|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
هؤلاء هلكوا فلا تهلك أنت إن كان كتابنا المقدس يقدِّم لنا الكثيرين الذين نالوا حياة أبدية بإيمانهم بالرب يسوع؛ لكنه أيضًا يقدِّم نوعيات أخرى هلكت إلى الأبد، ويشرح لنا الأسباب. ولأن كل ما كُتب هو لأجل تعليمنا وتحذيرنا؛ فإليك نوعية من الناس هلكت، لكي نتحذر نحن.. الوالي الروماني الذي كان يحكم اليهودية من سنة 26م إلى 36م تقريبًا، ويلقَّب بالبنطي لأنه من “بنتس”. كان شخصًا قاسيًا، خلط دماء بعض مقدّمي الذبائح بالهيكل بدماء ذبائحهم (لوقا13: 1). وهو الذي حكم على الرب يسوع بالموت صلبًا رغم علمه ببراءته. وقد عُزل من منصبه ونُفيَ في نهاية حياته إلى بلاد الغال (فرنسا) وبعض المصادر التاريخية تقول إنه مات منتحرًا، نظير يهوذا الخائن. وإليك أسباب ضياعه وهلاكه: 1- يريد فقط إرضاء الناس يقول عنه الكتاب «كان يريد أن يعمل للجمع ما يرضيهم» (مرقس15: 15)، كما يقول عنه «وأسلم يسوع لمشيئتهم» (لوقا 23: 25). وغالبًا ما يكون إرضاء الناس على حساب الله.. عزيزي، لا تَبِع الرب يسوع ومصيرك الأبدي لأجل إرضاء الناس وعمل ما يريدوه «لو كنت بعد أرضي الناس لم أكن عبدًا للمسيح» (غلاطية1: 10). 2- يعرف الحقيقة ويعمل ضدها فقد «علم أنهم أسلموه حَسَدًا» (متى27: 18)، كما أكَّد أنه لم يجد عِلَّة في المسيح (لوقا23: 4، 14)؛ ورغم كل هذا أمرَ بصلبه!! عزيزي.. هل لديك معرفة وعلم بأن شخص المسيح هو المخلِّص العظيم، ورغم ذلك تُصِرّ أن تحيا بعيدًا عنه إرضاءً لشهواتك؟! ليت هذه المعرفة تقودك للتمسك بالمسيح بكل القلب. 3- يسأل ولا يسمع سأل بيلاطس الرب يسوع: «ما هو الحق؟» (يوحنا18: 38)؛ لكنه لم ينتظر الإجابة، وخرج! خرج دون رجوع! عزيزي.. هل تشعر بحيرة ولا تجد أين الطريق للراحة وخلاص نفسك؟ تعالَ للمسيح، فهو يعلِّمك ويرشدك. قال أساف مختبرًا: «برأيك تهديني، وبعد إلى مجدٍ تأخذني» (مزمور73: 24). 4- يتأثّر ولا يتوب سلسلة شخصيات هلكت الكتاب المقدسحينما سمع عن المسيح أنه ابن الله «ازداد خوفًا» (يوحنا19: 8)؛ لكن ماذا فعل بعد ما تأثر؟! أمر بصلبه!! وكم من أناس يسمعون كلمة الله ويتأثرون، وقد يبكون؛ لكنهم سرعان ما ينسون. لكن ما أجمل ما فعلته المرأة الخاطئة: بَكَت عند رجلي المسيح بتوبة صادقة؛ فغُفِرَت خطاياها في الحال. 5- أحب المنصب والكرسي أكثر من الله قال له اليهود «إن أطلقت هذا (المسيح) فلست محبًّا لقيصر» (يوحنا19: 12)، وكان في هذا تهديد بفقد منصبه ومركزه العالمي. فقرّر أن يُخرج يسوع، ويجلس على كرسي الولاية. فضاع منه المنصب الوقتي والنصيب الأبدي!! و«ماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه؟» (متى16: 26). عزيزي.. هل يعطِّلك خوفك على مركزك الأرضي عن قبول المسيح مخلِّصًا وربًّا على حياتك؟! ليتك لا تفعل كبيلاطس، بل لتكن مثل بولس الذي قال «...المسيح يسوع ربي، الذي من أجله خسرت كل الأشياء، وأنا أحسبها نفاية لكي أربح المسيح» (فيلبي3: 8). 6- يخدِّر ضميره عندما اقتنع أن المسيح بريء، وجاءت رسالة زوجته تقول «إياك وذلك البار» (متى27: 19)، وإذ شعر بهياج ضميره؛ أراد أن يخمده، فأخذ ماءً وغسل يديه قائلاً «إني بريء من دم هذا البار» (متى27: 24)! ثم، ويا للعجب، أمر بصلبه!! عزيزي.. إن كان ضميرك مُتعَبًا بثقل خطاياك، لا تحاول تخديره، بل احتمِ في دم المسيح الذي «يطهِّر ضمائركم» (عبرانيين9: 14) ويعطي سلامًا مع الله بربنا يسوع المسيح. أرجوك.. لا تفعل كبيلاطس. إيليا كيرلس |
14 - 05 - 2012, 06:27 AM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
| غالى على قلب الفرح المسيحى |
|
يهوذا يكشف لنا الكتاب المقدس سرَّ ذهاب أناس الى الجحيم الأبدي، لذلك يجب أن نتنبه أكثر آخذين عِبره من هؤلاء. البعيد القريب كان يهوذا قريبًا جدًا من المسيح حسب المكان، لكن قلبه كان بعيدًا. وكان أحد المسؤولين في الخدمه، لكنه كان ابن الهلاك. كان اسمه جميلاً فمعناه “حمد وتسبيح” لكنه عاش عليلاً ومات ذليلاً. واليك الأسباب: كانت لديه معرفه فقط: «وكان يهوذا مسلِّمه يعرف الموضع، لأنَّ يسوع اجتمع هناك كثيرًا مع تلاميذه» (يوحنا18: 2). ورغم معرفته بشخص المسيح، ومكان الاجتماع؛ لم تكن له علاقة قلبية شخصية بالرب يسوع. ولا عجب، فالشيطان قال مرة للمسيح: «أنا أعرفك من أنت» (مرقس1: 24). لم يؤمن بالرب يسوع: «لأن يسوع من البدء علم من هم الذين لا يؤمنون ومن هو الذي يسلّمه» (يوحنا 6: 64). هذا هو سرِّ الدمار؛ أعنى عدم الإيمان القلبي، أي قبول المسيح داخل القلب فيغيّره ويطهِّره «أذ طهَّر بالإيمان قلوبهم» (أعمال 15: 9). وبكل تأكيد من لا يؤمن يمكث عليه غضب الله (يوحنا 3: 36). كان واقفًا معهم: يذكر البشير يوحنا أن أعداء الرب يسوع جاءوا ليقبضوا عليه، وكان يهوذا واقفًا معهم (يوحنا 18: 5)! نعم أن الطيور على أشكالها تقع. رغم أنه كان يسير مع تلاميذ الرب، لكنه لم يكن منهم، لأنه لو كان منهم لبقى معهم، ولَصار مثل الذي قيل عنه «فى طريق الخطاة لم يقف» (مزمور1: 1). دخله الشيطان: نقرأ أن الشيطان ألقي فى قلب يهوذا فكرة تسليم المسيح (يوحنا 13: 2). وحينما وجد الشيطان تجاوبًا وقبولاً منه؛ كانت الخطوة الثانية «دخله الشيطان» (يوحنا 13: 27)، ليمتلكه تمامًا، وا أسفاه على من صدَّق الشيطان فامتلكه إبليس، بل وذبحه، ذاك كان قتَّالاً للناس. إننى أنادي عليك عزيزي، حتى لا تتكرَّر معك هذه الخديعة، ودع المسيح يحررك من العدو بل ويمتلك كل كيانك. لم يكن طاهرًا: صرَّح الرب يسوع «أنتم طاهرون، ولكن ليس كلّكم. لأنّه عَرِف مُسلِّمه» (يوحنا 13: 10، 11). وعجبي على من عاش سنوات بقرب المُطَهِّر والقدوس الأعظم، لكنه فضَّل العيشة في نجاسة خطاياه!! عزيزي، أليس هذا حال الكثيرين من مرتادي الاجتماعات والمؤتمرات؟ عرفوا.. سمعوا.. تعلموا.. لكنهم لم يتطهَّروا من خطاياهم بدم المسيح، ويا لرعب يوم يتمّ فيهم القول «وأما... الرجسون... فنصيبهم في البحيرة المتّقدة بنار وكبريت» (رؤيا 21: 8). لم يُحبّ المسيح: قال بولس «النعمه مع جميع الذين يحبّون ربنا يسوع المسيح فى عدم فساد» (أفسس 6: 24)، أما هذا اليهوذا، الذى امتلكه الشيطان، لم يتأثّر مرة واحدة، وهو يسمع السيد قائلاً «بل أنا أحببتكم»، ولم يحبّ المسيح، بل بالعكس ثار جدًا حينما سكبت مريم الطيب على رأس المسيح، وأسمى ما فعلته “إتلافًا”. إن المفديين يحبون المسيح لأنه أحبهم أولاً. نهايه الخائن يهوذا: خرج.. وكان ليلاً: كان قلبه مظلمًا، وخرج ليفعل فِعلته في الليل (يوحنا 13: 30).. وبعدها مضى إلى ليل أبدي. فيا للهول! ندم.. ثم مضى وخنق نفسه: (متى 27: 3-5). لقد ندم، لكنه لم يلجأ إلى المخلِّص، بل إلى رجال الدين الذين لم يقدِّموا له أي رجاء.. فلم يجد أمامه الا الانتحار.. فيا للحسرة! انسكبت أحشاؤه.. وصارت داره خرابًا: (أعمال 1:18-20). فيا للضياع الأبدى!! عزيزي القارئ.. أنّ الرب يسوع كان يعرف مسلِّمه (يوحنا 13: 11)، لكن طيلة ثلاث سنوات لم يزجُر يهوذا، بل أكثر من مرة حذَّره وقدَّم له الحب، حتى آخر لحظة. اسمع التحذير الخطير «ويل لذلك الرجل الذى به يُسلَّم ابن الإنسان» (متى 26: 24). لكن يهوذا أصرّ على بيع الرب يسوع! عزيزي.. إني أخشى، بل وأرتعب، على كل نظيرٍ ليهوذا؛ موجود في الاجتماعات، يحضر المؤتمرات، يشارك في الخدمات؛ لكنه لم يتطهَّر من خطاياه، ولم يوُلد من فوق. إن الرب يسوع ما زال يحبّك ويريدك أن تصرخ إليه تائبًا، فيخلَّصك، وبدمه يطهِّرك، وبحقٍّ تُصبح ابنًا لله، وهيكلاً لله، ولك حياة أبدية. «وهكذا كان أناس منكم. لكن اغتسلتم، بل تقدّستم، بل تبرّرتم باسم الرب يسوع وبروح إلهنا» (1كورنثوس 6: 11). |
||||
14 - 05 - 2012, 06:27 AM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
| غالى على قلب الفرح المسيحى |
|
هيرودس أنتيباس اسم “هيرودس” معناه بطل، ولكنه كان هشـًّا ضعيفـًا أمام شهواته ونزواته، فانتهى للضياع. ولُـقـِّب بأنتيباس لتمييزه عن الكثيرين فى عائلته بذات اسم هيرودس.. وهو ابن هيرودس الكبير الذي قتل كل أطفال بيت لحم ليقضي على الطفل يسوع. أما هيرودس أنتيباس فكان حاكمًا على الجليل وبيريه أيام المسيح، ولُـقـِّب برئيس الرُبع، أي رُبع مملكة اليهود، من عام 4ق.م - 39م. تزوج من ابنه الحارث ملك العربيه ثم طلـّقها ليتزوج هيروديا زوجة أخيه. وكانت نهايته أليمه، حيث علم كاليجولا، قيصر روما، بتأمر هيرودس ضده مع ضابط رومانى اسمه سيجانوس؛ فاستدعاه كاليجولا للمحاكمة، ونفاه إلى فرنسا، ثم أسبانيا؛ حيث مات هناك. حياة هيرودس في عبارات: 1. يفعل الشرور ويسمع الوعظ بسرور في لوقا 3: 19، مرقس6: 20 قيل عن هيرودس «جميع الشرور التى كان هيرودس يفعلها». وليس غريبًا على قلب الإنسان البعيد عن الله أن يُخرج الشرور، لكن الغريب أنه، في الوقت ذاته، يستمع إلى وعظ يوحنا المعمدان بسرور!! هل كان يريد أن يخدِّر ضميره؟ أم إنه كان جائعًا لكلمه الله، ولكنه لا يطيعها مغلوبًا من شرِّه؟ أغلب الظنِّ كان الأمرين معًا؛ وهذا ما يكرهه الله الذي قال «لست أطيق الإثم والإعتكاف» (إشعياء 13: 1). 2. أشر الموجودين يذبح أعظم المولودين انغمس هيرودس فى رذائله وخطاياه؛ حتى إنه أقام علاقه آثمه مع امرأه شريره اسمها هيروديا، وهي زوجه أخيه. وما أشر هذه الخطية - أعنى الزنا - قال عنها الحكيم سليمان «أ يأخذ إنسان نارُا في حضنه ولا تحترق ثيابه؟... هكذا من يدخل على امرأة صاحبه. كل من يمسّها لا يكون بريئًا» (أمثال6: 27-29). وحينما جاء إليه يوحنا المعمدان - الذي شهد عنه الرب نفسه أنه أعظم المولودين من بين النساء - وبَّخ هيرودس على هذا الشر. وبدل أن يرجع إلى الرب فيرحمه، وإلى إلهنا لأنه يكثر الغفران؛ نجد هيرودس يذبحه إرضاءً لهيروديا التي طلبت رأسه على طبق؛ لتُسكت هذا الصوت الإلهي الذي يقلقها!! 3. عذاب الضمير يطارد الشرير ما أرعب صوت الضمير وهيجانه داخل إنسان قاتل! حتى إنه يعيش تائهًا وهاربًا، أو يهرب ولا طارد (أمثال28: 1). ففي إنجيل لوقا9: 7-9، عندما سمع هيرودس عن يسوع، يقول الكتاب إنه ارتاب، ظانًا أن يوحنا المعمدان قام من الأموات!! وماذا سيفعل معه؟ اسمعه يهذي قائلاً «يوحنا أنا قطعت رأسه»!!! وبدلأ من أن يختار ذا المسيح ملجأً له فيستريح، أراد قتل الرب يسوع هو الآخر(لوقا13: 31)!! عزيزي لقد مات هيرودس بضمير معذب لأبد الآبدين؛ لكننى أرجوك أن تأتي، بضميرك الذي أثقلته الخطية، إلى المسيح الذي بدمه يطهِّر ضمائرنا، فيتم لك القول «مسامحًا لكم بجميع الخطايا» (كولوسي2: 13)، ويكون لك سلام مع الله بربنا يسوع المسيح (رومية5: 1). 4.هيرودس الأثيم يحتقر المسيح العظيم وكانت الفرصة الأخيرة لهيرودس لينجو ويخلص ويتطهر من خطاياه، يوم أن جاء إليه شخص المسيح، وعلى رأسه إكليل من الشوك، ليُحاكَم أمامه (لوقا23: 8). وحينما رأه هيرودس فرح جدًا، لا لأنه يريد أن المسيح يخلـِّصه ويطهِّره، لا بل تمنّى أن يرى أعجوبه يصنعها يسوع أمامه ويتسلى بها!! لكن المسيح لم يأتِ ليسلـّي الناس بل ليخلـِّص ما قد هلك. لذا صمت المسيح أمامه. والنتيجه أن هيرودس احتقره مع عسكره واستهزأ به!! رفض المخلِّص، واحتقر خلاصه؛ فذهب إلى لجحيم الأبدي. عزيزي.. ليس لهيرودس الزاني فرصة للتوبة والخلاص الآن، فقد فات بالنسبة له الآوان. لكن لك أنت فرصة، رغم أن شرورك قد لا تقلّ عنه. لك أتوسل إليك أن لا تستهين بغنى لطف الله.. بل تعالَ بـخطاياك وضميرك المتعَب وفعلتك الأثيمة.. تعال تائبًا طالبًا غفرانه، وهو مستعد لقبولك وخلاصك الآن. الله الـمحب ينتظرك «الله كان في المسيح مصالحًا العالم لنفسه، غير حاسب لهم خطاياهم» (2كورنثوس5: 19). يقول عنه ميخا «من هو إله مثلك: غافر الإثم، وصافح عن الذنب... يعود يرحمنا، يدوس آثامنا» (ميخا7: 18، 19).. فهل تأتي إليه الآن؟ أرجوك لا تكن مثل هيرودس.. |
||||
14 - 05 - 2012, 06:28 AM | رقم المشاركة : ( 4 ) | ||||
| غالى على قلب الفرح المسيحى |
|
غني في الجحيم
