|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
* "عندما ينفخ الله يتجمد الثلج" [10]. إذ ينفخ الروح القدس على قلوب المؤمنين، ويهب عجائب القوة العظيمة، ينمو الجسد الذي يسبب شللًا (تخديرًا) في بلادة قلوب غير المؤمنين. تصير الجموع غير المؤمنة قاسية ضد الله بذات الأسباب التي تجعل الشعب المتواضع يكف عن العناد الذي ارتبط به. فإنه إذ ينفخ الله عليهم، أولئك صاروا ثلجًا، إذ قالوا خلال حسدهم على المعجزات التي صنعها: "هوذا العالم قد ذهب وراءه" (يو 12: 19). لقد رأوا الآيات، وأدركوا المعجزات التي تمت بواسطة خدامه، وسبق فرأوا العالم كله يذهب ليتبع كرازة الإيمان. ومع هذا فكلما ملأ الروح القدس العالم تشبثوا بالأكثر بخبث الحسد الذي يقيد أذهانهم. "ويفيض بالماء بغزارة". لأنه الرب بالحقيقة يسكب المياه بغزارة بعد هذا الجليد. بعد أن احتمل قسوة اليهود، بعد موته، للحال أذاب قلوبهم من قسوة عدم إيمانهم، إذ نفخ عليهم نسمة الحب نحوه، حتى يجروا إليه لطاعته بشغفٍ، قدر المستطاع كما قيل بالحكيم: "كما الجليد في جو سليم هكذا تذوب خطاياكم وتُنزع عنكم" راجع (سي 3: 15)... عن المياه، أي الشعب المحتشد معًا نحو الرب، يُقال: "يُرسل كلمته فيذيبها. يهب بريحه (بنسمته) فتسيل المياه" (مز 147: 18). ألم يكن بولس جليدًا وهو ذاهب إلى دمشق، بعدما تسلم رسائل، وكان يعمل ضد بذور كلمة الله التي انتثرت في قلوب المؤمنين كما في الأرض، حتى لا تنبت وتبلغ كمال الأعمال الصالحة؟ لكن هذا الجليد تحول إلى ماء، وإذ رُوي فيما بعد بمجاري النصائح المقدسة أولئك الذين سعى قبلًا للضغط عليهم بالاضطهاد. هذا لكي ما يأتوا بحصادٍ وفيرٍ للمختارين قدر ما ترويها أمطار الله من فم المُضطهد. القديس غريغوريوس النزينزي |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
رمز تطهير المؤمنين بفعل الروح القدس |
المؤمنين الذين هم هيكل الروح القدس |
هل يبكت الروح القدس المؤمنين على الخطية ؟ |
سُكنى الروح القدس في المؤمنين |
الروح القدس يقود غير المؤمنين إلى الإيمان |