|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الظلمة تهاجم النور ليس أمَّر من أن يقضي الجهال على كل الحكمة بالموت، ويمشوا في النور لكي يطفئوا النور الإلهي. يا للعجب لقد تركهم يمارسون شهوة قلوبهم، لكي بصليبه تهتز أساسات الأرض، وتتشقق الصخور، وتعلن الخليقة استياءها، فلا تعطي الشمس ولا القمر نورهما. بهذا إذ تتزعزع أسس الأرض، يصير هو أساس المبنى السماوي فينا، وإذ تحل الظلمة الخارجية، نطلب نوره الإلهي في أعماقنا، يشرق علينا نحن الجالسين في الظلمة بكونه شمس البرّ والشفاء في أجنحتها. يقيم منا نحن الذين متنا بالخطايا مثل أبينا آدم، أبناء للعلي؛ وعوض السقوط نقوم لنتحدى الموت. ليس للجحيم سلطان علينا، ولا لأبواب الجحيم أن تحبسنا، بل وتنفتح أمامنا الأبواب الدهرية لندخل مختفين في البكر القائم من الأموات. لاَ يَعْلَمُونَ وَلاَ يَفْهَمُونَ. فِي الظُّلْمَةِ يَتَمَشُّونَ. تَتَزَعْزَعُ كُلُّ أُسُسِ الأَرْضِ [5]. لم يكن جهلهم بالأمر العارض يمكن أن يلتمس لهم العذر فيه، لكنه جهل إرادي. إنه لأمر مؤسف أن لا يعرف رجال العدالة العدل، وأين يعوِّج القضاة القضاء، وأن لا يعلم الإنسان واجبه. "في الظلمة يتمشُّون". لقد أظلمت بصيرتهم الداخلية، فأحبوا الظلمة أكثر من النور، لأن أعمالهم كانت شريرة (يو 3: 19). تركوا سبيل الاستقامة للسلوك في مسالك الظلمة (أم 2: 13). * "لا يعلمون ولا يفهمون، في الظلمة يتمشون" [5]. "لأن لو عرفوا لما صلبوا رب المجد" (1 كو 2: 8). وهؤلاء أيضًا لو عرفوا لما قبلوا أن يطلبوا أن يُطلق باراباس ويُصلب المسيح. لكن لأن العمى السابق الحديث عنه قد حدث جزئيًا في إسرائيل إلى أن يكمل دخول الأمم، هذا العمى الذي لذاك الشعب أدى إلى صلب المسيح. "تتزعزع كل أسس الأرض". إنها تتزعزع وستتزعزع، حتى يتحقق دخول ملء الأمم. فإنه عندما حدث بالفعل عند موت الرب إذ تزعزعت الأرض، وتشققت الصخور (مت 27: 51). وإن فهمنا "أسس الأرض" أولئك الذين هم أغنياء في فيض الأرضيات، فبالحقيقة سبق فأخبر أنهم سيتزعزعون سواء بقبولهم الانحطاط والفقر والموت فيكونون موضوع حب وتكريم في المسيح . القديس أغسطينوس * أولئك الذين كنت أدعوهم آلهة، يدعون قضاة أشرارًا، بسبب رذائلهم. إنهم لا يعلمونني، ولا يفهمون أحكامي [5]. "في الظلمة يتمشون". إنهم يتلمسون الطريق في الظلمة، لأنهم نسوا النور. أقول: "أنتم نور العالم" (مت 5: 14)، لكنكم تركتم النور، وصرتم ظلمة . * "تتزعزع كل أسس الأرض" [5]. ها أنتم ترون نوع العقوبة التي تحل بالحكام الأشرار، فبسبب القضاة الأشرار تتزعزع أسس الأرض... لقد رفضوا المسيح الذي كان يجب أن يكون أساسهم، والذي عليه قام المهندس بالبناء (1 كو 3: 10)، ووضعوا أساساتهم هم على الأرض . القديس جيروم |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
مزمور 119 | النور الذي يبدد الظلمة |
انجيل يوحنا 1 :5 و النور يضيء في الظلمة و الظلمة لم تدركه |
من الظلمة إلي النور |
بين النور و الظلمة |
من الظلمة إلى النور !!! |