لوقا 12: 16-21؛ 16: 19-31 تكلم الرب يسوع عن اثنين من الأغنياء, كشف لنا من خلال حياتيهما حقيقتين: الأولى: فراغ الحياه الأرضيه, والثانية: ضياع الأبدية. وقصد سيّدنا المبارك أن يصل بنا إلى سِرِّ هلاك كليهما، حتى نتنبه أكثر؛ فلا نكون كأيٍّ منهما. فإلهنا كان، ولا زال، يريد أن الجميع يخلصون. فما سرّ هلاك وضياع هذين الرجلين؟ 1- فكَّر في نفسه (لوقا12: 17) هذا الغني أخصبت كورته (مزارعه)، وزادت محاصيله, فلم يقده هذا لشكر وحمد إلهه العظيم، بل زاده تركيزًا على دائرة نفسه وذاته، التي هي إلهه. فهذه هي ضربه قلب الإنسان المدمِّرة، التى قال عنهاالكتاب المقدس «إلههم بطنهم» (فيلبي3: 1)، وأيضًا «يكونون محبّين لأنفسهم» (2تيموثاوس3: 2). لقد خلق الله الإنسان ليكون له، ويحتمي الإنسان في سِتره, ويتعل ق به ويتعبَّد له. لكن، وا أسفاه! لقد قال الإنسان لخالقه «إبعد عنا»!! فزاد اهتمام الإنسان بنفسه, والنتيجه أنه دمَّر نفسه. فلقد قال المسيح «من أراد أن يخلِّص نفسه يهلكها» (لوقا9: 24). 2- غني لكن غبي!! (لوقا12: 20) قال الله له «يا غبي»؛ فلماذا لقَّبه الله هكذا؟ أولاً؛ لأنه ظَنَّ أن محاصيله وماله يمكن أن يعطياه الأفراح وهدوء البال! «يا نفسُ لك خيرات كثيره... استريحي، وكُلي واشربي وافرحى». ولم يعرف هذا المسكين أن مصدر راحة النفس وضمانها هو الله خالقها, الذي قال عنه داود «يا الله إلهي أنت، إليك أبكِّر. عطشت إليك نفسي» (مز63: 1) وثانيًا؛ هو غبي لأنه أيضًا ظَنَّ أن العمر أمامه طويل، فقال لنفسه «لك خيرات... موضوعه لسنين كثيره»، وهو لا يعرف أن حياتنا بخار، يظهر قليلاً ثم يضمحِل! أصلّى أن يعطيك الرب ذكاءًا روحيًا، فتعرف أن حياتك ليست طويلة؛ بل بخار، وأن فرحها وضمان أبديتها، بل وشبعها هو المسيح وحده «أمامك شبع سرور». 3- مات الغني ودُفن (لوقا16: 22) ننتقل إلى الصورة الثانية من حياة الإنسان البعيد عن الله, ونراها واضحه فى قصة الغني في لوقا16. حيث نرى النهاية للحياة الأرضية الزائلة, لكن البداية لعذاب أبدي. مات الغني.. إنها الحقيقية التى ظل يهرب منها, فانتهت الآمال وتبخّرت الأحلام، فقد «وُضع للناس أن يموتوا مَرّة» (عبرانيين9: 27).. مات ورفع عينيه فى الهاويه فى العذاب.. فيا للخسارة!! ويا له من عذاب! عزيزي.. قال بولس لتيموثاوس أن يوصي الأغنياء «أن لا يلقوا رجاءهم على غير يقينية الغنى» (1تيموثاوس6: 17)، بمعنى أن الغنى أساس واهٍ ضعيف، لا يُعطي سعادةً حقيقية، بل ويبعد القلب عن ضمان الأبدية في المسيح. لكن هناك أساس متين, يُسعد الحياة ويضمن الأبدية.. إنه شخص المسيح، الذي قال «أتيت لتكون لهم حياة, وليكون لهم أفضل» (يوحنا10: 10). لذا أنشَدَ المرنِّم واثقًا: رجاء نفسى وحده ليس رجاء بسواه مسيحي صخري لا يُزال دم يسوع واسمه إذ موته يعطي النجاه وغيره الكلُّ رمال 4- صلاة مرفوضة (لوقا16: 24) وصل الغني المسكين إلى الأبدية المظلمة، وبدون المسيح.. يا للهول! هناك اللهيب والعذاب. وصف “دانتي”,الشاعر الإيطالي, بابها المرعب وقد كُتب عليه: “أيها الداخلون هذا المكان.. اقطعوا الأمل”!!! وحينما رفع الغني عينيه في العذاب، رأى أبينا إبراهيم من بعيد، ولعازر في حضنه، يتعزّون ويفرحون؛ فطلب منه ثلاث طلبات، وكلهم قوبلوا بالرفض!! الأولى: «ارحمني يا أبي إبراهيم». فلم يستجب له؛ والسبب أن الذي عنده الرحمة هو الله فقط «إله غفور وحنّان ورحيم طويل الروح وكثير الرحمة» (نحميا9: 17). كما أنه كان قد فات أوان الرحمة التى كانت على الأرض. الثانية: طلب نقطه ماء ليبرِّد لسانه في هذا اللهيب!! ولم يأخذ هذه الطلبة، حيث أن الوسيلة الوحيدة للهروب من عطش الجحيم هو الإيمان بالمسيح «من يؤمن بي فلا يعطش أبدًا» (يوحنا6: 35). الثالثة: طلب أن يُرسل لعازر إلى إخوته الخمسة الأحياء على الأرض، حتى يتوبوا ولا يأتوا إلى موضع العذاب الرهيب. قال له إبراهيم: “عندهم كلمه الله, من يسمعها ويصدِّقها بتوبة عن خطاياه، ينجو من العذاب الأبدي”. فلقد قال المسيح «من يسمع كلامي ويؤمن بالذي أرسلنى، فله حياة أبدية، ولا يأتي إلى دينونة، بل قد انتقل من الموت إلى الحياه» (يوحنا5: 24). 5- لم يكن غنيًا لله (لوقا12: 21) كان غنيًا ماديًا، لكن بدون الله. ولم تكن حياته لله.. بمعنى أن غناه كان محصورًا في أمور مادية فانية وشهوات باطلة. ولم يكن له البركات الروحية الإلهية التى تدوم للأبد «الذي باركنا بكل بركه روحيه فى السماويات في المسيح» (أفسس1: 3). إن الرب يسوع يريد خير الإنسان وسعادته الحقيقية والأبدية؛ فلقد افتقر، وهو الغني، لكي نستغنى بفقره. وهو لديه غنى روحي أبدي حقيقي «غنى المسيح الذي لا يُستقصى». عزيزي.. إن المسيح عنده الغنى والكرامه. إننى أسمعه ينادي مقدِّمًا غِناه، بِرّه ومجده «أُشير عليك أن تشتري منى ذهبًا مصفّى بالنار لكي تستغنى» (رؤيا3: 18)؛ فتصبح بالمسيح غنيًا، روحيًا ونفسيًا، بل وأبديًا. وعندئذ تقدِّم الكل مرة أخرى له، مكرِّسًا كل إمكانياتك قائلاً «من يدك وأعطيناك». فتُصبح بحق غنيًا لله. |
||||
14 - 05 - 2012, 06:30 AM | رقم المشاركة : ( 5 ) | ||||
| غالى على قلب الفرح المسيحى |
|
فيلكس ما أرعب الندم الذي يعيشه الكثيرون في الجحيم الأبدي، وذلك لأن فرصة الحياة الأبدية كانت بين أيديهم ورفضوها، أو أجّلوا طلب خلاصهم. وبطل قصتنا هو واحد من هؤلاء الذين هلكوا. فتعال لنعرف السبب. من هو؟ هو أنطونيوس فيلكس الذي كان عبدًا وحرَّره الأمبراطور كلوديوس قيصر، ثم أصبح واليًا على اليهودية ما بين عام52-60م. وقد كان لفليكس ثلاث زوجات لا يذكر الكتاب إلا واحده منهن وهي دروسلا أخت أغريباس الثاني. وقد أغراها فيلكس وهي في السادسة عشر من عمرها على ترك زوجها ليتزوجها هو. ومعنى اسم “فيلكس” سعيدًا، لكنه عاش غريقًا في شروره، تعيسًا في حياته، منفيًا في نهايته، ثم معذَّبَا هالكًا في أبديته!! لماذا؟ أولاً: سمع عن الإيمان بالمسيح، لكن لم يأخذه!! في أعمال24:24 وقف بولس أمام فيلكــس ليحاكَم بتهمه كاذبة من اليهود، واستحضره فيلكس هذه المرة ليسمع منه عن الإيمان بالمسيح. فهل كان يريد أن يعرف بحق، أم أرضاءً لزوجته اليهودية، أم لمعلومة جديدة عن القضية؟ لا نعلم بالتحديد. لكنه سمع ملخَّص الإنجيل أعنى “الإيمان بالمسيح”، فالإنجيل كله يقدِّم المسيح ابن الله (متى1:1)، مخلِّصًا ومغيِّرًا (أعمال4: 12). وسمع فيلكس عن الإيمان بالمسيح، أي الثقة القلبية بشخصه وكفَّارته ودمه المطهِّر ليأخذ كل خاطئ آتٍ اليه بهذا الإيمان العفو والغفران، بل «لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية» (يوحنا3: 16). وللأسف، بدلاً من أن يسمع ويؤمن بالمسيح تائبًا عن شروره، اكتفى فقط بالسمع. لكن السمع وحده لا يكفي ولا يخلِّص. قال الرب يسوع «من يسمع كلامي ويؤمن بالذي أرسلني فَلَهُ حياةٌ أبديةٌ ولا يأتي إلى دينونةٍ بل قد انتقل من الموت إلى الحياة» (يوحنا5: 24). ثانيًا: تأثَّر وأرتعب بالعظة، لكنه دون توبة! ارتعب فيلكس وبولس يتكلم عن البر والتعفف والدينونه العتيدة أن تكون (أعمال24: 25)!! والحقيقة أن فيلكس لم يكن يقصد إلا أن يتسلى فقط بالفلسفة الدينية، كما أن كثيرين اليوم يحبون الأمور الدينية للتسلية والتبرُّك بها طالما لن تمس واقع قلبهم الشرير!! لكن الروح القدس صوَّب سهامه إلى فيلكس؛ فسمع عن البر وهو غارق في الآثام. وسمع عن التعفف، والذي يعني كبح جماح الشهوات وضبط النفس، وقد كان مستعبدًا للرزيلة حتى أنه خطف زوجة آخر ليعيش معها. وأخيرًا سمع من بولس عن الدينونة، والتي هي المحطة الأخيرة والحتمية لحياة الدنس والخطية، ويقول الكتاب المقدس «واعلم أنه على هذه الأمور كلها يأتي بك الله إلى الدينونة» (جامعة11: 9). وارتعب فيلكس، لكن وا حسرتاه، دون توبة!! وكم هو رائع أن يرتعب الخاطي من بشاعة خطيته ومن أهوال النيران الأبدية التي تنتظره، لكن هذا وحده لا يكفي، فالأروع أن يجري برعبه إلى المسيح المصلوب مصلّيًا تائبًا: في رحابك في صليبك اغسلني ربي بدما الصليب أدنو منك الآن يا مصدر الحنان أحظى بالسلام في ظل دمك أنت يا من جئت بالفدا العجيب أدنو منك الآن يا مانح الغـفران إن كان هذا ما لم يفعله فيلكس.. لكنني أصلي أن تفعله أنت والآن أرجوك.. ثالثًا: التأجيل الخطير بعد أن تأثّر فيلكس برسالة المسيح الخطيرة، قال لبولس «أما الآن فاذهب. ومتى حصلتُ على وقتٍ أستدعيك» (أعمال24: 25). عزيزي.. إنه أسلوب الشيطان الرهيب الذي يضمن به هلاك النفوس، ألا وهو التأجيل، فهو لا يقول “أرفض” بل فقط يقول “ليس الآن”، وهو بهذا يعرف أنه إن ضاعت لحظات التبكيت الإلهي والتأثّر بكلمه الله، سرعان ما ينسى الشخص الموضوع ويعود إلى ما كان عليه! «لذلك كما يقول الروح القدس اليوم إن سمعتم صوته فلا تقسوا قلوبكم» (عبرانيين3: 7). لكن ما سر تأجيل فيلكس قرار قبوله المسيح؟ 1. أعتقد لكي لا يبدو ضعيفًا أمام زوجته، أو عاشقته، فهو البطل المغوار والمغرور، والذي لا يتأثر أو تهتز له ساكنة!! 2. في الواقع كان يشغل باله أمر آخر، فهو كان يستحضر بولس مرارًا لعل بولس يفهم و“يشغل دماغه” ويعطيه دراهم ليطلقه!! فلم يأخذ لا الخلاص ولا الدراهم!! 3. كان يخشى على منصبه إذا آمن بالمسيح ربًّا وسيدًا، فهذا معناه أنه يقاوم قيصر. ولم يعلم إن المنصب لا بد وسيُأخذ منه بعد سنتين فقط (أعمال24: 27). 4. كان يظن أنه سيأتي الوقت ليسمع ويبكي ويتوب، فلا داعي للاستعجال! ومات فيلكس منفيًا.. ولا نقرأ أنه قابل بولس مره أخرى، أو تقابل مع المسيح؛ فالحياة قصيرة والفرص لا تعود. عزيزي.. هلك فيلكس حسب قول الكتاب «الذي لا يؤمن قد دِينَ، لأنه لم يؤمن باسم ابن الله الوحيد» (يوحنا3: 18). رغم أنه سمع وتأثر، بل وارتعب لكنه أجل توبته وقبوله المخلِّص العظيم، ظانًا أنه هناك فرصة أخرى، لكن الشيطان خدعه بالتأجيل. لذلك أنادي، بل وأصرخ لك يا من تعيش في خطاياك أن لا تؤجل رجوعك إلى المسيح لأي سبب وهمي أو حقيقي، فالكل حتما سينتهي وتبقى روحك الخالدة، إما في هلاك وعذاب، أو مع المسيح وذاك أفضل جدًا. «فالله الآن يأمر جميع الناس في كلِّ مكانٍ أن يتوبوا مُتغاضيًا عن أزمنة الجهل. لأنه أقام يومًا هو فيه مُزمِعٌ أن يَدينَ المسكونَةَ بالعدل» (أعمال17: 30). |
||||
14 - 05 - 2012, 06:31 AM | رقم المشاركة : ( 6 ) | ||||
| غالى على قلب الفرح المسيحى |
|
المؤمن الهالك أول مرة في الكتاب المقدس يُذكَر عن شخص أنه آمن ثم هلك!! هذا سرٌّ خطير أرجوك أن تنتبه اليه. فهي ظاهرة موجودة بكثرة بين المتديّنين ومرتادي الكنائس. فمن هو سيمون؟ وماذا عن إيمانه؟! ولماذا هلك؟! سيمون كان من سكان السامرة، عمل بالسحر وأدهش الكثيرين.. وحينما زار فيلبس السامرة آمن كثيرين بالمسيح، وسيمون التصق بفيلبس.. لكن في نهاية القصة تظهر المفاجئه... 1. كان يظن أنه شيء عظيم (أعمال8: 9) وهذه خدعة إبليس للبشر من بدايه التاريخ؛ بدأها مع آدم وحواء، مشجِّعًا إياهما للتمرد على الله، كي يصيرا في عظمةٍ مثل الله! لكن للأسف صارا عريانين! وفى سفر الأعمال قام شخص اسمه “ثوداس” قائلاً عن نفسه إنه شيء «الذي قُتل، وجميع الذين إنقادوا اليه تبدّدوا وصاروا لا شيء» (أعمال5: 36). عزيزي.. إن الرفعه الحقيقيه مصدرها الارتباط بشخص المسيح، الذي قال «عندي الغنى والكرامة قنية فاخرة وحظ» (أمثال8: 18). 2. ما هو إيمان سيمون (أعمال8: 13) الكتاب يذكر إنه آمن، لكن لم يذكر أنه آمن بالمسيح.. فمن الممكن أن يؤمن الشخص بفكرة، أو عقيدة، أو نظرية.. لكن أساس الإيمان المسيحي الحقيقي هو الاحتماء في شخص المسيح المخلِّص الشخصي والمغيِّر للحياة، هذا الإيمان يُسمى «إيمان يسوع المسيح» (غلاطية2: 16)، وبه ينال الخاطي الخلاص «آمن بالرب يسوع المسيح فتخلص» (أعمال 16: 31). وهل تعلم عزيزي أن الشياطين يؤمنون ويقشعرون (يعقوب2: 19)!! لكن إيمانـهم هو مجرّد معرفة عقلية عن الله، دون دخوله للقلب وتطهيره بدم المسيح. في الواقع لم يكن إيمان سيمون إلا نوعًا من الإعجاب بالأمور الدينية والروحية «إذ رأي آيات وقوات عظيمة تُجرى أندهش». والسؤال لك عزيزي: هل لك الإيمان القلبي بالمسيح، الإيمان الذي يغيّر حياتك لتصبح خليقة جديدة؟ أم أنك تعيش فقط حالة من الإعجاب بالدين والعظات والاجتماعات؟ 