|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
يقول القديس يوحنا الذهبي الفم: [الكنيسة هي رجاؤك وخلاصك وهي ملجأ لك. هي أعلى من السماء، وأكثر اتساعًا من المسكونة. إنها لن تشيخ، إنما تبقى في كمال حيويتها بغير توقف. يشير الكتاب المقدس إلى قوتها وثباتها، فيدعوها "جبلًا"، وإلى طهارتها، فيدعوها "العذراء"، وإلى سلطانها، فيدعوها "الملكة"، وإلى انتسابها لله، فيدعوها "الابنة"، وإلى نموها، فيدعوها "العاقر التي لها سبعة بنين"... تحمل الكنيسة أسماء عدة لتُعبر عن سموها، فهي مثل سيدها الذي يُلقب بأسماء كثيرة... إذ هل يقدر اسم بمفرده أن يعبر عن حقيقتها الكاملة؟ "مستحيل!] هذا ما سجله لنا القديس الذهبي الفم في إحدى عظاته عندما هرب أتروبيوس من الكنيسة مرتعبًا، فسقط بين يديّ الإمبراطور، ونفيَ ثم أعدم. خلال هذه المناسبة انطلق القديس يكشف لشعبه عن "مفهوم الكنيسة" كما يدركه ويتلمسه، فوجد اللغة عاجزة عن أن تعبر، أو بمعنى أدق أوقفته بشريته عن قياس أبعاد كنيسة المسيح. 1. تارة يتطلع إليها كحياة إنجيلية إيمانية علوية، يهبها لنا الآب في ابنه خلال الصليب بالروح القدس، فيقول عنها: "الكنيسة هي رجاؤك وخلاصك وهي ملجأ لك". هذا ما أكده في نفس العظة حين قال: "عندما أقول الكنيسة، لا أقصد مجرد المكان بل طريق الحياة. لا أقصد حوائطها بل شرائعها... الكنيسة هي إيمان وحياة". 2. مرة ثانية يتطلع إلى الكنيسة من جهة رسالتها في هذا العالم، "الأم الولود" أو كما دعاها "العاقر التي لها سبع بنين". هي أم تلد أولادًا لله خلال حبها للبشرية وكرازتها للعالم وتعميد القابلين للإيمان... تلدهم مقدسين للرب وتهتم بهم بالنعمة الإلهية. 3. مرة ثالثة يفحص الكنيسة في طبيعتها: هل هي سماوية أم أرضية؟ فإذا به يدعوها "أعلى من السماء، وأكثر اتساعًا من الأرض". |
|