|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
كتاب فيلوكاليا، الجزء الأول - القمص تادرس يعقوب ملطي أقوال القديس أنطونيوس المصري اليقظة الروحية | من أقوال الأنبا أنطونيوس إذًا، فلنستيقظ من النوم ونحن بعد في الجسد، ولنتأوه على أنفسنا، ونحزن عليها من كل قلوبنا نهارًا وليلًا حتى نخلص من العذاب المرعب والتنهد والبكاء والغم الأبدي. ليتنا ندرك أن الباب رحب، وأن الطريق المؤدى إلى الهلاك سهل وكثيرون يدخلون منه، فندخل من الباب الضيق والطريق الكرب المؤدى إلى الحياة، الذي يدخل منه قليلون. فمن يدخل في الطريق الأخير، هو عامل حقيقي، ينال جزاء عمله بفرح ويرث الملكوت. وإنني أتوسل إلى الذين لم يقتربوا بعد من هذا الطريق ألا يهملوا طالما يوجد وقت، لئلا في ساعة الحاجة يجدون أنفسهم بلا زيت، ولا يقبل أحد أن يبيع لهم زيتًا، هذا ما حدث مع الخمس عذارى الجاهلات اللواتي لم يجدن من يشترين منه زيتًا، عندئذ صرخن باكيات قائلات "يا سيد يا سيد افتح لنا، فأجاب وقال الحق أقول لكن إني ما أعرفكن" (مت 11:25، 12). هذا حدث لهن ليس إلا بسبب الكسل. لقد استيقظن في النهاية وبدأن يعملن، لكن بلا جدوى، لأن سيد البيت دخل وأغلق الباب كما هو مكتوب. |
10 - 07 - 2024, 09:18 AM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب فيلوكاليا الجزء الأول - القمص تادرس يعقوب ملطي أقوال القديس أنطونيوس المصري
الوصايا الإلهية | من أقوال الأنبا أنطونيوس:- وصايا الله هي: النقاوة، السلام الدائم غير المتغير، الامتلاء بالرحمة، وغير ذلك من الفضائل الجميلة المتوَّجة بالتَّطويب. جاهدوا أن تنفذوا وصايا الروح، التي تهب حياة لنفوسكم، وبها تتقبلون الله في نفوسكم. إنها الطريق الأمين... فبدون نقاوة القلب والجسد، لا يقدر أحد أن يكون كاملًا أمام الله، إذ مكتوب في الإنجيل: "طوبى للأنقياء القلب لأنهم يعاينون الله" (مت 8:5). فالكمال مصدره نقاوة القلب. إذ القلب هو مركز الخير الطبيعي والشر غير الطبيعي. والشر هو مصدر آلام النفس من ذمٍ وبغضةٍ ومجدٍ باطل وما أشبهه. أما الخير فيولد معرفة الله والقداسة ونقاوة النفس من كل الآلام. فإن سعى الإنسان في إصلاح طريقه، وبدأ يهرب من الشر متسلحًا بالجهاد: من بكاٍء وانسحاق قلب وأصوام وأسهار وفقر (اختياري) وصلوات كثيرة؛ فان الرب يساعده بنعمته ويحرره أيضًا من كل آلام النفس. كثيرون أقاموا زمانًا طويلًا وهم رهبان وعذارى، ولم يتعلموا كيف يقتنوا النقاوة. وذلك لأنهم يزدرون بتعليم آبائهم ويتبعون أهواء قلوبهم الخاصة. لذلك تسلّطت عليهم الأرواح الشريرة المهلكة للنفوس، وتجرحهم ليلًا ونهارًا بأسهمها غير المنظورة، ولا تعطيهم سلامًا في أي موضع، بل يشغلون قلوبهم تارة بالكبرياء وأخرى بالمجد الباطل والغيرة الشريرة والذم والغضب والحنق والمشاحنات وكثير من الآلام الأخرى، وقد تحدثنا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام أخرى. هؤلاء نصيبهم مع الخمس عذارى الجاهلات، إذ أجازوا زمانهم بجهٍل، ولم يلجموا ألسنتهم، ولا حفظوا أعينهم نقية، ولا حفظوا أجسادهم من الشهوات أو قلوبهم من النجاسات وغيرها. هؤلاء يُرثى لهم بسبب