|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الصليب شعار المسيحية وسر المصالحة الإلهية
لقد جاء السيد المسيح ليُزيل آثار عداوة مزدوجة: + عداوة بين الإنسان والله قد بدأت بعصيان آدم على الله، كما ورد في سفر التكوين (تك 3). + وعداوة بين الإنسان وأخيه الإنسان، قد بدأت حينما قام قايين على أخيه هابيل وقتله (تك 4). وظلَّت هذه العداوة المزدوجة تطغى على البشرية عَبْرَ الأجيال، وتُثقِّل على ضمير الإنسان في جميع أنواع نشاطه حتى في صميم عبادته أمام الله، لقد وقف السيد المسيح في الوسط مرفوضاً من اليهود ومن الأُمم كليهما. فالأُمم ممثَّلين في بيلاطس قد صلبوه بحجة أنه ملك اليهود؛ وأما اليهود فقد تبرَّأوا منه صارخين: «ليس لنا ملك إلاَّ قيصر» (يو 19: 15). وهكذا وقف الرب في الوسط مرفوضاً من الطرفين، حتى يدفع بحياته ثمن المصالحة بينهما. وهكذا أيضاً عُلِّق بين الأرض والسماء كأنَّ ليس له مكان لا على أرضٍ ولا في سماء. فالأرض رفضته: «مرفوضاً من الناس» (1بط 2: 4)، والسماء تخلَّت عنه: «إلهي إلهي، لماذا تركتني؟» (مت 27: 46) فالقديس أثناسيوس يتأمَّل في الصليب، فيجد في اليدين المبسوطتين سرَّ المصالحة الأُفقية: ”حتى باليد الواحدة يجتذب الشعب القديم، وبالأخرى يجتذب الذين هم من الأمم، ويُوحِّد الاثنين في شخصه“. وبالمثل أيضاً يتأمَّل في الصليب سرَّ المصالحة الرأسية التي تمَّت بين الله والإنسان، أو بين السماء والأرض، فيقول: [إن الربَّ جاء ليُهيِّئ لنا الطريق الصاعد إلى السماء: «بالحجاب أي جسده» (عب 10: 20) كقول لسان العطر القديس بولس الرسول. إننا نطلب في عيد الصليب المقدس مصالحة كاملة بين كل إنسان وخالقه، وبين كل إنسان وأخيه الإنسان من أي دين وأي جنس وأي معتَقَدٍ كان. فإن مثل هذه المصالحة تُفرِّح بلا شك قلب المسيح. القس يوساب عزت كاهن كنيسة الانبا بيشوي بالمنيا الجديدة أستاذ القانون الكنسي والكتاب المقدس بالكليه الاكليريكية والمعاهد الدينية |
|