|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لا سلطان للشرير على الصديق: "يتفرس الخاطئ في الصديق، ويلتمس أن يقتله؛ والرب لا يبقيه في يديه. ولا يدحضه في الحكم إذا ما هو دانه" [32-33]. يبدو كأن الصديق دائمًا في قبضة الشرير، لكن الله لا يتركه هكذا. إنه يخلصه كما خلص داود من يد شاول، ومردخاي من يد هامان، وبطرس من قبضة هيرودس. وإن لم يكن ثمة مهرب من أيدي الأعداء لسببِ أو آخر في قصد الله، فإنه يفتح أبواب السماء ويأخذ قديسه إلى الفردوس كما فعل مع اسطفانوس وكل الشهداء. لقد ترك الآب ربنا يسوع كما في أيدي أعدائه، لكن لم يُبقه هكذا، إذ قال السيد المسيح لبيلاطس: "ليس لك سلطان عليَّ إن لم تكن قد أعطيت من فوق"، كما قال: "هذه ساعتكم وسلطان الظلمة" (يو 22: 53)؛ وكأن الظلمة قد نالت سلطانًا إلى ساعةٍ على السيد المسيح حتى يتم الخلاص بصلبه. ربما يشير المرتل هنا إلى الدينونة الأخيرة، حيث يتم القضاء ويصدر الحكم العادل كما حدث مع المرأتين المتنازعتين على طفل كل منهما تَدّعي أنها أمه. ففي وقت ما ظهر سليمان الحكيم كمن لا ينحاز لأي منهما، لكن في النهاية أمَّن حقوق الأم الحقيقية المحبة لطفلها وحَفَظها. هكذا قد يصمت الله إلى حين لسبب ما، لكنه في الوقت المعين يصدر الحكم. * يُسلَّم الجسد في قبضة المضطهدين، لكن الله لا يترك تقيّه هناك، من الجسد الأسير يحضر (الله) النفس ظافرة... ما تحتاج إليه هو ألا تسقط فريسة خلال الشهوة في قبضة شريرة، لئلا برغباتك في الحياة الزمنية تسقط بين مخالب (الشهوة) ومن ثم تخسر الحياة الأبدية. القديس أغسطينوس هكذا لا يخاف الأبرار من قبضة أيدي الأشرار، فإن الله في حبه وبره وعدله ينقذ الأبرار من أيديهم، يخلص نفوسهم ويمجدها أبديًا، لكنهم بالحق يخافون الشر ذاته لئلا يقبض عليهم فيسقطون تحت الحكم ويهلكون. إنهم قديسو الله ينالون حرية مجد أولاد الله، فلا يقوى أحد على إيذائهم، إذ يقول القديس أكليمندس الإسكندري:[بالنسبة للصديق حتى الأرض تصير له سماءً. ما أن يُسحب الشيطان من حياته الداخلية حتى يقيم الله ملكوته داخل هذا الإنسان، فلا يقوى شيء ما على أذيته]. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
حتى لا يكون للشرير سلطان علينا |
مزمور 37 - خطوات الصديق لا تتقلقل ولا تنحرف |
مزمور 11 - فأما الصديق فماذا صنع |
مزمور 8 - سلطان ابن الإنسان |
مزمور ذكرى الصديق تدوم الى الابد |