|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
القديس أثناسيوس الرسولي الأنبا أنطونيوس وانفتاح قلبه لم يمارس أنبا أنطونيوس الرهبنة كهروبٍ من الناس، بل كانفتاح القلب على الله محب البشر، فبعد حوالي عشرين عاما من العزلة التامة، انفتحت مغارته وشهد الكل انفتاح قلبه بالحب نحو كل البشر، فلم يلتقِ فقط بالمشتاقين للحياة الرهبانية، بل وبالفلاسفة والحكام، لهذا قال له القديس هيلاريون من فلسطين: "سلام لك يا عمود النور، المضيء للعالم". هذا هو قلب راهب متوحد يشتهي خلاص الجميع، حتى الفلاسفة الوثنيين، كم بالأكثر حمل تلميذه البابا البطريرك روح الحب والشهادة لإنجيل المسيح أمام الجميع. لقد تعلم من معلمه أن يسلم قلبه بين يدي روح الله القدوس الناري، الذي يلهب النفس بالحب الحقيقي. كان قلب أنبا أنطونيوس ملتهبا بالحب، يحمل الكنيسة على ذراعيه ليقدمها لمسيحه في صلواته المستمرة. وعندما التهبت نيران الاضطهاد زار الإسكندرية ليخدم المعترفين ويشجعهم أثناء محاكماتهم. جاء في فردوس الآباء: [قيل إنه في أيام اضطهاد الإمبراطور مكسيميانوس إنّ أنبا أنطونيوس قال في نفسه: "فلأذهبنّ إلى الإسكندرية حيث نيران العذاب، فإذا سمحت النعمة الإلهية باستشهادي تجدني مستعدًّا، وإن لم تسمح بذلك أكون على الأقل قد وقفتُ إلى جانب المضطهَدين من أبناء القديس مرقس الإنجيلي الشهيد". فزار القديس المسجونين في الإسكندرية مشجِّعًا ومعزِّيًا لهم، وكان يصحبهم إلى مكان الإعدام ليشجعهم بالتراتيل وكلام الإنجيل، فاغتاظ الحكّام من عمله وأمروا بمنع رجال الدين من مرافقة المحكوم عليهم، ومع هذا فقد كان القديس يرتدي ثوبه الأبيض ويحضر المحاكمات ثم يرافق المسيحيين إلى مكان الاستشهاد، ومن العجيب أنّ الله لم يسمح بأن يستشهد معهم رغم مجازفاته الكثيرة، إذ حفظه لأجل تثبيت قواعد الرهبنة.] نزل أيضا ليقف بجانب تلميذه أثناسيوس، بل بجانب الحق الإيماني في الصراع ضد الأريوسية.. |
|