نجاساتهم، إذ هم مكتفون بالثوب الكتاني الذي هو زي البتولية، ولكنهم محرمون من الزيت السماوي الذي يضيء مصابيحهم، لذلك لا يفتح لهم العريس يومًا ما أبواب حجاله، بل يقول لهم ما يقوله للعذارى الجاهلات: "الحق أقول لكنَّ إني ما أعرفكن" (مت 12:25). وإني أكتب هذا لأني أتوق إلى خلاصكم، حتى تكونوا أحرارًا، وأمناء وعروسًا طاهرة للمسيح عريس النفوس، كقول الرسول بولس "خطبتكم لرجلٍ واحدٍ لأقدّم عذراء عفيفة للمسيح" (2 كو 2:11). |
||||
10 - 07 - 2024, 09:21 AM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب فيلوكاليا الجزء الأول - القمص تادرس يعقوب ملطي أقوال القديس أنطونيوس المصري
من أجل محبته للبشر | الأنبا أنطونيوس:- أني أخبركم عن عمل، به وحده يصير الإنسان ثابتًا في الصلاح من البداية حتى النهاية، وهو أن تحبوا الله من كل نفوسكم وقلوبكم وأفكاركم وأن تصنعوا كل شيء لأجله وحده، فيعطيكم الله قوة عظيمة وفرحًا وتصير كل الأعمال الصالحة حلوة كالعسل، وكل أتعاب الجسد والهذيذ والأسهار وكل نير الرب يصير حلوًا وهينًا. على أي الأحوال، فإن الرب من أجل محبته للبشر، يرسل لهم أحيانا ضيقات حتى لا يتكبروا بل يكملوا مجاهدين، وعوض الشجاعة يشعرهم بالثقل والضعف، وقد تحدثنا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام أخرى. وعوض الفرح يشعرون بالحزن، وعوض السلام والهدوء يشعرون بالهياج، وبدلًا من الحلاوة يشعرون بالمرارة، وما على شاكلة هذا. هذا يحدث بالنسبة للذين يحبون الله. لكن بالجهاد والغلبة يصيرون شيئًا فشيئًا أقوياء، وأخيرًا إذ ينتصرون، لأن الروح القدس يكون معهم في كل شيء، ولا يعودون يخافون شيئًا رديئًا. |
||||
10 - 07 - 2024, 09:23 AM | رقم المشاركة : ( 4 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب فيلوكاليا الجزء الأول - القمص تادرس يعقوب ملطي أقوال القديس أنطونيوس المصري
تمييز مشورات الشرير | الأنبا أنطونيوس:- اعرفوا مشورات الشرير، فإن جاءكم في زيّ من يعلم بالحق لكي يخدعكم ويقودكم بمكر، أو جاءكم كملاك نور، فلا تصدقوه ولا تطيعوه، لأنه يفتن المؤمنين بمظاهر مغرية لها صورة الحق. ولا يعرف غير الكاملين حيل الشيطان وما يبثه فيهم دائمًا. أما الكاملون فيعرفونها، إذ يقول الرسول: "وأما الطعام القوى فللبالغين الذين بسبب التمرّن قد صارت لهم الحواس مدرَّبة على التمييز بين الخير والشر" (عب 14:5). أمثال هؤلاء يعجز عن أن يخدعهم. إنما يفتن... أولئك الذين لا يسهرون على أنفسهم، فيصطادهم بطُعم يبدو لهم حلوًا. وذلك كصيَّاد السمك الذي يخفي صنارته في طُعمٍ حتى يصطاد السمك. وكما يقول سليمان الحكيم: "توجد طريق تظهر للإنسان مستقيمة وعاقبتها طرق الموت" (أم 25:16). هذا يحدث معهم بسبب اتكالهم على ذواتهم، إذ يتبعون دومًا ميول قلوبهم، ويحققون أهواءهم الخاصة، ولا ينصتون إلى آبائهم ولا يطلبون مشوراتهم. هكذا يُظهر لهم الشيطان رؤى وتصورات خادعة، نافخًا قلوبهم بالكبرياء.