|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
مَن صلب الرّبّ يسوع؟ نصّيًّا، اليهود والرّومان. اليهود خطّطوا والرّومان نفّذوا. ماذا كانت دوافعهم؟ رسميًّا، وظاهريًّا، دافعُهم كان العصبيّة. شخصيًّا، تراوح هذا الدّافع بين الحسد والخوف!. القوميّة اليهوديّة كانت في خطر!. يسوع استبان تهديدًا لليهود كأمّة، كقوم، كشعب، كتاريخ، كمملكة داود المؤمّلة استعادتُها في كلّ عظمتها، بالمسيّا الآتي!. الرّؤية اليهوديّة التّراثيّة، نظرةُ شعبٍ إلى نفسه، طموحاته، طبيعة علاقته بيهوه، كداعم له في شؤون الأرض، كناصر له على سائر الأمم، حُلمه، كفاحه، كلّ هذا، وما يمتّ إليه بصلة، بدا، في شخص يسوع المسيح، في الحلّة الّتي جاء فيها، عرضة للإطاحة!. أنت بإزاء إنسان(!)، معلِّم، معروف أصلُه(!)، لكنّه، غير عاديّ، في آن!. لا يردّ قادمًا إليه: يهوديّ، سامريّ، أمميّ… لا فضل ليهوديّ، لديه، على ما عداه، إلاّ بالإيمان والتّقى!. لا يجد غضاضة في تقديم قائد مئة أمميّ على إسرائيل برمّتها!. ولا يعظّم إيمان أحد من بني جنسه كما يعظِّم إيمان امرأة كنعانيّة أمميّة!. ولا يكشف لاهوته وهوّيّته ليهوديّ كما يكشفه لامرأة سامريّة!. الأرشمندريت توما (بيطار)، رئيس دير القدّيس سلوان الآثوسي، دوما – لبنان |
|