منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 07 - 06 - 2023, 02:31 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,270,257

حبقوق النبي | تساؤل

تساؤل حبقوق النبي:

في جسارة يصرخ النبي إلى الله، قائلًا أنه يدعوه وهو لا يسمع، يصرخ إليه مرّة ومرّات من أجل الظلم الذي ساد الشعب وهو لا يُخلّص المظلومين، فتحوّل شعب الله إلى بؤرة ظلم وجور واغتصاب وخصام، ليس من يريد أن يسمع للشريعة ولا من يقبل حكم عدل، إنّما حوّط الأشرار بالصدّيق ليكتموا أنفاسه ويخرجوا الحكم حسب هواهم.
"حتى متى يا رب أدعو وأنت لا تسمع؟!
أصرخ إليك من الظلم وأنت لا تخلص؟!
لِمَ تريني إثمًا وتبصر جورًا، وقدّامي اغتصاب وظلم،
ويحدّث خصام وترفع المخاصمة نفسها؟!
لذلك جمدت الشريعة، لا يخرج الحكم البتّة،
لأن الشرّير يُحيط بالصدّيق، فلذلك يخرج الحكم معوجًا" [2-4].
في عتاب ودّي يقول: "حتى متى يا رب أدعو وأنت لا تسمع؟!"، إذ لم يكف النبي عن دعوة الرب والصراخ إليه إن لم يكن باللسان فبالقلب والدموع بسبب مرارة ما بلغ إليه الشعب بسبب ظلم الأشرار، قارعًا أبواب مراحم الله بلسانه وقلبه ودموعه، مازجًا دموعه بدموع المظلومين وتنهّداته بتنهّداتهم!
في كل جيل يقف أولاد الله مندهشين بسبب ما يبدو على الأشرار الظالمين من نجاح، فيقولون مع داود النبي "قد رأيت الشرّير عاتيًا وارقًا مثل شجرة شارقة ناضرة، عبر فإذا هو ليس بموجود، والتمسته فلم يوجد" (مز 37: 35-36). لقد بلغت مرارة نفس إرميا بسبب ما رآه في شعبه من فساد وظلم أنه قال: "يا ليت ليّ في البريّة مبيت مسافرين فأترك شعبي وانطلق من عندهم" (إر 9: 2)، وإن كان إرميا في حبه لشعبه لم يتركهم بالرغم ممّا عاناه من ضيق على جميع المستويات.
نعود لكلمات حبقوق النبي لنجد فيها كشفًا عن شخصه، فهو رجل الله الذي لا يطيق الظلم، فيتحدّث مع إلهه في حوار مفتوح بلا كلفة ولا رسميّات أو مجاملات أو شكليّات، إنّما يتحدّث من واقع أنّات قلبه التي لا تنقطع ودموعه التي لا تجف. هذه هي صورة إنسان الله -كاهنًا أو من الشعب- لا تنقطع صلواته ليلًا ونهارًا بالشفتين، كما بالقلب والعمل... يصرخ لكي ينزع الله الفساد والظلم عن البشريّة الساقطة، فيُقيم كل نفس مقدّسة له. لذا يسأل ويطلب ويصرخ بلا انقطاع وفي غير يأس، واثقًا أن الله قادر أن يعمل! هذا وقد عرف النبي سرّ شرّهم أنه يكمن في الانحراف عن الوصيّة الإلهيّة أو الشريعة، إذ يقول "جمدت الشريعة، لا يخرج الحكم البتّة، لأن الشرّير يُحيط بالصدّيق فيخرج الحكم معوجًا" [4]. فالشريعة التي تلهب القلب نارًا وتهبه حياة تصير جامدة بلا فاعليّة إن أحاط الأشرار بالصدّيق وأفسدوا فكره من جهة الوصيّة.
إن كان رجال الله في كل العصور صرخوا إلى الرب من أجل ما يرونه في الأشرار الظالمين كعابثين في الأرض، بينما يعيش الأبرار في ضيق ومرارة، لكنهم إذ قدّموا أفكارهم وقلوبهم منفتحة أمام الرب ازدادوا في عيني الله كرامة، أما من ينظر هذا الحال ويستسلّم لأفكار الشك من جهة رعاية الله وتدبيره للعالم فتُصاب نفسه بمرض.
وكما يقول القديس أغسطينوس: [إن الكتاب المقدس يُقدّم المزمور السابع والثلاثين كعلاج مناسب لمن أُصيبت نفسه بهذا المرض. في اختصار يؤكّد هذا المزمور أن الأشرار يعيشون كالعشب على هامش السطح، يظهرون ناجحين في شتاء هذا العالم، لكن الصيف قادم فيجفّون ويحترقون إذ لا جذور لهم في أعماق التربة.
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
صموئيل النبي | ماذا فعل الحسد بشاول وداود؟
حبقوق النبي | وقف النبي على المرصد يترقب كلمة الله
حبقوق النبي | حبقوق يرق لشعبه
شخصية حبقوق النبي في سفر حبقوق في الكتاب المقدس
سفر حبقوق 1: 1 الوحي الذي راه حبقوق النبي


الساعة الآن 03:40 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024