، وقد تحدثنا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام أخرى. وأحيانا يرسل لهم أحلامًا في الليل تتحقق في النهار، حتى يسقطون في حيرة عظيمة، بل وعلاوة على هذا يُظهر لهم في الليل نورًا يضيء المكان الذين هم فيه، ويصنع لهم أمورًا أخرى كثيرة خاطئة وعلامات... كل هذا لكي تطيب له قلوبهم فيقبلونه كملاك. وبقدر ما يقبلونه، يقذف بهم من علوهم إلى أسفل، بواسطة روح الكبرياء الذي تسلط عليهم. ويجعلهم يحسبون أنفسهم عظماء وأجلاء روحيًا أكثر من غيرهم، وأنهم ليسوا بمحتاجين إلى آبائهم أو الإنصات إليهم. هكذا يتم فيهم قول الكتاب المقدس إنهم عناقيد عنب حقيقية زاهرة لكنها مُرة وغير ناضجة. فقد صارت تعاليم آبائهم بالنسبة لهم صعبة، إذ يحسبون أنهم عارفون بكل شيء. |
||||
10 - 07 - 2024, 09:24 AM | رقم المشاركة : ( 5 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب فيلوكاليا الجزء الأول - القمص تادرس يعقوب ملطي أقوال القديس أنطونيوس المصري
الحاجة إلى مشورة روحية | الأنبا أنطونيوس:- إننا نرى الطفل في نموه يأخذ في البداية لبن أمه، بعد ذلك يأخذ بعض الأطعمة الأخرى، وأخيرًا يأخذ كل صنوف الأطعمة التي يأكلها البشر، هكذا ينمو الإنسان حتى يصير قويًا ناضجًا قادرًا على مقاومة الأعداء (الأمراض) ببسالة... ولكن أن أصابه مرض في طفولته، حرمه من طعامه وأنهك قوته، ينشأ ضعيفًا، ويغلبه أي عدو.. ولكي يهزم عدوه (المرض) يجب عليه أن يستعيد صحته طالبًا القوة، وذلك باعتناء أحد الأطباء المختبرين به. هكذا أيضًا بالنسبة للنفس البشرية، متى فقدت فرحها الإلهي تصير مريضة وتعانى من جراحات كثيرة. فإن اجتهدت في طلب إنسان -خادم الله- مختبر في الطب الروحي، وتمسكت به، فإنه يشفيها من الآلام ويقيمها ويعلمها أن تحصل على ذلك الفرح الذي هو طعامها بواسطة العون الإلهي، عندئذ تقدر أن تقاوم أعداءها الذين هم الأرواح الشريرة، وتقهرهم وتطأ مشوراتهم تحت قدميها، وتمتلئ بملء الفرح الكامل. هكذا يتم فيهم قول الكتاب المقدس إنهم عناقيد عنب حقيقية زاهرة لكنها مُرة وغير ناضجة. فقد صارت تعاليم آبائهم بالنسبة لهم صعبة، إذ يحسبون أنهم عارفون بكل شيء. |
||||
10 - 07 - 2024, 09:40 AM | رقم المشاركة : ( 6 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب فيلوكاليا الجزء الأول - القمص تادرس يعقوب ملطي أقوال القديس أنطونيوس المصري
مقاومة عدو الخير وخداعاته | الأنبا أنطونيوس:- قاوموا الشيطان، واجتهدوا أن تعرفوا خداعاته، فقد اعتاد أن يخفي المرارة وراء مظهر العذوبة حتى لا تنكشف، مقدمًا أوهامًا تبدو لناظريها جميلة، غير أن حقيقتها تختلف عن مظهرها. هذا كله يفعله لكي يخدع القلوب بدهائه المتشبه بالحق وله جاذبيته. يوجه الشيطان كل جهوده لهذا الهدف، مقاومًا كل النفوس المتعبدة لله حسنًا، بجميع الطرق الممكنة. وما أكثر أنواع الشهوات التي يبثها في النفس لعله يطفئ النار الإلهية، مستعينًا بالقصور الذاتي للجسد وكل ما يتعلق به. عندما يرى البعض متحفظين منه، لا يقبلون منه شيئًا، ولا يسمعون له في شيء، يُولّى عنهم في خزي، وقد تحدثنا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام أخرى. عندئذ يعطيهم روح الله راحة ويجعل لهم لذة في كل عمل، يصير حمل نير الرب حلوًا، كما هو مكتوب في الإنجيل: "فتجدوا راحة لنفوسكم" (مت 29:11). رغم قبولهم النير وحملهم إياه لا يعودون يكلِّون من التدريب في الفضيلة أو القيام بالخدمة والسهر الليلي، ولا يشعرون بالغضب من جهة أي مضايقة بشرية، ولا يخافون إنسانًا أو حيوانًا مفترسًا أو روحًا شريرًا، لأن فرح الرب يستقر فيهم نهارًا وليلًا، معطيًا الحياة لعقولهم، فيكون الفرح طعامهم، وبه تنمو نفوسهم وتقترب من كل شيء ومن كل كمال، وبه ترتفع إلى السماء. |
