تعبيرات لكن عنصرية

[walaa farouk]

مسيحي بس طيب وست بس راجل!!!
مسيحى بس طيب.. صعيدى بس بيفهم.. ست بس راجل.. سودا بس حلوة ودمها خفيف

... إلى آخر هذه التعبيرات العنصرية التى أظن أننا لن نتقدم إلا إذا اختفت من حياتنا إلى الأبد، فمهما تقدمنا فى وسائل التصويت وطرق الانتخابات وأساليب الترشح ووصلنا إلى قاض لكل
صندوق، ومسيحى وامرأة فى كل دائرة، فلن ينعكس هذا على تقدم حياتنا الاجتماعية ورفاهيتنا الاقتصادية، لأن الدماغ التى تفكر بهذه الطريقة هى دماغ سلحفاة فى عصر لم يعد يتسع إلا للفهد! ثقافة راسخة ومعششة تجعل التبرير هو مياه الرى وحقن الهورمون التى تمنح هذه الثقافة العنصرية عمراً أطول وجذوراً أعمق

. المرأة تبرر وضعها بأنها دون الرجل لأسباب بيولوجية، وتظل تسرد هذه الأسباب الوهمية من المخ الأصغر والأخفّ وزناً حتى عضلاتها الضعيفة مروراً بالهورمونات والدورة الشهرية التى تجعلها تتخذ قرارات حمقاء، لذلك فهى لا تصلح لحكم أو قضاء!! تجدها وزيرة أو نائبة برلمان وتردد هذا الهراء الذى يزرعونه فى دماغها كالببغاء بدون أى مراجعة أو تحليل أو انتقاد.

. القبطى يبرر وضعه بأن هذا اختبار من الرب عليه أن يحتمله ولا يعترض عليه ويفرح بلقطات أفلام يحيا الهلال مع الصليب وحكايات أن صديقه محمود رضع من أمه دميانة عندما كان طفلاً وجف لبن الست أم محمود... إلى آخر هذه القصص التى لا تلغى التفكير العنصرى الذى بدايته «مسيحى لكن طيب وأمين»، ونهايته تعطُّف من السلطة بمقاعد برلمانية، مروراً بمنهج لغة عربية يفرض عليه نصوصاً إسلامية أحياناً ما تهاجمه هو شخصياً، وخروج من حصة الدين كالمنبوذ، ورفض تعيين فى وظيفة لأنه للأسف عضمة زرقا!

. أما «ستيريوتيب» الصعيدى فهو مزمن، قاطن الشمال لم يعرف الجنوبى إلا كبطل لنكتة تبدأ بالجملة الخالدة كان فيه مرة واحد صعيدى، صعيد مهمل اجتماعياً واقتصادياً، ضيق وخانق جغرافياً رغم أنه هو الذى وهبنا التاريخ

.، أما سواد البشرة فاسأل عنه طائفة أطباء الجلدية والتجميل، تأتى المريضة وأنا مضطر آسفاً لمنحها هذه الصفة بحكم العادة لأنها طرقت باب العيادة واشتكت ومهما حاولت إقناعها بأن بشرتها السوداء أو السمراء ليست مرضاً فلن تقتنع

.، منظر يتكرر كل يوم فى العيادة، أم تجر ابنتها التى فى سن الزواج ولم يتقدم لها عريس حتى الآن، البنت خجلانة منكسرة، عيناها منتفختان من البكاء، ملامحها أضفت على عمرها عشرين عاماً من الهموم، الأم فى غاية الحزن والنكد وكأنها مقبلة من جنازة، الشكوى تقولها دائماً الأم، فالبنت قد انعقد لسانها وانخرست من كثرة الشجن، بنتى يا دكتور سودا وكودا ومفيش حد عايز يتقدم لها، عايزين نصنفرها ونفتّحها كده وتبقى زى البنات البيضا الحلوة اللى بنشوفهم فى التليفزيون.

. البنت تستمع إلى أمها وهى تنظر إلى السماء وتتمنى أن تكون أبوابها مفتوحة، فالأم قد حوّلتها من بنت إلى موظفة بدرجة صيادة عرسان! والعريس بالطبع وبالثقافة السائدة يريدها بيضاء من غير سوء. أتمنى أن أعيش حتى اليوم الذى تختفى فيه هذه الكلمات من قاموسنا، وقتها سأعرف أن هناك ثورة قد حدثت فى مصر.

[Mary Naeem]

ربنا يبارك حياتك

[walaa farouk]

ميرسى على مرورك الغالى مرمر