3. كان يلازم فيلبس (أعمال8: 13) هناك فارق كبير بين أن تسير مع المسيح وأن تسير مع الذين يسيرون مع المسيح!! فلقد قيل عن لوط أنه السائر مع أبرام.. لكن قيل عن أخنوخ «وسار أخنوخ مع الله» وما أبعد الفارق بين الحالتين. إن سيرك وعلاقتك بالمؤمنين وخدام الرب لشيء رائع.. لكنه كارثة إن لم يكن لك علاقة شخصية بالمسيح.. فحينما غيَّر الرب قلب متى العشار، تقول كلمة الله عنه «فترك كل شيء وقام وتبعه (تبع المسيح)» (لوقا5: 28). 4. يريد الحصول على البركات بأمواله (أعمال8: 18) قدَّم سيمون للرسل دراهم، طالبًا منهم أن يعطياه موهبة الله - عمل الروح القدس - فيا له من غباء!! يشتري الإنسان المسكين أمور وعطايا الله بدراهم؟ مرة أخرى إنـها خدعة إبليس ليعمي الناس عن نعمة الله المخلّصة المجانية، ليستمر القلب البشري فى خداعه. يقول الكتاب «عالمين أنكم أفتديتم لا بأشياء تفنى بفضة أو ذهب... بل بدم كريم... دم المسيح» (1بطرس1: 18). هذا هو الثمن لكل البركات، ووسيلة نوال البركة هي النعمة، بالإيمان، «لأنكم بالنعمة مخلَّصون بالإيمان وذلك ليس منكم. هو عطية الله» (أفسس2: 8). عزيزي.. كُفَّ عن مجهوداتك لتنال بركات ومواهب الله.. إنها فقط عطية مجانية لمن يؤمن بالمسيح. 5. لم ينَل الحرية من قيوده الشيطانية (أعمال8: 20) كشف الروح القدس حالة هذا الساحر الممثّل، فقال له بطرس «لأني أراك فى مرارة المُر ورباط الظلم». وعجبي على من هم مثل سيمون، يدّعون أنهم مؤمنين وهم ما زالوا مقيَّدين فى شهواتـهم، محبين للخطية! إنها أكبر كارثة تقود للجحيم! عزيزي.. إن مقابلة المسيح المخلّص والولادة الثانية تعني أفراح الحياة الأبدية، بدلاً من مرارة الخطية، وهي تمنح حرية كاملة من قيود النجاسة والعبودية، فتصبح بحق خليقة جديدة. «إغتسلتم، بل تقدستم، بل تبررتم باسم الرب يسوع وبروح إلهنا» (1كورنثوس6: 11). 6. لا يريد أن يتوب أو حتى يصلي (أعمال8: 24) كنت أتوقع من سيمون، بعد ما كشف الرب حالته، أن يصرخ تائبًا طالبًا الرحمة، مثلما صرخ داود حينما كُشِفَت خطيته قائلاً «أخطأت إلى الرب»، فجأته الإجابه «والرب أيضًا قد نقل عنك خطيتك لا تموت» (2صموئيل12: 13)؛ فإن إلهنا لا يُسرّ «بموت الشرير بل بأن يرجع... عن طريقه فيحيا» (حزقيال33: 11). لكن للأسف، يقول سيمون «صلِّيا أنتما إلى الرب من أجلي». حتى الصلاة لا يصليها.. فهل تفيد الخاطئ صلاة كل المؤمنين ما لم يصلِّ هو تائبًا؟! عزيزي.. إن الرب ما زال يقدِّم الوعد بالغفران والقبول لكل خاطئ يأتي تائبًا باكيًا، محتميًا في كفارة ودم المسيح «وليتُب إلى الرب فيرحمه، وإلى إلهنا لأنه يُكثر الغفران» (إشعياء55: 7). أصلي من كل قلبي أن لا يكون إيمانك مثل سيمون، بل يكون إيمانًا حقيقيًا يعطيك إحتماء في فداء المسيح، وتوبة عن كل خطية، فتصبح بحقّ رعية مع القديسين وأهل بيت الله. أرجوك.. لا تكن مثل سيمون!! |
||||
14 - 05 - 2012, 06:31 AM | رقم المشاركة : ( 7 ) | ||||
| غالى على قلب الفرح المسيحى |
|
المؤمن الهالك أول مرة في الكتاب المقدس يُذكَر عن شخص أنه آمن ثم هلك!! هذا سرٌّ خطير أرجوك أن تنتبه اليه. فهي ظاهرة موجودة بكثرة بين المتديّنين ومرتادي الكنائس. فمن هو سيمون؟ وماذا عن إيمانه؟! ولماذا هلك؟! سيمون كان من سكان السامرة، عمل بالسحر وأدهش الكثيرين.. وحينما زار فيلبس السامرة آمن كثيرين بالمسيح، وسيمون التصق بفيلبس.. لكن في نهاية القصة تظهر المفاجئه... 1. كان يظن أنه شيء عظيم (أعمال8: 9) وهذه خدعة إبليس للبشر من بدايه التاريخ؛ بدأها مع آدم وحواء، مشجِّعًا إياهما للتمرد على الله، كي يصيرا في عظمةٍ مثل الله! لكن للأسف صارا عريانين! وفى سفر الأعمال قام شخص اسمه “ثوداس” قائلاً عن نفسه إنه شيء «الذي قُتل، وجميع الذين إنقادوا اليه تبدّدوا وصاروا لا شيء» (أعمال5: 36). عزيزي.. إن الرفعه الحقيقيه مصدرها الارتباط بشخص المسيح، الذي قال «عندي الغنى والكرامة قنية فاخرة وحظ» (أمثال8: 18). 2. ما هو إيمان سيمون (أعمال8: 13) الكتاب يذكر إنه آمن، لكن لم يذكر أنه آمن بالمسيح.. فمن الممكن أن يؤمن الشخص بفكرة، أو عقيدة، أو نظرية.. لكن أساس الإيمان المسيحي الحقيقي هو الاحتماء في شخص المسيح المخلِّص الشخصي والمغيِّر للحياة، هذا الإيمان يُسمى «إيمان يسوع المسيح» (غلاطية2: 16)، وبه ينال الخاطي الخلاص «آمن بالرب يسوع المسيح فتخلص» (أعمال 16: 31). وهل تعلم عزيزي أن الشياطين يؤمنون ويقشعرون (يعقوب2: 19)!! لكن إيمانـهم هو مجرّد معرفة عقلية عن الله، دون دخوله للقلب وتطهيره بدم المسيح. في الواقع لم يكن إيمان سيمون إلا نوعًا من الإعجاب بالأمور الدينية والروحية «إذ رأي آيات وقوات عظيمة تُجرى أندهش». والسؤال لك عزيزي: هل لك الإيمان القلبي بالمسيح، الإيمان الذي يغيّر حياتك لتصبح خليقة جديدة؟ أم أنك تعيش فقط حالة من الإعجاب بالدين والعظات والاجتماعات؟ 3. كان يلازم فيلبس (أعمال8: 13) هناك فارق كبير بين أن تسير مع المسيح وأن تسير مع الذين يسيرون مع المسيح!! فلقد قيل عن لوط أنه السائر مع أبرام.. لكن قيل عن أخنوخ «وسار أخنوخ مع الله» وما أبعد الفارق بين الحالتين. إن سيرك وعلاقتك بالمؤمنين وخدام الرب لشيء رائع.. لكنه كارثة إن لم يكن لك علاقة شخصية بالمسيح.. فحينما غيَّر الرب قلب متى العشار، تقول كلمة الله عنه «فترك كل شيء وقام وتبعه (تبع المسيح)» (لوقا5: 28). 4. يريد الحصول على البركات بأمواله (أعمال8: 18) قدَّم سيمون للرسل دراهم، طالبًا منهم أن يعطياه موهبة الله - عمل الروح القدس - فيا له من غباء!! يشتري الإنسان المسكين أمور وعطايا الله بدراهم؟ مرة أخرى إنـها خدعة إبليس ليعمي الناس عن نعمة الله المخلّصة المجانية، ليستمر القلب البشري فى خداعه. يقول الكتاب «عالمين أنكم أفتديتم لا بأشياء تفنى بفضة أو ذهب... بل بدم كريم... دم المسيح» (1بطرس1: 18). هذا هو الثمن لكل البركات، ووسيلة نوال البركة هي النعمة، بالإيمان، «لأنكم بالنعمة مخلَّصون بالإيمان وذلك ليس منكم. هو عطية الله» (أفسس2: 8). عزيزي.. كُفَّ عن مجهوداتك لتنال بركات ومواهب الله.. إنها فقط عطية مجانية لمن يؤمن بالمسيح. 