قال لهم أشعيا بنبوءته: "تسمعون سماعاً ولا تفهمون، وتنظرون نظراً ولا تُبصِرون، فقد غَلُظ قلبُ هذا الشعب، وأصمّوا آذانهم، وأغمضوا عيونهم لئلا يُبصروا بعيونهم، ويسمعوا بآذانهم، ويفهموا بقلوبهم، ويرجعوا فأشفيهم". (متى13/14-16).وفي الشِقّ الثاني من أمثاله النَبَوية انتقل إلى الإنذار بالعقاب الرهيب الذي سيحلّ بهم إذا لم يصلحوا أنفسهم ولم يؤمنوا: إنه دمار مدينتهم وهيكلهم، وزوال وجودهم، وموتهم الروحي،وإغلاق باب السعادة الأبدية في وجوههم. (لوكان لدينا الوقت لدرسنا الأمثال النَبَوية بالتفصيل واطّلعنا على الوصف والعقاب).ترَوْن أن يسوع لمّا ضرب أمثاله العقائدية والأخلاقية والنَبَوية أصاب أهدافه الثلاثة بمهارة تعليميّة وتربويّة فائقة. فقد فتح لنا المجال بالأمثال العقائدية للتفكير والتأمل فيها ليثُبِّتَ إيماننا به ويَتوطّد. وزيّن لنا بالأمثال الأخلاقية طبيعة الفضائل المسيحية الكبرى، ولا سيما المحبة، ليدفعنا إلى ممارستها باستمرار، ونبذِ الرذائل القبيحة التي تشوِّه أخلاقنا. وحَمَلَنا، بالأمثال النَبَوية، على التوبة والقيام بالأعمال الصالحة والإيمان بالمسيح الموعود، لنحيا معه حياة روحية مستنيرة بأنوار النعمة، لا تكتنفها ظلمة الخطيئة والشرّ والعمى الروحي.والآن بعدما اطّلعنا على السبب الذي حمل يسوع على ضرب الأمثال، وعلى مقدرته التربويَّة الفائقة في ضرب أمثال ملكوت الله، هل نعرض هذه الأمثال على طلابنا وشبيبتنا في لقاءاتنا الدينية؟ وكيف نعرِضها؟