كتاب تأملات في سفر نشيد الأناشيد - البابا شنودة الثالث
----------------------------------------------------
2- كَمْ رائحة أدهانك أطيب من كل الأطياب! (نش 4: 1)
----------------------------------------------------
عبارة الطيب تتكرر كثيرًا في سفر النشيد :
فهي في أوله، و في أخر ه، و خلال إصحاحاته الثمانية :
ففي أوله :
------------
" رائحة أدهانك الطيبة" ،
"اسمك طيب مسكوب " ( 1: 3 ) .
و في أخره :
-----------
" أهرب يا حبيبي و كن كالظبي.. على جبال الأطياب " ( 8: 14 ) .
و في داخله :
--------------
" كم رائحة أدهانك أطيب من كل الأطياب " ( 4: 10 ).
و أيضًا :
-------
"حبيبي نزل إلى جنته إلى خمائل الطيب
ليرعى في الجنـــــــات " (6: 2)
"قطفت مري مع طيبي" (5: 1).
يضاف إلى هذا، ذكر كثير من مركبات الطيب:
و أخصها ( المر ) و هو عطر سائل، طعمه مرَ ، ورائحته زكية جدًا..
مثال ذلك :
-----------
" اذهب إلى جبل المرَ ، وإلى تل اللبان " ( 4: 7 )
" يداي تقطران مرًا " ( 5: 5 ) .
و مجموعة كبيرة من مركبات الطيب في (نش 4: 14):
----------------------------------------------------
"ناردين وكركم ، قصب الذريرة و قرفة ، مع كل عود اللبان .
مر وعود، مع كل أنفس الأطياب " ( 4: 14 ) .
في العهد القديم:
-------------------
هذا الطيب يذكرنا بالدهن الذي للمسحة المقدسة في العهد القديم.
هذه المسحة التي كان يتم بها مسح الملوك والكهنة و الأنبياء في العهد القديم، فيحل عليهم الروح القدس وب مواهبه .
كما كان يمسح بها بيت الله ومذابحه و كل أوانيه ، فتصير مقدسة للرب..
-----------------------------------------------------------------------
حقاً إننا ننظر إلى هذا الدهن المقدس و فاعليته، ونقول لكنيسة العهد القديم :
"رائحة أدهانك أطيب من كل الأطياب".
عن هذا الدهن قال الرب لموسى النبي :
------------------------------------
" و أنت تأخذ لك أفخر الأطياب: مرًا قاطرًا.. و قرفة عطرة..
و قصب الذريرة.. و سليخة.. و زيت الزيتون.
و تصنعه دهنًا مقدسًا للمسحة. عطر عطارة، صنعة العطار .
دهنًا مقدسًا للمسحة يكون. و تمسح به خيمة الاجتماع، و تابوت الشهادة، و المائدة وكل آنيتها، والمنارة وكل آنيتها، و مذبح البخور، و مذبح المحرقة وكل آنيته، والمرحضة وقاعدتها ". " و تقدسها فتكون قدس أقداس. كل ما مسها يكون مقدسًا ".
"و تمسح هرون وبنيه ، و تقدسهم ليكهنوا لي .
و تكلم بنى إسرائيل قائلاَ:
--------------------
كون هذا لي دهنًا مقدسًا للمسحة في أجيالكم " ( خر 30: 22 – 31 )
"مقدس هو، و يكون مقدسًا عندكم " ( خر30: 32 ).
حقًا، ما أعجب أدهانك أيتها الكنيسة، التي هي قدس أقداس، و كل ما مسها سيكون مقدسًا! إنها "أطيب من كل الأطياب".
و فعل موسى حسب كل ما أمره الرب، هكذا فعل " ( خر 40: 16 ) .
" أخذ موسى دهن المسحة ، و مسح المسكن وكل ما فيه وقدَسه. و نضح منه على المذبح سبع مرات، ومسح المذبح وجميع آنيته.."،
"وصب من دهن المسحة على رأس هارون ومسحه لتقديسه.." ( لا 8: 10 – 12).
إنه دهن، طيب عطر، مقدس، كان الروح القدس يعمل من خلاله، للتقديس..
و نسمع بعد ذلك أن صموئيل النبي :
" أخذ قنينة الدهن، و صب على رأس شاول و مسحه " ( 1 صم10: 1 ).
فكانت النتيجة :
------------------
" أن الله أعطاه قلبًا آخر "
"و حل عليه روح الله فتنبأ "
حتى قال الشعب:
-----------------
" أشاول أيضًا بين الأنبياء " (1 صم10: 9 – 11).
و صار شاول بهذه المسحة ملكًا..
كذلك :
--------
مسح صموئيل الفتى داود بهذا الدهن المقدس
" فحل روح الرب على داود من ذلك اليوم فصاعدًا. 1صم16: 13
حقًا :
-------
إن رائحة أطيابك أفخر من كل الأطياب.
و الدهن المقدس في العهد القديم كاب يمسح به الأنبياء أيضًا،
كما مسح إيليا أليشع نبيًا عوضًا عنه (1 مل 19: 16).
و للموضوع بقية :
ــــــــــــــــــــــــ
في العهد الجديد