5. لم ينَل الحرية من قيوده الشيطانية (أعمال8: 20) كشف الروح القدس حالة هذا الساحر الممثّل، فقال له بطرس «لأني أراك فى مرارة المُر ورباط الظلم». وعجبي على من هم مثل سيمون، يدّعون أنهم مؤمنين وهم ما زالوا مقيَّدين فى شهواتـهم، محبين للخطية! إنها أكبر كارثة تقود للجحيم! عزيزي.. إن مقابلة المسيح المخلّص والولادة الثانية تعني أفراح الحياة الأبدية، بدلاً من مرارة الخطية، وهي تمنح حرية كاملة من قيود النجاسة والعبودية، فتصبح بحق خليقة جديدة. «إغتسلتم، بل تقدستم، بل تبررتم باسم الرب يسوع وبروح إلهنا» (1كورنثوس6: 11). 6. لا يريد أن يتوب أو حتى يصلي (أعمال8: 24) كنت أتوقع من سيمون، بعد ما كشف الرب حالته، أن يصرخ تائبًا طالبًا الرحمة، مثلما صرخ داود حينما كُشِفَت خطيته قائلاً «أخطأت إلى الرب»، فجأته الإجابه «والرب أيضًا قد نقل عنك خطيتك لا تموت» (2صموئيل12: 13)؛ فإن إلهنا لا يُسرّ «بموت الشرير بل بأن يرجع... عن طريقه فيحيا» (حزقيال33: 11). لكن للأسف، يقول سيمون «صلِّيا أنتما إلى الرب من أجلي». حتى الصلاة لا يصليها.. فهل تفيد الخاطئ صلاة كل المؤمنين ما لم يصلِّ هو تائبًا؟! عزيزي.. إن الرب ما زال يقدِّم الوعد بالغفران والقبول لكل خاطئ يأتي تائبًا باكيًا، محتميًا في كفارة ودم المسيح «وليتُب إلى الرب فيرحمه، وإلى إلهنا لأنه يُكثر الغفران» (إشعياء55: 7). أصلي من كل قلبي أن لا يكون إيمانك مثل سيمون، بل يكون إيمانًا حقيقيًا يعطيك إحتماء في فداء المسيح، وتوبة عن كل خطية، فتصبح بحقّ رعية مع القديسين وأهل بيت الله. أرجوك.. لا تكن مثل سيمون!! |
||||
14 - 05 - 2012, 06:32 AM | رقم المشاركة : ( 8 ) | ||||
| غالى على قلب الفرح المسيحى |
|
هؤلاء أحبوا المال ولكن بحسب إحصاء قامت به لجنة التعليم الأمريكية في 1987، على 200 ألف طالب، هم الملتحقون آنذاك بالجامعات والكليات؛ تبيَّن أن 75% منهم يؤمنون بأن الغِنى هو أمر مهم للغاية, بل إنه الهدف الأول للحياة. 71% قالوا: “إن أهم سبب لالتحاقهم بالجامعة هو الحصول على وظيفة محترمة تُدِر عليهم الأموال الطائلة بعد تخرجهم”. لقد أصبح المال هو كل شيء في الحياة، بالنسبة لجيل تربَّى في مجتمع تطغي عليه الماديات. إن إعتقادهم ومفهومهم للسعادة هو: اقتناء سيارات فخمة، ومنازل ضخمة، وملابس كثيرة الثمن... ولكن للأسف، ففي معظم الأحيان تصبح هذه الأشياء حجر عثرة، وتعميهم عن رؤية الرب يسوع كما تمنعهم من المجيء إليه. ويُعلِّمنا أيوب قائلاً «إِنْ كُنْتُ قَدْ جَعَلْتُ الذَّهَبَ عَمْدَتِي أَوْ قُلْتُ لِلإِبْرِيزِ: أَنْتَ مُتَّكَلِي... فَهَذَا أَيْضًا إِثْمٌ يُعْرَضُ لِلْقُضَاةِ لأَنِّي أَكُونُ قَدْ جَحَدْتُ اللهَ مِنْ فَوْقُ» (أيوب31: 24، 28). والمال بركة إذا استُخدم لمجد الله في حياتنا، لكن الكارثة هي «محبة المال» فهي «أصل لكل الشرور» (1تيموثاوس6: 10). وتعالوا بنا نبحث في الكتاب المقدس: ماذا فعل المال بالبعض؟ هناك مَن أحب المال لدرجة أن مضى حزينًا من أمام مصدر الفرح الحقيقي.. إنه الشاب الغني، الذي أتى إلى الرب يسوع، وأراد الرب أن يُعرفه أنه خاطئ يحتاج إلى الخلاص فامتحنه ببعض وصايا الناموس، لكنه أجاب بأن هذه الوصايا حفظها منذ حداثته، فامتحنه بوصية أخرى، ألا وهي محبة القريب مثل النفس؛ كان عليه لكي يُثبت ذلك، أن يبيع كل مله ويُعطي الفقراء. لكنه اغتمّ على القول ومضى حزينًا. كان ينبغي أن يقول للرب: “إذا كان هذا هو المطلوب فأنا ضعيف وأيضًا خاطئ وأرجوك أن تخلصني بنعمتك”، لكنه أحبّ ممتلكاته كثيرًا ولم يكن مستعدًّا للتخلّي عنها (مرقس10). هناك من أحب المال، فخنق نفسه. إنه يهوذا الذي خان سيده الرب يسوع المسيح وباعه بثلاثين من الفضة. لقد ندم يهوذا، ولكن بلا توبة حقيقية. وطرح الفضة في الهيكل، ثم مضى وخنق نفسه. ونفهم من أعمال الرسل1 أنه علّّق نفسه على شجرة، حتى انقطع الحبل أو انكسر غصن الشجرة، فسقط على وجهه وانشق من الوسط فانسكبت أحشاؤه (متى27). هناك مَن أحبَّ المال حتى أنه رُجِمَ.. إنه عخان الذي خان، فقد أوصى الرب أن كل الفضة والذهب وآنية النحاس والحديد تكون قُدسًا للرب وتدخل في خزانة الرب، إلا أن عخان رأى في الغنيمة رداءً نفيسًا ومئتي شاقل فضة (حوالي 2كجم)، ولسان ذهب وزنه خمسون شاقلاً (نصف كيلوجرام)، فاشتهاها وأخذها وطمرها في وسط الخيمة. وكانت النتيجة أن يشوع أخذ عاخان والفضة والرداء ولسان الذهب وبنيه وبناته وبقره وحميره وغنمه وخيمته وكل ما له إلى وادي عخور، ورجمه جميع إسرائيل بالحجارة وأحرقوهم بالنار (يشوع6، 7). هناك مَن أحبَّ المال حتى أنه أصيب بالبرص.. نعم، إنه جيحزي غلام أليشع رجل الله، حيث جرى وراء نعمان الأرامي وأخذ منه وزنتي فضة في كيسين وحُلَّتَي ثياب، وتنتهي القصة بأن برص نعمان لصق به وبنسله (2ملوك5). هناك من أحب المال حتى أنه كذب وصُرِعَ هو وزوجته.. إنهما حنانيا وسفيرة، حيث ملأ الشيطان قلب حنانيا، فعندما باع مُلكًا له، اختلس جزءًا من الثمن وأتى بالجزء الآخر عند أقدام الرسل. وعندما سمع توبيخ بطرس، وقع ومات. وبعد ثلاث ساعات جاءت سفّيرة وسألها بطرس، وأعلنت أنه بهذا المقدار فقط تم بيع الحقل، وبعدما سمعت توبيخ بطرس وقعت وماتت (أعمال5). هناك من أحبّوا المال فاستهزأوا بالرب.إنـهم الفريسيون الذين كانوا يسمعون كلام الرب عن ضرورة أن يصنعوا لهم أصدقاء بمال الظلم، لكنهم لم يكونوا مرائين فقط، بل أيضًا جشعين؛ لقد ظنوا أن التقوى الظاهرية سبيل للغِنى، لذا عند سماعهم الرب يسوع يُعلِّم بضرورة التخلي عن غِنَى هذا العالم لكنز كنوز في السماء، استهزأوا به. أصدقائي.. على النقيض من ذلك هناك: من قَبِلوا سلب أموالهم بفرح (عبرانيين10: 34). من أعطى نصف أمواله فمدحه الرب (لوقا19: 8، 9). من أعطت أغلى ما عندها للرب (يوحنا12: 3). من أعطت القليل، والذي هو كل ما عندها، فمدحها الرب (لوقا21: 4). من أعطوا أنفسهم أولاً للرب فكانوا أسخياء (2كورنثوس8: 5). من أكرمْنَ الرب من أموالهِنَّ (لوقا8: 3). من أعطى عُشرًا من كل شيء (تكوين14: 20). وأنت، يا عزيزي، من أي الفريقين أنت؟ وماذا يا تُرى أعطيت للرب؟ قال المُرسل الشهير جيم إيليوت: “ليس أحمق مَن يُعطي ما لا يُمكن أن يحتفظ به، حتى يربح ما لا يُمكن أن يَخسَرَهُ”. وديع هلال |
