كان هذا القديس ابن أخت البابا ثاؤفيلس وتربى عند خاله في مدرسة الإسكندرية وتثقف بعلومها اللاهوتية، أرسله خاله إلى دير القديس مقار في البرية فتتلمذ هناك مدة من الزمان، ثم عاد إلى الإسكندرية ورُسم شماسًا وعُين واعظًا في الكنيسة الكاتدرائية، واشتهر بكثرة علمه وعظم تقواه ولما تنيح خاله أجلسوا هذا الأب خلفه سنة ٤١٢م، فاستضاءت الكنيسة بعلومه وقد وجه عنايته لمناهضة العبادة الوثنية والدفاع عن الدين المسيحي، ولما ظهرت بدعة نسطور بطريرك القسطنطينية الذي أنكر أن العذراء هي والدة الإله اجتمع لأجله مجمع مسكوني مكون من مائتي أسقف بمدينة أفسس في عهد الإمبراطور ثيؤدوسيوس الثاني فرأس القديس كيرلس هذا المجمع وناقش نسطور وأظهر له كفره، ولما أكمل سعيه مرض قليلًا وتنيح بسلام بعد أن أقام على الكرسي الإسكندري إحدى وثلاثين سنة وثمانية شهور وعشرة أيام صلاته تكون معنا . آمين.