سلطان الآباء في الكنيسة
* إن كل مسيحي ملتزم بتعليم الآباء، كما تحدد في المجامع المسكونية، وقوانين الإيمان، وكافة القوانين المجمعية. كما أن كل مؤمن يشترك في الإفخارستيا فإنه يشارك في الصلاة مع هؤلاء القديسين الذين وضعوا الصيغة النهائية لليتورجيات، فهو مرتبط بهم تمامًا كما يرتبط الراهب بالقوانين الرهبانية ومؤسسيها.
* للآباء إذن، سلطان تعليمي يسرى على كافة المؤمنين في الكنيسة في المسكونة بأسرها وعلى مدى الأجيال. ولا يحق لأي جيل مهما كانت الأسباب؟ أن يتحلل من قوانين الآباء أو المجامع، لأن في هذا تفريطًا في التقليد الكنسي الذي هو التراث الثمين الغالي القيمة التي تعتز به الكنيسة.
* ولم يترك الآباء موضوعًا أو مشكلة تختص بالإيمان أو بنظام الكنيسة إلا وكتبوا عنها أو أشاروا إليها، وغالبًا ما تتفق آراؤهم وكأنهم خورس واحد مجتمع من مشارق الأرض على مغاربها ومن أزمنة مختلفة لكي تعلن هذا الحق الإلهي. فإذا تعددت الآراء في الكنيسة حول موضوع ما، فالرجوع يكون للآباء والاحتكام إليهم في نصوص القوانين وفي كافة مصادر التقليد الكنسي.
_____
(*) المرجع: منهج إعداد الخدمة كنائس وسط القاهرة.