ربنا باعتلك رسالة ليك أنت
الرسالة دى تحطها فى قلبك طول سنة 2025
يالا اختار رسالتك من الهدايا الموجودة وشوف ربنا هايقولك ايه
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الصليب والنفس لست أتحدث هنا عن الصليب والجسد، بل عن الصليب والنفس. الجسد هو ذلك الكيان الفاسد الموجود فينا والذي منه تنبع الأهواء والشهوات. ولسبب رداءته التامة، فقد أُدين في الصليب ونُحيَ جانباً، إذ لا يصلح معه سوى الموت (رو8: 3-7). لذا فإن «الذين هم للمسيح قد صلبوا الجسد مع الأهواء والشهوات» (غلا5: 24)، وعلى المؤمن أن يطبِّق حكم الموت دائماً على الجسد «فأميتوا أعضاءكم التي على الأرض؛ الزنا النجاسة الهوى الشهوة الردية الطمع الذي هو عبادة الأوثان» (كو3: 5). أما النفس فهي ذلك العنصر في كياننا البشري المتكون من ثلاثة عناصر: الروح والنفس والجسد (1تس5: 23)، والتي يتحدث عنها الكتاب كثيراً جداً باعتبار أنها مركز الميول والرغبات والمشاعر (مت26: 38). وأحياناً يستعمل الكتاب كلمة «نفس» للدلالة على الذات الإنسانية أو الشخص نفسه، أي أن نفس الشخص تعني الشخص ذاته (لو12: 19،21). وحيث أن شخصية الإنسان تتكون من الفكر والشعور والإرادة (البعض يرون أن الإرادة مرتبطة بالروح) فإنه يمكننا أن نعتبر أن النفس في الإنسان يُعبَّر عنها بالفكر والشعور والإرادة. والآن ما علاقة هذا بالصليب؟ هل للصليب دور مع النفس؟ وهل هناك ضرورة لهذا الأمر؟ وكيف يعمل الصليب مع الفكر البشري أو العواطف الإنسانية أو الإرادة الذاتية؟ عندما ندرس البشائر الأربعة، سيلفت نظرنا أن الرب يسوع أشار مرات عديدة في تعاليمه لموقف التلميذ من النفس. مثلاً: «من يحب نفسه يهلكها، ومن يبغض نفسه في هذا العالم يحفظها إلى حياة أبدية» (يو12: 25). وقد ذُكرت هذه العبارة كما هي أو باختلاف طفيف ست مرات في البشائر، ويبدو أن الرب ذكرها في أربع مناسبات مختلفة. لذا فهو تعليم أساسي للحياة المسيحية. وكل مؤمن حقيقي مدعو ليس فقط لإماتة الجسد، بل أيضاً لإنكار النفس وتطبيق حكم الموت عليها. ونتحدث هنا عن الصليب وعمله في النفس في أربعة مجالات: 1- الصليب والمحبة الطبيعية 2 - الصليب والأفكار البشرية 3 - الصليب والإرادة الشخصية 4 - الصليب وصيانة الحياة الذاتية أولاً: الصليب والمحبة الطبيعية «من أحب أباً أو أماً أكثر مني فلا يستحقني. ومن أحب ابناً أو ابنة أكثر مني فلا يستحقني. ومن لا يأخذ صليبه ويتبعني فلا يستحقني. مَنْ وجد حياته يضيعها. ومن أضاع حياته من أجلي يجدها» (مت10: 37-39). أوضح الرب في الأعداد السابقة لهذه الأعداد، أن مجيئه إلى العالم سيقسم الناس إلى فريقين؛ إلى مؤمنين به، ورافضين له. والفريقان سيكونان في تضاد وعداوة قد تصل إلى حد انقسام أفراد الأسرة الواحدة. فمَنْ يقبل المسيح سينقلب عليه أقرب مَنْ له «وأعداء الإنسان أهل بيته» (راجع مت10: 34-36). ومن هنا فالرب يضع مبدأً هاماً للتلميذ الحقيقي له، وهو أن يتسلح بنية الحرمان من العواطف الطبيعية والرفض من أقرب وأعز مَنْ له. هذا عمل الصليب في النفس، وهنا أكثر الأمور ألماً للطبيعة. هل معنى ذلك أنه يوجد خطأ أو شر في المحبة القائمة بين الزوج والزوجة أو الأب وأولاده أو الأخ وإخوته؟ كلا. لكن لننتبه لئلا تقف هذه عائقاً في سبيل التكريس والخدمة والشهادة. ليسأل كل منا نفسه: ما الغرض من هذه المحبة؟ هل هي لمجرد إشباع النفس أو لإرضاء الرغبات الطبيعية؟ أم هي لمجد الله؟ والرب يسوع المسيح وهو يتحدث هنا عن التلمذة، فإنه يؤكد هذا المبدأ الهام وهو: إن تعارضت المحبة للأب والأم والابن والابنة مع الطاعة والولاء له، فينبغي التضحية بالأولى لأجل الثانية. «من أحب أباً أو أماً أكثر مني فلا يستحقني». قد يبدو الكلام قاسياً، لكن كم وقفت الرُبط الطبيعية حائلاً أمام كثيرين وأعاقتهم عن طاعة المسيح. لذا فإن التلميذ الحقيقي متى وقف موقف الاختيار بين المسيح وأعز أحبائه، فإنه يعطي المسيح المكانة الأولى. أ وَلا يستحقها؟! لكن رُبَ معترضٍ يقول: هذا الكلام قد يعني إهمال الوالدين أو الأولاد. وهنا أوّد أن أوضّح أن هناك فارقاً بين المسئوليات الأسرية والتعلق العاطفي بأفراد الأسرة. فبينما المؤمن المكرَّس يعطي الرب المكانة الأولى في عواطفه، فإنه في ذات الوقت يقوم بدوره كابن أو كأب أو كزوج بكل أمانة، مُظهراً كل المشاعر الرقيقة والعواطف الحانية. إنه يدرك أن قيامه بمسئوليته الأسرية يشكِّل جزءاً أساسياً في شهادته المسيحية لأنه «إن كان أحد لا يعتني بخاصته (مادياً وعاطفياً) ولا سيما أهل بيته، فقد أنكر الإيمان (التعليم المسيحي) وهو شر من غير المؤمن» (1تي5: 8). أ لم يكن ربنا المعبود مكرّساً لأبيه تكريساً مطلقاً، ولم يسمح لأعز مَنْ له أن يتداخل في طاعته لأبيه، وفي ذات الوقت كم كان عطوفاً ورقيقاً ومهتماً بأمه حتى في أحلك اللحظات؟ (يو19: 25،27). ثانياً: الصليب والأفكار البشرية «وابتدأ يعلمهم أن ابن الإنسان ينبغي أن يتألم كثيراً ويُرفض من الشيوخ ورؤساء الكهنة والكتبة ويُقتل وبعد ثلاثة أيام يقوم. وقال القول علانية. فأخذه بطرس إليه وابتدأ ينتهره. فالتفت وأبصر تلاميذه فانتهر بطرس قائلاً اذهب عني يا شيطان. لأنك لا تهتم بما لله، لكن بما للناس. ودعا الجمع مع تلاميذه وقال لهم: مَنْ أراد أن يأتي ورائي فلينكر نفسه ويحمل صليبه ويتبعني. فإن مَنْ أراد أن يخلّص نفسه يهلكها. ومَنْ يهلك نفسه من أجلي ومن أجل الإنجيل فهو يخلصها» (مر8: 31-35). كان بطرس قد اعترف بالرب يسوع أنه المسيح ابن الله الحي ونال التطويب من الرب. ويبدو أنه تصوّر أن الرب، كالمسيا، سيُقيم مملكته، وأنه هو والتلاميذ سيصِلون إلى العروش مباشرة. لكن الرب فاجأهم جميعاً بالحديث عن آلامه وموته. ولم يستطع بطرس أن يتقبل الكلام إذ كان مناقضاً كُلّية لتفكيره وتوقعاته، فأخذ الرب جانباً وابتدأ ينتهره، لكن الرب وبّخه بكلمات حازمة «اذهب عني يا شيطان لأنك لا تهتم بما لله لكن بما للناس»؛ أي "إن ما يشغل فكرك الآن هو الناس لا الله. وأنت أفكارك محكومة بالمبادئ البشرية لا بالفكر الإلهي". لقد اجتاح الشيطان فكر بطرس في تلك اللحظة، وقاده لأن يقف كحجر عثرة قدام الرب. ويعلِّق رجل الله (كلي) على ذلك فيقول "ما الذي ساءَ الرب بذلك المقدار؟ إنه الشَرَك نفسه الذي نتعرّض له جميعاً: الرغبة في إنقاذ النفس وتفضيل الطريق السهلة على الصليب. أ ليس حقاً أننا بالطبيعة نحب أن نهرب من التجربة والعار والرفض، حتى أننا ننفر من الألم في عمل إرادة الله، مع أنه لابد منه في عالم كهذا؟ ألا نفضِّل أن نعيش حياة محترمة هادئة في الأرض، وباختصار، نريد أفضل ما في العالَمَين (السماء والأرض)؟ لم يستطع بطرس أن يفهم، لماذا ينبغي للمسيا أن يجتاز طريق الألم. ولو كنا هناك لقلنا أو فكرنا بأسوأ من ذلك. إن الذهن البشري يرفض دائماً فكرة الصليب في اتباع المسيح. ربما نتكلم بسهولة عنه، لكن لما يلوح في الأفق شيء مؤلم، فإن صوت المنطق الطبيعي في داخلنا أو في أحبائنا يهمس قائلاً: "حاشا أن يكون لك هذا. خلص نفسك من هذا"، لذا يقول المسيح «فإن من أراد أن يخلّص نفسه يهلكها، ومن يهلك نفسه من أجلي ومن أجل الإنجيل فهو يخلصها». إن عشنا والنفس هي مركز حياتنا فسنخسر الحياة. وإن قدمناها للرب ولخدمته، فسنعرف قيمتها الحقيقية، وبذلك نكون قد خلّصناها. ثالثاً: الصليب والإرادة الشخصية «وقال للجميع: إن أراد أحد أن يأتي ورائي فلينكر نفسه ويحمل صليبه كل يوم ويتبعني. فإن من أراد أن يخلّص نفسه يهلكها. ومن يهلك نفسه من أجلي فهذا يخلصها. لأنه ماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كله وأهلك نفسه أو خسرها» (لو9: 23-25). إن اتّباع المسيح يتطلب إنكار النفس وحمل الصليب. لماذا؟ لأن الرب رُفض من العالم ولم يقدم له سوى الصليب. وكل من يتبع السيد لابد أن يسير في ذات الطريق. ما هو "إنكار النفس"؟ ليس هو حرمان النفس من أشياء مُحببة لها، ولا هو رفض مجموعة من الشرور، ولا هو التنازل عن بعض الامتيازات، بل هو رفض الإرادة الذاتية كُلية؛ أن أقول لنفس "لا"، وأن أضع نفسي كُلّية تحت تصرف المسيح. إنه تسليم نفسي بجملتها له، بحيث تنتفي حقوقها تماماً، ويصبح هو وحده صاحب القرار. أما "حمل الصليب" فهو لا يعني احتمال تجارب الحياة وضيقاتها وآلامها، كما يظن الكثيرون ويقولون عن شخص متألم: فلان صليبه ثقيل. كلا، لكنها تعني شيئاً أخر: فمَنْ كان يحمل الصليب، في تلك الأيام، كان يتجه لمكان تنفيذ حكم الإعدام؛ فهو شخص يتقبل باختياره الموت. لذا فحمل الصليب هو الاستعداد لتحمل العار والآلام والمعاناة لأجل المسيح، وربما أيضاً الموت إذا اقتضى الأمر. وحياة التلميذة تواجهها صعوبتان: الأولى: محاولة الإنسان أن يخلِّص نفسه من أية خسارة ناتجة عن اتّباع المسيح «مَنْ أراد أن يخلص نفسه يهلكها»، بمعنى من يتمسك بحياته لتحقيق إرادته الذاتية