|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
في لحظات ضعفٍ بشري وجد إرميا نفسه مضروبًا ومهانًا من كاهنٍ زميلٍ له، وُملقى في المقطرة الليلة كلها، وقد صار أضحوكة بين الكهنة والشعب... كما شعر بفشل رسالته. ليس من يصغي إليه، ولا من يهتم بكلمات الرب التي ينطق بها. هذا كله أثار في نفسه مشاعر مؤقتة، سجلها لنا لكي ندرك أنه ليس أحدٌ بلا ضعف، مهما بلغت عظم رسالته. في مرارة مع صراحة تامة تحدث مع الله معاتبًا إياه، مقدمًا اعترافًا: "قد اقنعتني (خدعتني) يا رب فاقتنعت فخُدعت). وألححت (قويت) عليّ فغُلبت. صرتُ للضحك كل النهار. كل واحدٍ استهزأ بي" [7]. حقًا تكاليف الخدمة باهظة، إذ يشعر الخادم في بعض اللحظات كأن الوعود الإلهية لا تتحقق، يرى من حوله يضحكون عليه ويستهزئون به. جاءت الأفعال هنا "خدعتني، قويت عليّ، غُلبت" هي بعينها المستخدمة عندما تخدع زوجة رجلها أو يقوي رجل على سيدة! ولعله استخدم ذلك لأن إرميا شعر باتحاد عجيب مع الله مُرسله، ارتباط قوي كالاتحاد الزوجي... لكنه فجأة شعر كأن كل شيء قد انهار أمامه، كأنه قد خُدع! أين الوعد الإلهي: "قد جعلتك اليوم مدينة حصينة وعمود حديد وأسوار نحاس على كل الأرض، لملوك يهوذا ولرؤسائها ولكهنتها ولشعب الأرض؛ فيحاربونك ولا يقدرون عليك، لأني أنا معك يقول الرب لأنقذك" (إر 1: 18-19)؟ هوذا الآن مُهان ومُضروب ومُقيد... ليس من يسمع له، ولا من يصغي إليه! |
|