أثناء حياة القديسة مريم على الأرض أصغت لصوت الله والذي دعاها الي الإنعزال والتكريس الكليّ لله، فمن سنوات حياتها الأولى عندما تركت منزل والدها وكرّست نفسها الي الله في الهيكل ولا شيئ يمكن ان يعيدها مرة أخرى لحياة العالم فلا فترة الشبيبة ولا ضعف جسدها او حب والديها كقول المرّنم:” اِسْمَعِي يَا بِنْتُ وَانْظُرِي، وَأَمِيلِي أُذُنَكِ، وَانْسَيْ شَعْبَكِ وَبَيْتَ أَبِيكِ، فَيَشْتَهِيَ الْمَلِكُ حُسْنَكِ، لأَنَّهُ هُوَ سَيِّدُكِ فَاسْجُدِي لَهُ.”(مزمور10:46-11). كل شيئ لا يمكن ان يؤخر تقدمة القلب والذي يبحث دائما عن الله ويحب عنه وحده يمكن ان يؤثر او يؤخر سعادة ذلك القلب. بمجرد ان أصبحت مقيمة في الهيكل امتلأت مريم بالشغف في تنفيذ كل ما يسند اليها في حب عميق من واجبات حسب سنها وقدرتها. لقد اخلصت في صلاتها وتأملاتها في تلك الأوقات التي اتيحت لها بعد انتهاء واجباتها وكيف انها امضت فترة الهيكل تلك في إعداد نفسها بطريقة خاصة لنِعم الله التي أعطيت لها.