|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
سجل عيد الغطاس فى كتب التاريخ بأيدى مؤرخين مسلمين واقباط كمظهر من المظاهر القومية فى مصر فيروي الشيخ تقى الدين المقريزي عن عيد الغطاس فيقول إنه يُعمل بمصر فى اليوم الحادى عشر من شهر طوبة، وأصله عند النصارى إن يحيى بن زكريا عليه السلام ، المعروف عندهم بيوحنا المعمدان عمد المسيح أى غسله فى بحيرة الأردن ، وعندما خرج المسيح عليه السلام من الماء، اتصل به الروح القدس فصار النصارى لذلك يغمسون أولادهم فى الماء فى هذا اليوم وينزلون فيه بأجمعهم، ولا يكون ذلك إلا فى شدة البرد، ويسمونه يوم الغطاس وكان له بمصر موسم عظيم إلى الغاية. وكانت الخيام تُنصب على الشواطئ وياتى الخليفة ومعه أسرته من قصره بالقاهرة إلى مصر القديمة، وتوقد المشاعل فى البر والبحر، وتظهر أشعتها وقد اخترقت كبد السماء لكى تزينها بالأنوار البهية ثم تُنصب الآسرة لرؤساء النصارى على شاطئ النيل فى خيامهم، وتوقد المشاعل ويقول المسعودى كانت ليلة الغطاس فى مصر أيام الفاطميين والأخشيديين ، أحسن الليالى بمصر وأشملها سروراً ولا تُغلق البوابات التى كانت مركّبة على أفواه الدروب والحارات، بل تبقى إلى الصباح، ويغطس أكثر الناس فى نهر النيل، مزعمين أن ذلك أمان لهم من الأمراض، ومناعة لأجسادهم من انتشار الداء وذكر جمال الدين بن المأمون إنه كان يوزع حصص من الفاكهة والحلوى على الجنود والموظفين، وكانوا يزينون كنائسهم بالشمع وجميع أنواع الزينات، وكان عيدًا وموسما عامٍّا في القاهرة والفسطاط وجميع بلاد القُطر، يُباع فيه الشموع المزهرة بالأصباغ وكانوا يسمونها فوانيس يعلقوها في الأسواق والدكاكين وما يزال عيد الغطاس يحمل بهجة خاصة للأقباط، وما يزالون يتناولون الأطعمة ذاتها، ويسهرون في الليل ولكن داخل الكنيسة في التسابيح، ويستبدلون التواجد عند النهر بليتورجية اللقان، ثم يختمون الاحتفال بالقداس الإلهي |
|