||||
14 - 05 - 2012, 06:33 AM | رقم المشاركة : ( 9 ) | ||||
| غالى على قلب الفرح المسيحى |
|
- قايين تكوين4: 1-17؛ 1يوحنا3: 12؛ يهوذا 11 أمامنا قصة أول مولود في التاريخ البشري، بل وأول متديِّن حاول الاقتراب إلى الله بطريقته الخاصة، وليس بالطريقة التي حدَّدها الله. وهو أيضًا أول قاتل تائه وهارب في الأرض. إنه قايين، الابن الأول لآدم وحواء، والتي أسمته أمه بهذا الاسم قائلةً «اقتنيت رجلاً». إني أدعو كل قارئ أن يقف لحظات أمام قصة هذا الرجل المتدين والقاتل!! هذا الذي عاش تائهًا ومات هالكًا؛ حتى لا تسير في طريقه لأنه مكتوب «ويل لهم لأنهم سلكوا طريق قايين». أولاً :كان قايين من الشرير إذا أردت تلخيصًا لحياة قايين وسر قتله لأخيه، وسبب رفضه لصوت الله، ستجد الإجابة ”أنه كان من الشرير“، أي مِن إبليس.. وقال الرب يسوع مرة لليهود الرافضين شخصه «أنتم من أبٍ هو إبليس وشهوات أبيكم تريدون أن تعملوا» (يوحنا8: 44). ولقد ظهرت صفات إبليس الشرير في قايين بصورة واضحة من رفض لصوت الله المحب، حسد وكراهية لأخيه هابيل، ثم قتله بوحشية وهو الذي لم يفعل ذنبًا له!! وفي المقابل ما أروع ما يصف به الكتاب كل من يسكن فيه شخص المسيح «أيها الأحباء... نحن من الله» (1يوحنا4: 6)؛ فهل أنت من الله أم من الشرير؟ ثانيًا :كانت أعماله شريرة يظن البعض أن قتله لأخيه هي الأعمال الشريرة، لكن الحقيقة عكس ذلك؛ فأولاً أعماله كانت شريرة، ثم قتل أخاه ثانيًا. أي أن قلبه كان ممتلَكًا للشرير، وأعماله شريرة، ثم برهن على ذلك بقتل أخيه. وما هي الأعمال الشريرة؟ ببساطة نقول:كل ما يفعله الإنسان بدون الله، حتى العبادة والصلاة دون سكنى المسيح في القلب وتطهيره بالدم، هي في نظر الله «مكرهه» له، بل يسميها كاتب العبرانيين «أعمال ميتة». ونلاحظ أن من يسلك في الأعمال الشريرة لا يطيق البار الذي يعيش حياة البر والنقاوة.. قال المسيح عن العالم «يبغضني أنا لأني أشهد عليه أن أعماله شريرة» (يوحنا7:7). وهذا ما فعله قايين إذ قتل أخاه؛ لأن أعمال أخيه بارة وأعماله كانت شريرة. إن دم المسيح يطهر القلب من الأعمال الشريرة فنصير «مخلوقين في المسيح يسوع لأعمال صالحة قد سبق الله فأعدَّها لكي نسلك فيها» (أفسس2: 10). ثالثًا :طـــريق قايين ما هو الطريق الذي سلكه قايين وقاده للهلاك الأبدي؟ أراد قايين الاقتراب إلى الله والتكفير عن خطاياه بطريقته الخاصة بتقديمه من زرع الأرض، وليس بالطريقه التي يريدها الله أي الذبيحة. ونلاحظ عدة أمور في طريق قايين: العصيان وليس الإيمان.. فأخوه هابيل قدَّم بالإيمان ذبيحه لله.. لكنه هو لم يصدِّق فكر الله، أي الفداء بموت الذبيحة، وتمرد عليه «والذي لا يؤمن بالابن لن يرى حياة بل يمكث عليه غضب الله» (يوحنا3: 36). رفض الحل الإلهي.. إن خلاص الله مقدَّم في الذبيحة.. ففي الذبيحة نرى بديل جعله الله يموت بدل الأثيم، وهي صورة للمسيح «المجروح لأجل معاصينا»، «متبررين مجانًا بنعمته بالفداء الذي بيسوع المسيح الذي قدَّمه الله كفارة بالإيمان بدمه» (رومية3: 24). رفض النداء الإلهي.. ما أطيب قلب الرب الذي ينصح قاين المغتاظ لأن الله لم يقبل تقدمته الباطلة، فيقول له الرب «لماذا اغتظت؟... إن أحسنت أفلا رفع؟». أي أن الله ينصحه أن يحسن اختيار الذبيحة، فيقبله الله ويرفع آثامه في الحال.. لكن.. للأسف، ضرب بكلام الله عرض الحائط وخرج لينفذ جريمته الشنعاء. عزيزي.. يقول الرسول يهوذا «ويل لهم لأنهم سلكوا طريق قايين». أصلي أن تسلك طريق الإيمان بعمل ذبيحة المسيح، غير متكل على أعمالك؛ فتنال البر الإلهي ولا تهلك. رابعًا: القضاء الإلهي ما أرعب نتائج الخطية! التي ولا بد أن يحصدها من يفعلها إن آجلاً أم عاجلاً: اللعنة «ملعون أنت من الأرض التي فتحت فاها لتقبل دم خيك». عدم البركة «متى عملت الأرض لا تعود تعطيك قوتها». الرعب وعدم السلام «تائهًا وهاربًا تكون في الأرض». الانفصال الأبدي عن الله «فخرج قايين من لَدُن الرب». هل تُقبل إلى المسيح الذي حمل عنك كل نتائج الخطية «والرب وضع عليه إثم جميعنا» (إشعياء53: 6)، فبدلاً منها يباركك بكل بركة روحية في المسيح فتعيش سالمًا سالمًا. خامسًا: الاستغناء عن اللـه وبدلاً من أن ينوح قايين ويصرخ أمام الرب بسبب شروره وقضاء الله عليه، نجده في استهتار ولا مبالة كاملة يبني مدينة، ومع أفراد عائلته يخترعوا آلات الموسيقى الصاخبة التي تلهيه عن مصيره الهالك، وينشغلوا بالتجارة والمكاسب، بل ويتعدّوا ترتيب الله للزواج، ويعيشون في عربدة وصفها أيوب قائلاً «يحملون الدف والعود، ويطربون بصوت المزمار... فيقولون لله ابعد عنا وبمعرفة طرقك لا نُسَرُّ» (أيوب21: 12-14). لكن هناك مصير مرعب يصفه أيضًا أيوب قائلاً «في لحظة يهبطون إلى الهاوية»؛ فيا للدمار!! ما أروع ما قاله آساف «أما أنا فالاقتراب إلى الله حسنٌ لي، جعلت بالسيد الرب ملجإي» (مزمور73: 28) عزيزي.. إن الله المحب ينادي عليك، قائلاً «إن أحسنت أفلا رفع؟» فهل تحسن الاختيار؟! كلُّ مَنْ يتخذُ المسيحْ يحـيا سعـيدًا مظلَّــلًا ملجأً له فيستريح بحبِّه الجليل أ تريد حرية من سيادة الشرير؟ أ تريد تغييرًا لقلبك وأعمالك الشريرة؟ فالله لا يريدك متدينًا بل مخلَّصًا مطهَّرًا بدم الحمل.. اصرخ إلى المسيح تائبًا الآن، واحتمِ بالإيمان في دمه فتطهر من خطاياك، وتنجو من الغضب الآتي على جميع فجور الناس وأثمهم. أرجوك لا تسلك في طريق قايين.. طريق التدين الكاذب.. طريق الكراهية والبغضة.. طريق المسرات والشهوات العالمية.. بل وطريق الهلاك الأبدي.«ليترك الشرير طريقه ورجل الإثم أفكاره، وليتُب إلى الرب فيرحمه، وإلى إلهنا لأنه يُكثِرُ الغفران» (إشعياء55: 7). |
||||
14 - 05 - 2012, 06:33 AM | رقم المشاركة : ( 10 ) | ||||
| غالى على قلب الفرح المسيحى |
|
