إيمانه بالمسيح
كان لإيلاريون بطبيعته ميالاً للهدوء، وزيناً متعقلاً يبحث عن الحق، فلما ذهب لإلى مدينة الأسكندرية العظمى، لم تبهره المدينة بمظاهرها الخلابة وحياتها الصاخبة، فأعرض عن تلك الأباطيل، وأنكب على العلم وراح يجالس العلماء والحكماء ويتناقش معهم وكان معظمهم من المسيحيين.
تأثر الشاب جداً من سلوك وأقوال أولئك المعلمين المؤمنين، فأسترشد بهم وتذوق تعاليمهم وابتدأ يدرس على أيديهم العقائد المسيحية، فمست نعمة المسيح قلبه، وأنار الروح القدس عقله، ودرس الكتاب المقدس وفتح الرب ذهنه ليفهم المكتوب، فوجد أن التعاليم التي يحتويها تفوق بما لا يقاس كل حكمة ومعارف هذا العالم فآمن بالرب يسوع واعتمد على اسم الثالوث القدوس المبارك وبدأ حياة جديدة.
وما إن نال نعمة المعمودية المقدسة، حتى بدأ يصعد درجات سلم الكمال، ويسير في دروب القداسة والتقوى.