|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
دعوة الملك وهامان للوليمة يقول المؤرخ هيرودت[30] أن ملوك مادي كانوا يرفضون دخول أحد إلى حجرة العرش ما لم يُستدع، لابراز مهابتهم وخشيتهم، وفي نفس الوقت حماية لأنفسهم من أي أغتيال. أما أستير فلم تدخل فقط إلى حيث العرش إنما دخلت إلى قلب الملك الذي ضمها بين ذراعية وأخذ يلاطفها ويسألها: "مالك يا أستير الملكة؟ وما هي طلبتك؟ إلى نصف الملكة تعطى لك! [3]. لم يكن يتوقع الملك إجابة أستير: "إن سؤلي وطلبتي، إن وجدت نعمة في عيني الملك وإذا حسن عند الملك أن يُعطي سؤلي وتقضي طلبتي أن يأتي الملك وهامان إلى الوليمة التي أعملها لهما وغدًا أفعل حسب أمر الملك" [7-8]. لا نعرف لماذا أجلت أستير طلبتها في وقت وعدها فيه الملك أن يهبها حتى إلى نصف المملكة، هل شعرت بشيء من الخوف فأرادت أن تستجمع شجاعتها بالصلاة طوال اليوم، أو لعلها بحكمتها لم ترد أن تتعجل الطلب حتى لا يشعر الملك أنها قد ضغطت عليه واستغلت حبه لها؟! إنما نعرف تفسيرًا أهم كان يجب أن تؤجل الحديث إلى غد حتى يمتلئ كأس شر هامان ويصنع الصليب لمردخاي [14] حتى يُصلب هو عليه. يدّ الله قد دفعتها للتأجيل حتى تتحقق خطة الله الخلاصية في أروع صورها، يتمجد مردخاي بمذلة هامان حيث كان ينادي قدامه في ساحة المدينة "هكذا يُصنع للرجل الذي يسر الملك بأن يكرمه" (6: 11)، ويعد هامان الخشبة لنفسه. كان تأجيل الطلب على ما يبدو باعلان إلهي إن لم يكن بصورة ملموسة فبعمل الله في قلبها وعلى لسانها كما طلبت هي أن يعطيها كلام حكمة... وخلال هذا التأجيل أسرع الله بتمجيد مردخاي بعد أن نزع الله النوم من عيني الملك (ص 6) وأسرع هامان إلى إشعال النار لحرق نفسه. أما لماذا طلبت هامان أن يحضر مع الملك، وكانت هذه هي المرة الأولى التي فيها سألته أن يأكل هامان معهما، كما يظهر من فرح هامان نفسه وقوله لعائلته وأحبائه: "حتى أن أستير الملكة لم تُدخل مع الملك إلى الوليمة التي عملتها إلاَّ إياي، وأنا غدًا مدعو إليها مع الملك" [12]، فربما لأنها إذ أرادت أن تشتكيه للملك لم تقبل أن تفعل ذلك من ورائه، بل مواجهة معه. لقد أرادت أن تضرب بحجر عصفورين: ترضي الملك بمجئ هامان المحبوب جدًا لديه، وفي نفس الوقت تشتكي هامان أمام الملك في حضرته. على أي الأحوال إن كانت هذه الوليمة هي وليمة الصليب التي تقيمها الكنيسة عند الجلجثة إنما لتدعو الملك فيفرح بثمر كنيسته المتألمة القائمة من الأموات، ويحضر هامان ليُحكم عليه بالصليب ويفقد كل سطوته. وكما يقول القديس جيروم: [إنه على الصليب إرتفع المسيح مصلوبًا حسب الجسد، لكنه صلب إبليس وحطّم سلطانه. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
الملك وهامان يشربان |
الملك وهامان يشربان |
يسوع الذي لا يمنع من دعوة الأصدقاء والأغنياء للوليمة |
«جلس الملك وهامان للشرب»! (ع15) |
الملك وهامان |