بلعام بلعام (عدد23؛ 24) ما أخطر أن يعرف الشخص أفكار الله ويعمل ضدها؛ يدرك مراحمه وأمانته وعظمته وصدق مواعيده وما يعطيه لشعبه، ثم يصِرّ أن يسير فى ضلالة قلبه، بل ويعلِّم الآخرين طريق الضلال والسبب أجرة الإثم! إنه بلعام بن بعور؛ النبي الأحمق، والمعلِّم المُضِلّ، والعرَّاف الهالك. وبلعام، والذي معنى اسمه ”مبتلع“ أو ”ملتهم“، والذي يوضِّح عمق طمع قلب هذا العرّاف. لا يذكر عنه الكتاب أنه كان نبيًا للرب، وإن كان الرب قد استخدمه هو وحماره أيضًا!! ولقد استأجره بالاق ملك موآب ليلعن له شعب الله، حتى يستطيع هزيمتهم. ورغم أن بلعام عرف صراحة رأي الرب بعدم الذهاب مع أعداءه، إلا أنه ذهب معهم. لكن الرب وضع كلمات البركة للشعب فى فمه بدل اللعنة. وفي النهاية مات بلعام مقتولاً!! أرجوك أن تنتبه معي حتى لا تنصبّ في ضلالة هذا الهالك. أولاً: حمارته منعت حماقته!! هل تتخيل عزيزي أن الحمار يرى ملاك الرب، وبلعام ليراه؟!! كان بلعام راكبًا حمارته مسرعًا ليذهب الى الملك بالاق ليلعن شعب الله. فوقف ملاك الرب فى الطريق أمامه ثلاثة مرات، لأن الطريق كانت خطرة، لكنه لم يرَ ملاك الرب والسيف في يده. ولولا أن الحمارة رأت الملاك وغيَّرت المسير لكان اصطدم بلعام بالملاك فمات في الحال!! بل وفتح الرب فم الحمارة لتوبّخه، «إذ منع حماقه النبي حمار أعجم» (2بطرس 2: 16). عزيزي.. إن الشخص الذي يسير مندفعًا وراء رغبته الذاتية ومحبته للمال متجنِّبًا لحياة الله، يسمّى ”أحمق“. وكم قتلت الحماقة أصحابها (انظر 1صموئيل25:25؛ 2صموئيل3:33). يقول الحكيم «الحكماء يرثون مجدًا، والحمقى يحملون هوانًا» (أمثال3:35). إذًا فما أروع إمتلاك المسيح! فهو حكمه وبرًا وقداسة وفداء. ثانيًا: نطق بأعظم البركات ولم يأخذ إلا اللعنات ذهب بلعام مع بالاق ليلعن شعب الله. لكن الله العظيم، صاحب السلطان، أظهر سلطانه؛ فجعل بلعام ينطق بكلام البركه. فتكلم عن شعب الله، وتميّزه عن كل الشعوب، وأن الله لا يتراجع في مواعيده. بل أعظم الكل، تكلّم عن مجيء المسيح في سلطان ملكه. ويللأسف!! بعد أن أدرك بلعام ما في قلب الله المحب تجاه من يسير معه، لم يتُب عن خطاياه، بل سار فى شروره، وأحب أجرة الإثم (2بطرس 2: 15). بل أحب الظلمه أكثر من النور، وتم فيه ما قاله بولس «لأنهم لما عرفوا الله لم يمجدوه أويشكروه كإله... بل اظلم قلبهم الغبي» (رومية 1: 21). عزيزي ما أخطر أن تدرك وتتكلم بأمور الله ولكن قلبك بعيدًا عنه!! إن معرفتك بأمور الله لن تعفيك من الدينونة، بل تزيدها. فما أروع أنك حينما تعرف، تصلي «اغسلني كثيرًا من إثمي»! ثالثًا: تمنّى موت الأبرار، لكنه عاش حياة الفجّار!!! حينما رأي بلعام بركات الله لشعبه وحمايته لهم، صرخ متمنيًا «لتمُت نفسي موت الأبرار، ولتكن آخرتي كآخرتهم». إن كثيرين يريدون أن يعيشوا حياه ”الغني“ ويموتون ميته ”لعازر“ (لوقا16)!! وهذا مُحال للأسباب التالية: «لا تقوم... الخطاة فى جماعه الأبرار» (مزمور 1: 5). مصير الأبرار مرتبط بقبولهم برّ المسيح «لأنه جعل الذي لم يعرف خطية خطية لأجلنا؛ لنصير نحن برّ الله فيه» (2كورنثوس 5: 21). الأمنيات لا تكفي بدون التوبة «بأفواههم يظهرون أشواقًا وقلبهم ذاهب وراء كسبهم» (حزقيال 33: 31)، لكن التبرير يحتاج إلى توبة (مزمور 32: 5). عزيزي.. إن أردت نهايه الأبرار؛ فعليك بالاحتماء الآن في دم وبر المسيح الذي يطهرك ويبررك، فيحيا المسيح فيك هنا، وتحيا أنت مع المسيح هناك فى بيت الآب. رابعًا: نشر الضلال فمات أفضل الرجال حينما وجد بلعام أن الرب لن يسمح باللعنة، فهو صاحب المواعيد الصادقة، وفي ذات الوقت غضب بالاق ولن يعطيه شيئًا وبذلك سيعود هو بلا فائدة؛ لجأ بلعام إلى فكرة جهنمية. علّم بلعام بالاق بأن يدفع بنات موآب الشريرات ليغوين رجال إسرائيل بالزنا، وللأسف نجح بلعام فى هذه المرة!! وابتدأ الشعب يزني مع بنات موآب، فدعون الشعب الى ذبائح آلهتهن (انظر أيضًا رؤيا 2: 14). يا لها من مصيبه!! الله الأمين لم يفرِّط فى الشعب أمام أعداءه وحماه من بالاق، ففرَّط الشعب فى إلهه من أجل بنات موآب!! ولنا هنا عدة ملاحظات: إن بلعام صوره للمعلمين الكذبة الذين هم آداة فى يد إبليس لتعليم وتضليل الشعب بالإباحية، واعدين إياهم بالحرية وهم أنفسهم عبيد الفساد (2بطرس2:19). وللأسف سيتبع كثيرون تهلكاتهم. فلنتحذر من طريق وتعليم بلعام، ولنعلم أن إلهنا نار آكلة. أن كان إلهنا لن يتراجع فى وعوده، لكنه لن يتراجع في عقاب الشر والنجاسة؛ فمات من الشعب في ذلك اليوم 24,000 رجل!! فلنحذر لأنفسنا ولنحيا بالقداسة التى بدونها لن يرى أحد الرب. بلعام صوره للقلب الطمّاع الذي يبيع الرب وكلامه وشعبه، لأجل المكسب المادي الرخيص، ناسيًا أن «العالم يمضي وشهوته. أما الذي يصنع مشيئه الله فيثبت الى الأبد» (1يوحنا 2: 17). خامسًا: بلعام الأثيم والمصير المرعب الأليم لقد قُتل بلعام بالسيف. ليس هذا فقط، بل في كل الكتاب المقدس يُذكر بلعام أنه مثال للشرير الذي يدسّ بدع الهلاك وواحد من الذين هلاكهم سريعًا. بل بعدما عرف الرب والمخلّص وتكلم عنه، عاش في نجاسة العالم فصارت له الأواخر أشرّ من الأوائل (2بطرس2)، وهوصاحب التعليم الذي يبغضه الرب (رؤيا2)، بل الويل لمن ينصب أو يندفع الى ضلالته (يهوذا11). والكتاب يعلن أن «الرجسون... والزناة والسحرة... فنصيبهم في البحيرة المتقدة بنار وكبريت» (رؤيا 21: 8). عزيزي.. أنادي عليك وأرجوك بكلمه الله أن تتحذر من طريق وضلالة بلعام، الطريق التي فيها يعرف الشخص الكثير عن صلاح ومحبة قلب الله وخلاصه العظيم، ولكنه يفضِّل السير فى غياهب النجاسة والفساد، بحثًا عن المكاسب المادية أو اللذة الوقتية. الرب يسوع المسيح يقدِّم لك نفسه قائلاً «عندي الغنى والكرامة، قنية فاخرة وحظ» (أمثال8:19). وهو يقدِّم لك أعظم إمكانياتة للحياة والتقوى «لكى تصيروا بها شركاء الطبيعة الإلهية، هاربين من الفساد الذي في العالم بالشهوة» (2بطرس 1: 4). إن كان بلعام قتله الشعب وخسر الأبدية.. لكن مريم اختارت النصيب الصالح الذي لن يُنزع منها.أرجوك لا تكن كبلعام. |
||||
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
سلسلة أسماء نسل أدم فى الكتاب المقدس |
شخصيات من الكتاب المقدس |
شخصيات الكتاب المقدس 1 |
شخصيات من الكتاب المقدس |
سلسلة شخصيات باسم زكريا في الكتاب المقدس |