نعلم ما الذي جعل “العبد الهارب” يتصل ببولس الرسول؟! لعله أضاع ما بيده من نقود، واحتاج وجاع، أو لعلها وخزات الضمير. لعله لم يستطع أن ينسي بيت سَيِّده في كولوسي، الذي كان مكانًا لاجتماع أولاد الله (فليمون٢). لعله لم يستطع أن ينسَ كيف تحدث فِلِيمُون عن بولس عدة مرات، فقد كان فِلِيمُونُ مدينًا باهتدائه لكرازة بولس. والآن ها هو أنسيمس في روما، فيا له من ترتيب عجيب أن يكون بولس في روما أيضًا!
وكان من نتيجة تقابلهما، أن قَبِلَ أُنِسِيمُسُ المسيح بواسطة كرازة الرسول بولس أيضًا، فيقول عنه: «ابْنِي أُنِسِيمُسَ، الَّذِي وَلَدْتُهُ فِي قُيُودِي» (فليمون١٠). ولم يُقدِّم له الرسول بولس رسالة الإنجيل فحسب، بل قدَّم له الحب والعطف والحنان والأمان! لقد دعاه ابنًا! وسمع “أنِسِيمُسُ” الرسول بولس وهو يناديه: “ابْنِي أُنِسِيمُسَ”! وفتحت المحبة قلب أُنِسِيمُسَ لا إلى بولس فحسب، بل إلى رب بولس؛ إلى الرب يسوع نفسه. ويا لروعة النعمة التي تُجدِّدْ!