"الشَّفَقَةُ" في الأصل اليوناني ἐσπλαγχνίσθη فتشير الى الحنان الذي يظهر تلقائياً في التصرف من إبداء الشفقة بمناسبة حادث أليم (مزمور 106: 45). وتدل هنا على قلب يسوع ذاته في صورة فائقة من الرقة والحنان (ارميا 23: 1-4)، لدى رؤيته جمعا بحاجة الى طبيب يشفي امراضهم وجمعا بحاجة الى طعام ليُشبعهم ؛ كما تدلّ على شفقته في تعليم الشعب واعطاهم الخبز والسمك، لأنه لم يكن من يهتم بالشعب، حيث انهم كانوا كغنم لا راعي لها (مرقس 6: 43)، وهي صورة مألوفة في الكتاب المقدس، تُندِّد بعدم مبالاة الرؤساء المسؤولين (متى 9: 36)، ويتصرف يسوع كالراعي الصالح (حزقيال 34: 23)، على مثال موسى (عدد 27: 15-17) وداود (مزمور 78: 70) بل على مثال الله نفسه الذي اقتاد شعبه في البرية (مزمور 78: 52-53). فهل نشفق على الجمع من الناس ونرغب في ان نقودهم الى المسيح بالإيمان؟