|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
آلامه من أجل الإيمان: إذ سمع الملك أمره استدعاه، وإذ تأكد من تحوله عن عبادة الأوثان ورجوعه إلى الإيمان المسيحي حاول أن يستمليه بكل طريقة فلم يفلح. قدم له الملك عروضٍ مغرية كصديقٍ له، أجابه: "ثق أيها الملك أن صداقتك زائلة، أما صداقة المصلوب فباقية إلى الأبد. مهما تعطيني من كرامات ومجد وأكاليل فهي باطلة..." عندئذ أمر بضربه ضربًا موجعًا وإذا لم ينثنِ عن رأيه تُقطع أعضاؤه بالسكاكين. فقطعوا أصابع يديه ورجليه وفخذيه وساعديه، وكان كلما قطعوا عضوًا من أعضائه يرتل ويسبح قائلًا: "اقبل مني يا رب تقليم أطراف الشجرة قربانًا ذكيًا مقبولًا أمامك، وساعدني على كمال سعيي". ولم يبقَ من جسمه إلا رأسه وصدره ووسطه. ولما علم بدنو ساعته الأخيرة سأل الرب من أجل العالم والشعب لكي يرحمهم ويتحنَّن عليهم معتذرًا عن عدم وقوفه أمام عزّته بقوله: "ليس لي رجلان لكي أقف أمامك ولا يدان أبسطهما قدامك، وهوذا أعضائي مطروحة حولي، فاقبل نفسي إليك يا رب". حْرم من قدميه لكن نفسه كانت تسير بخطوات سريعة نحو الفردوس. وبُترت يداه لكن أعماقه كانت تتسلم غنى نعمة الله الفائقة. وشُوّه جسمه في هذا العالم، فكان بهيًا للغاية في عيني الله وأعين السمائيين. أخذ الملك منه موقفًا مضادًا، فظهر له ملك الملوك، السيد المسيح، وعزاه وقواه، فابتهجت نفسه. أسرع أحد الجند وقطع رأسه فنال إكليل الشهادة، وكان ذلك في 27 هاتور سنة 420 م. (أو 421 م.). |
|