||||
10 - 07 - 2024, 09:42 AM | رقم المشاركة : ( 7 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب فيلوكاليا الجزء الأول - القمص تادرس يعقوب ملطي أقوال القديس أنطونيوس المصري
بالنيران الإلهية نحلق في السماويات | الأنبا أنطونيوس:- أريد أن أخبركم: ماذا تشبه النفس عندما تقطن النار الإلهية فيها. إنها تشبه طائرًا ذا جناحين يحلق في العلاء في جو السماء. فالطير هو الوحيد من بين المخلوقات له أجنحة، إذ هذا من ملامحها الخاصة. هكذا النفس المطيعة لله بأجنحتها هي قفزات النار الإلهية التي تعطيها القوة لكي ترتفع إلى السماء. فإن نزعت عنها الأجنحة لا تعود تقدر على الطيران. علاوة على هذا فإن نفس الإنسان تشبه الطائر أيضًا، من حيث أن الحرارة (الدفء) هو سر وجودها في الحياة. فبدون تدفئة البيض لا يخرج الفرخ الحي، وقد تحدثنا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام أخرى... هكذا أيضًا بالنسبة للنفس، إذ يحيط الله بها، يدفئها مطيعة هي له، فتخرج إلى الحياة الروحية. وإذ نتحقق أن النفس المطيعة لله، والملتصقة به، هي أشبه بالطائر الذي تكمن حياته في الدفء، لهذا ليتكم لا تنفصلون قط عن هذه النار. هذه النار يقدمها الله لكم، وبسببها يشن الشيطان هجمات كثيرة لكي يحرمكم منها، إذ هو يعلم أنه لا غلبة له عليكم مادامت هذه النار (عاملة) فيكم. |
||||
10 - 07 - 2024, 09:44 AM | رقم المشاركة : ( 8 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب فيلوكاليا الجزء الأول - القمص تادرس يعقوب ملطي أقوال القديس أنطونيوس المصري
بالنيران الإلهية نحلق في السماويات | الأنبا أنطونيوس:- كل من يريد أن يكون إنسانًا روحيًا (2)، يلزمه أن يجتهد في الابتعاد عن اضطرابات الجماهير وشركتهم، حتى يكون بعيدًا عن دوامة الناس وشغبهم جسديًا وقلبيًا وذهنيًا، لأنه حيثما وُجدت الجماهير يوجد الصخب. قدم لنا ربنا مثالًا للاعتزال عن البشر والوحدة، إذ اعتاد أن يذهب بمفرده إلى الجبل ليصلى. كذلك انتصر على الشيطان في البرية، إذ تجاسر الشيطان ليصارعه مع أنه لم يكن (الرب) عاجزًا عن قهره حتى بين الجموع، لكنه صنع هذا ليعلمنا أنه في السكون والوحدة يمكننا أن ننتصر على العدو ونبلغ الكمال بسهولة. لم يُظهر الرب مجده لتلاميذه وسط البشر، بل قادهم إلى الجبل وهناك كشف لهم مجده. أيضًا سكن يوحنا السابق في البرية إلى يوم ظهوره... ففي العالم يسهل على العدو أن يضايقنا بأسلحته الخفية والظاهرة، متخذًا بعض الناس المطيعين له كمساعدين له في إثارة الحرب ضد المؤمن. فيمكنه أن يستخدم بعض النسوة قليلات الحياء كسلاح قوى ضد المؤمن ناشرًا شباكهن الخادعة على نطاق واسع. عندما رأي حزقيال الأربعة مخلوقات ذات الأربعة