ومخططاته الشخصية لن يصل للشبع الحقيقي «ومن يهلك نفسه من أجلي يجدها». من يُخضع ذاته للرب مكرساً حياته له مهما كان الثمن فسيجد المعنى الحقيقي للحياة .. الثانية: هي تجربة السعي وراء الغنى المادي. ومَنْ كان هذا هدفه في الحياة، سيبدد وقته وطاقته وكل إمكانياته دون أن يحقق الغرض الرئيسي للحياة وهو إتمام مشيئة الله وإنجاز الخدمة المرتبة منه. لقد أوجدنا الرب هنا لغرض أسمى من مجرد السعي وراء المال، فإننا مدعوون لتمثيل مصالح سيدنا على الأرض، وإن خسرنا ذلك فقد خسرنا الحياة. رابعاً: الصليب والميل لصيانة النفس والحياة الذاتية «من يحب نفسه يهلكها، ومن يبغض نفسه في هذا العالم يحفظها إلى حياة أبدية. إن كان أحد يخدمني فليتبعني. وحيث أكون أنا هناك أيضاً يكون خادمي. وإن كان أحد يخدمني يكرمه الآب» (يو12: 25،26). تحدّث الرب عن حتمية موته للإتيان بثمر، واتخذ من حبة الحنطة مثالاً لذلك، فلو احتفظنا بها في المخزن لبقيت كما هي ولَمَا استُثمرت في حبات أخرى كثيرة. والمسيح - له المجد - مات ودُفن ثم قام، وبهذا أتى بثمر كثير من المؤمنين الذين لهم ذات نوعية حياته كالمُقام من الأموات. وذات المبدأ في حياة تلميذ المسيح، فإن حرصنا أن نصون حياتنا ونتجنب الإماتة لأجل المسيح، فلن يكون لنا ثمر على الإطلاق. لكن إن أبغضنا نفوسنا في هذا العالم، سيكون لنا الثمر الكثير. لكن ما معنى بُغضة النفس في هذا العالم؟ إنه يعني التخلي باختيار ورضا عن الرغبات الطبيعية المُتاحة لنا في هذه الحياة في سبيل استثمار الوقت والصحة والعمر كله لخدمة الرب. وهو يعني أيضاً الموت معنوياً عن حقوقنا المشروعة لأجل المسيح «حاملين في الجسد كل حين إماتة الرب يسوع لكي تظهر حياة يسوع أيضاً في جسدنا... إذاً الموت يعمل فينا ولكن الحياة فيكم» (2كو4: 10،12). فلكي تكون حياة في الآخرين، لابد أن يعمل الموت فينا. قال أحد رجال الله: "إن كنا نرفض أن نكون حبوب حنطة مستعدة أن تقع في الأرض وتموت، وإن كنا لا نضحي بالطموحات ولا نعرّض أنفسنا وممتلكاتنا وصحتنا للخطر، وإن كنا لا نتخلى عن بيوتنا ونقطع لأجل المسيح الرُبط التي تشدنا إلى عائلاتنا عندما يدعونا الرب، فعندئذ سنبقى وحدنا". هل نذكر قول بولس «ولكني لست أحتسب لشيء ولا نفسي ثمينة عندي، حتى أتمم بفرح سعيي والخدمة التي أخذتها من الرب يسوع لأشهد ببشارة نعمة الله» (أع20: 24). وهل نذكر أبفرودتس الذي «من أجل عمل المسيح قارب الموت مُخاطراً بنفسه» (في2: 30). قال جيم إليوت، وهو أحد الأبطال في خدمة الرب: "ليس غبياً مَنْ يضحي بما لا يستطيع الاحتفاظ به في سبيل أن يربح ما لا يمكن أن يفقده". |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
الصليب والنفس البشرية |
الجسد والنفس والروح |
لىّ مع الصليب.لىّ مع الصليب..حكاية جميلة.سرّها عجيب-فتحت عينى.بصيت حواليىّ..لقيت الصليب.فى كل الدنيا |
والنفس تميل لمن يهتم بها |
الجسد والنفس والروح |