|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
التوبة إن التوبة تجلب على الإنسان المراحم والخيرات، كوعد الله للتائبين عن خطاياهم، فإذا افترضنا ضرورة وقوع العقاب الأرضي على كل خطأ يقترفه الإنسان، فهذا سيجعل التائب في قلق وخوف نفسي شديد. إن الوحي الإلهي يعد التائب بخيرات وبركات كثيرة، كقوله: "وَأُعَوِّضُ لَكُمْ عَنِ السِّنِينَ الَّتِي أَكَلَهَا الْجَرَادُ، الْغَوْغَاءُ وَالطَّيَّارُ وَالْقَمَصُ، جَيْشِي الْعَظِيمُ الَّذِي أَرْسَلْتُهُ عَلَيْكُمْ" (يوئ ٢: ٢٥). فكيف يتفق ذلك مع توقعه الضربات الآتية عليه بسبب أخطائه، التي تاب عنها. بركات التوبة تتعارض مع مبدأ العقاب الأرضي على كل خطية. يطالب الله البشر بالتوبة، ويعد التائب بالغفران إذا رجع عن ضلال طريقه، ولكن إن عاقبه الله على الفور، فلن يمهله فرصة للتوبة، وبذلك يكون حديث الأسفار الإلهية عن التوبة كلام لا معنى له، وغير قابل للتنفيذ، ولن تتم المصالحة مع الله، الذي أرسل ابنه الوحيد يسوع المسيح، ليبرر الخطاة والفجار، كقوله: "أَيْ إِنَّ اللهَ كَانَ فِي الْمَسِيحِ مُصَالِحًا الْعَالَمَ لِنَفْسِهِ، غَيْرَ حَاسِبٍ لَهُمْ خَطَايَاهُمْ، وَوَاضِعًا فِينَا كَلِمَةَ الْمُصَالَحَةِ" (2كو 5: 19). الله يعود ويرحم يعود الله ويرحم التائب، ويباركه بالحياة الأبدية، كقوله: "أُشْهِدُ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ السَّمَاءَ وَالأَرْضَ. قَدْ جَعَلْتُ قُدَّامَكَ الْحَيَاةَ وَالْمَوْتَ. الْبَرَكَةَ وَاللَّعْنَةَ. فَاخْتَرِ الْحَيَاةَ لِكَيْ تَحْيَا أَنْتَ وَنَسْلُكَ" (تث٣٠: ١٩). إن الله يتنازل أيضًا عن حقه في الدينونة في حياة الدهر الآتي، وينعم على التائب بالحياة الأبدية، كقوله: "إِذًا لاَ شَيْءَ مِنَ الدَّيْنُونَةِ الآنَ عَلَى الَّذِينَ هُمْ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ، السَّالِكِينَ لَيْسَ حَسَبَ الْجَسَدِ بَلْ حَسَبَ الرُّوحِ" (رو ٨: ١).. فإن كان الله يتنازل عن الأمور الأبدية، فهل يصر الله على إتمام العقوبة الأرضية، لمن تاب عن خطيئته؟! |
|