حتى تتجلى النعمة بلمعانها، لا بد أن تظهر أولًا خلفية الخطية القاتمة. إن النعمة هي الإحسان لمن لا يستحق. ولكي نُعلّى مجدها لا بد من استعلان نقائص الإنسان. لأنه «حَيْثُ كَثُرَتِ الْخَطِيَّةُ ازْدَادَتِ النِّعْمَةُ جِدًّا» ( رو 5: 20 ).
هذا ما حدث هنا. فنحن نقرأ بعد ذلك: «فَتَذَمَّرَ كُلُّ جَمَاعَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى مُوسَى وَهَارُونَ» ... وَقَالَ لَهُمَا بَنُو إِسْرَائِيلَ: لَيْتَنَا مُتْنَا بِيَدِ الرَّبِّ فِي أَرْضِ مِصْـرَ ... إِنَّكُمَا أَخْرَجْتُمَانَا إِلَى هَذَا الْقَفْرِ لِتُمِيتَا كُلَّ هَذَا الْجُمْهُورِ بِالْجُوعِ» ( خر 16: 2 ، 3). إنه يصعب علينا تخيل خلفية أردأ من هذه.