وجوه يعطون الرب مجدًا، لم يكن ذلك في مدينة أو قرية بل خارجًا في حقل، وقد تحدثنا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام أخرى. إذ قال الله له: "قم أخرج إلى البقعة وهناك أكلمك" (حز 22:3). ولما عرف النبي إرميا أن الانفراد يرضى الله جدًا، قال أيضًا: "جيد للرجل أن يحمل النير منذ صباه، يجلس وحده ويسكت" (مرا 27:3، 28). مرة أخرى إذ عرف أضرار كثرة الحديث البشرى بالنسبة لمن يرغبون في إرضاء الله، لم يقدر أن يكف عن ترديد: "يا ليت في البرية مبيت مسافرين فأترك شعبي وأنطلق من عندهم" (إر 2:9). وأيضًا عندما أخذ إيليا النبي طعامًا من الملائكة لم يكن وسط جمهرة الجموع ولا في مدينة أو قرية، بل في البرية. كتبت كل هذه الأمور وما على شاكلتها التي حدثت مع القديسين، حتى نتشبه بأولئك الذين أحبوا العزلة، إذ من شأنها تسهيل الوصول إلى الله. اجتهدوا إذًا أن تكونوا مؤسسين على السكون تأسيسًا صالحًا، حتى ننقاد إلى رؤية الله، أي التأمل الروحي العظيم. |
||||
10 - 07 - 2024, 09:45 AM | رقم المشاركة : ( 9 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب فيلوكاليا الجزء الأول - القمص تادرس يعقوب ملطي أقوال القديس أنطونيوس المصري
مراحل نمو النفس | الأنبا أنطونيوس:- كما أن كمال الجسد -والنفس حالة فيه- ينمو في مراحل ثلاث: الشبوبية والنضوج والشيخوخة؛ هكذا أيضًا النفس -وهي مختفية في الجسد- تنمو في مراحل ثلاث هي: بداية الإيمان، التقدم فيه، الكمال. في البداية عندما يبدأ الإنسان في الإيمان، يولد في المسيح كما هو مكتوب في الأناجيل. وقد أعطانا القديس يوحنا الرسول علامات هذا الميلاد الجديد، كما قدم لنا الحالة الوسطى وحالة الكمال، فقال "أكتب إليكم أيها الأولاد... أكتب إليكم أيها الآباء... أكتب إليكم أيها الأحداث" (1 يو 12:2-14). وهو لم يكتب هذا لأصدقائه حسب الجسد بل للمؤمنين، راسمًا لهم المراحل الثلاث التي يعبر خلالها أولئك الذين يطلبون دائرة الروح وينالون الكمال ويُمنحون ملء النعمة. |
||||
10 - 07 - 2024, 09:47 AM | رقم المشاركة : ( 10 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب فيلوكاليا الجزء الأول - القمص تادرس يعقوب ملطي أقوال القديس أنطونيوس المصري
لنكن أبناء نور | الأنبا أنطونيوس:- إذا ما مات سلطان الخطية في إنسان ما يطهر الله نفسه مع جسده. ولكن إن كانت مملكة الخطية لازالت قائمة في جسده، فإنه لا يقدر أن يعاين الله، لأن نفسه التي في جسده (المظلم بالخطية) لا يوجد فيها مكان للنور لكي تعاين الله. يقول داود "بنورك يا رب نعاين النور". ما هو هذا النور الذي به نعاين النور؟ إنه ذاك الذي تحدث عنه ربنا يسوع المسيح في الأناجيل قائلًا: "إن كان جسدك كله نيرًا ليس فيه جزء مظلم يكون نيرًا كله" (لو 36:11)، كذلك يقول "ليس أحد يعرف الابن إلا الآب ولا أحد يعرف الآب إلا الابن ومن أراد الابن أن يعلن له" (مت 27:11)، وقد تحدثنا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام أخرى. والابن لا يعلن عن أبيه لأبناء الظلمة بل لأبناء النور السالكين في النور، الذين استضاءت عيون قلوبهم بمعرفة الوصايا. |
||||
|