|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ولمَّا جاءَ المساء قالَ صاحِبُ الكَرْمِ لِوَكيلِه: ((أُدعُ العَمَلة وادفَعْ لَهُمُ الأُجرَة، مُبتَدِئاً بِالآخِرين مُنتَهِياً بِالأَوَّلين)). تشير عبارة "ولمَّا جاءَ المساء" إلى الغروب وهو وقت انصراف العَمَلة، والمُراد به يوم الدينونة، لأنه في نهاية العَالَم؛ ويصح أيضا أن يراد به نهاية عمر كلِّ إنسان. أمَّا عبارة "قالَ صاحِبُ الكَرْمِ لِوَكيلِه: أُدعُ العَمَلة وادفَعْ لَهُمُ الأُجرَة" فتشير إلى دفع الأُجرَة في نهاية يوم العَمَل تطبيق لما ورد في أحكام شريعة موسى "لا تُبِتْ أُجرَةَ الأَجيرِ عِندَكَ إلى الغَد"(أحبار 19: 13). ويشرح سفر تثنية الاشتراع سبب دفع الأُجرَة مباشرة دون تأخير " ادفَعْ إِلَيه أُجرَتَه في يَومِه، ولا تَغِبْ علَيها الشمْسِ، لأَنَّه مِسْكين وإِلَيها يَطمَح، لِئَلاَّ يَصرُخ علَيكَ إلى الرَبّ، فَتكونَ علَيكَ خَطيئَة" (تثنية الاشتراع 24: 15). وهذا يدلُّ على عدل رَبّ الكَرْمِ وحنوه. أمَّا عبارة " وَكيلِه" فتشير إلى السَّيِّد المسيح، كون صاحب الكَرْمِ هو الله. أمَّا عبارة "مُبتَدِئاً بِالآخِرين مُنتَهِياً بِالأَوَّلين" فتشير إلى ترتيب الدّفعات ترتيب عكسي، إذ يدفع الأجرة أولاً لمن ذهب آخراً إلى العمل. والغاية منه تعليم حول مساواتهم في الأُجرَة والعَدْل والنِّعْمَة أو المجَّانية، وهو المبحث الأساسي في المثل الذي له صلة في الحكمة التي بدأ بها مثل العَمَلة "وكَثيرٌ مِنَ الأَوَّلينَ يصيرونَ آخِرين، وَمِنَ الآخِرينَ أَوَّلين" (متى 19: 30) وانتهى بها "فهَكذا يَصيرُ الآخِرونَ أَوَّلين والأَوَّلونَ آخِرين" (متى 20: 16). |
|