديم بأعماله وإنما أن ننساه تمامًا ولا نعود نذكره أو نتأمل فيه حتى لا نيأس ونتحطم، إنما بالحري ننشغل بالحياة الجديدة التي تنبت فينا. إنه يجعل في البرية طريقًا وفي القفر أنهارًا. ما هذا الطريق إلاَّ السيد المسيح نفسه القائل: "أنا هو الطريق" (يو 14: 6)، قام في وسطنا نحن البرية الجدباء، يحلّ في قلوبنا لكي يدخل بنا إلى ملكوته؟! وما هذه الأنهار إلاَّ ينابيع الروح القدس المتفجرة داخلنا نحن القفر الذي بلا ساكن، فيتحول قلبنا الخرب إلى مسكن الله القدوس؟! وكأن سر تجديدنا هو سُكنى السيد المسيح فينا وحلول روحه القدوس في أعماقنا الداخلية. يؤكد الله انفتاح باب الإيمان أمام الأمم لاقتناء شعب جديد، يعرف الفرح الداخلي والتسبيح، قائلًا: "يُمجدني حيوان الصحراء الذئاب وبنات النعام لأنيّ جعلت في البرية ماءً أنهارًا في القفر لأسقي شعبي مختاريَّ، هذا الشعب جبلته لنفسي، يحدث بتسبيحي" [20-21]. يُشّبِه الأمم بالحيوانات المفترسة التي تعيش في البرية، ذلك بسبب ما اتسموا به من عنف شديد، ولأنهم عاشوا كما في البرية ليس بينهم مواعيد ولا عهود ولا شريعة إلهية إلخ... في حالة قفر شديد. شُبهوا أيضًا ببنات النعام رمز الغباوة وعدم الفهم بسبب عبادتهم للأصنام وممارستهم الرجاسات كعمل ديني تقوي. هؤلاء الذين عُرفوا بالقسوة والغباوة، الذين عاشوا في برية قاحلة، صاروا يتمتعون بماء أنهار الروح القدس ليشربوا ويرتووا، ويقبلوا العضوية في شعب الله المختار. بهذا تتغير طبيعتهم خلال عمل الثالوث القدوس فيهم وينفتح قلبهم للفرح ولسانهم للتسبيح. ما أجمل العبارة الإلهية: "هذا الشعب جَبَلْته لنفس!" [21] صرنا له، نصيب الرب، كما هو لنا نصيبنا! |
|