|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
قصة رئيس وبطريرك.. "السادات - شنودة " و"مرسي - البابا الجديد".. تاريخ يسير على خطى متشابهة أنور السادات البابا شنودة محمد مرسي .. ؟ تشابه كبير بين ظروف انتخابات بطريرك الكنيسة القبطية الأرثوذكسية البابا الـ117 شنودة الثالث، والبابا الجديد، ففي الحالتين سبق انتخاب البابا، قدوم رئيس جديد لمصر. فالبابا شنودة وقت انتخابه كان رقم 2 في الحصول علي أصوات الناخبين وجاءت به القرعة الهيكلية ليصبح بطريرك الكنيسة الأرثوذكسية القبطية، وفي انتخابات البابا الحالية خرج الأنبا يؤانس والأنبا بيشوي من سباق المرشحين رغم اتجاه أغلب التوقعات إلي وصولهم إلي القرعة الهيكلية ليأتي البابا الجديد من بين مرشحين خالفوا التوقعات. الأمر لايقف عند حدود رئيس جديد لمصر وبطريرك يتم انتخاباه، فالمشهد السياسي للدولة يعج بالتفاصيل المتشابهة، ففي الوقت الذي صدر دستور عام 1971، وقت انتخاب البابا شنودة، يتزامن الآن مع انتخاب البابا الجديد كتابة دستور البلاد وإصدار المسودة الأولي منه للمناقشة، مع الفارق بأنه لم يحدث خلاف أو جدل علي المادة الثانية وقتها في السبعينيات مثلما يحدث الآن. تنيح البابا كيرلس السادس وانتقل إلي الأمجاد السماوية في 9 مارس 1971 بعد وفاة جمال عبدالناصر في 28 سبتمبر 1970، ليصبح بعده البابا شنودة بطريرك الكنيسة الأرثوذكسية في 14 نوفمبر 1971 بعد حفل تتويجه علي كرسي البابوية في الكاتدرائية المرقسية بعد مرور شهرين تقريبًا من تولي السادات لرئاسة الجمهورية. ثم تنيح البابا شنودة منتقلًا إلي الأمجاد السماوية في 17 مارس 2012 بعد قيام ثورة 25 يناير وإجبار الرئيس المخلوع علي الرحيل في 11 فبراير 2011، وكأن البطريرك يرحل في كل مرة بعد رحيل رئيس الدولة بعدة أشهر ويأتي من يخلفه لرعاية شعب الكنيسة بعد شهور قليلة من تولي رئيس جديد لمصر، والآن أيضا يتم انتخاب البابا الجديد بعد أن أصبح محمد مرسي رئيسًا للجمهورية بقرابة الأربعة أشهر. لم تكن هذه أوجه الشبه الوحيدة المحيطة بظروف الانتخابات البابوية وتولي البابا الجديد ليصبح بطريرك الكنيسة الأرثوذكسية، ففي أوائل السبعينيات أطلق السادات يد الجماعات الإسلامية خصوصًا والتيار الإسلامي عمومًا، لتتوغل في المجتمع وتتصدر الأحداث السياسية بقوة، رغبة منه في محاربة المد الشيوعي، نجد في الوقت الحالي صعود تيار الإسلام السياسي بعد قيام ثورة 25 يناير لتصل جماعة الإخوان المسلمين إلي حكم مصر ليصبح حزب الحرية والعدالة هو الحزب الحاكم، ويقرر أيضًا السلفيون ومختلف تيارات الإسلام السياسي خوض الحياة السياسية. ظل الأقباط صامتين رغم انتشار التيار الإسلامي في السبعينيات وإحساسهم بالاضطهاد، وامتداد نفوذ الجماعات الإسلامية في الجامعات وخاصة جامعات الصعيد ومنع قيام عيد العذراء بأسيوط في كنيسة العذراء بالجبل من قبل المحافظ وقتها محمد عثمان إسماعيل.. وظهر أول رد فعل صريح لهم عند أول زيارة للسادات لأمريكا في عام 1975، حيث قام الأقباط المصريون المهاجرون بالتظاهر أمام البيت الأبيض ضد السادات رافعين لافتات توضح مايحدث لأهاليهم بمصر وتوضح مدي اضطهادهم من قبل الجماعات الإسلامية، ووقتها تصدرت الصحف العالمية مثل "نيويورك تايمز" و"واشنطن بوست"، الحكايات عن آلام الأقباط واضطهادهم في مصر، من قبل حكومة وعدتهم بعدم تطبيق الشريعة الإسلامية وأخلفت وعدها وتركتهم يعانون ويلات الاضطهاد، وقتها طلب السادات من البابا شنودة التدخل وإيقاف هذه التظاهرات وكانت هنا بداية الصدام، حيث اعتبر السادات البابا شنودة متحديًا له لأنه رأي أنه تعمد التأخير في التدخل لحل الأزمة. يتطور الخلاف والتوتر في العلاقات بين الرئيس السادات والبابا شنودة بعد أن أعلن الأخير رفضه لاتفاقية السلام مع إسرائيل ولم يذهب معه إلي هناك، لتصل إلي ذروتها بقيام السادات بتحديد إقامة الباب شنودة في الدير بوادي النطرون في سبتمبر 1981 والذي أتي بالتزامن مع اعتقال السادات لـ1531 من الشخصيات العامة المعارضة له. وفى المقابل، نجد أقباط المهجر يقومون بمظاهرات فى أمريكا أثناء زيارة الرئيس مرسى لواشنطن, فى حالة تشابه جديدة تشابهت الظروف السياسية والتفاصيل المحيطة بانتخاب البابا الجديد بظروف انتخاب البابا شنودة، لكن ستبقي فرضية أن التاريخ يعيد نفسه قيد الاختبار، تختبرها أحداث قادمة ستسطرها علاقة البابا الجديد، مع الرئيس محمد مرسي. |
|