|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
كالب وسبيل الإيمان وَقَالَ كَالِبُ: مَنْ يَضْرِبُ قَرْيَةَ سِفْرٍ وَيَأْخُذُهَا أُعْطِيهِ عَكْسَةَ ابْنَتِي امْرَأَةً ( يشوع 15: 16 ) كالب بن يفنة هو أحد اثنين دخلا أرض الموعد من كل الجيل الذي خرج من أرض مصر. ولقد سار كالب كل أيام البرية، وحاضَرَ بالصبر في جهاد الحرب، وهو شاعر تمامًا أن قوته كانت في الرب ومُستمَدة من الرب السائر معه. يا ليت يكون هذا الشعور فينا قويًا! بل يا ليتنا نحيا هنا ونحن متمتعون ببركاتنا السماوية، مشتركون في الحرب والقتال على قدر النصيب المُعطى لنا، وفي الوقت نفسه نركض في ميدان السباق بأقدام لا تعرف التعب والكلَل، ونُحاضر بالصبر في الجهاد الموضوع أمامنا، إلى أن نصل إلى المجد الأبدي! ومُثابرة كالب في جهاده ولَّدت في قلوب الآخرين المحيطين به غيرة وعزمًا وطيدًا في القلب. فكالب كان من هذه الوجهة مغبوطًا ومُباركًا في وسطه العائلي وكان قدوة صالحة لغيره؛ «قال كالب: مَن يضرب قرية سِفْر ويأخذها أُعطيهِ عكسة ابنتي امرأة. فأخذها عُثنيئيل بن قناز أخو كالب. فأعطاه عكسة ابنته امرأة». فابن الأخ اقتفى آثار عمه تمامًا، فقد دخل المعركة وحارب وجاهد لأنه مالَ قلبه نحو بنت عمه التي وجد فيها غرضًا ومطمحًا لا يُقدَّر بمال في نظره. فهل وضعنا في قلوبنا أن نمتلك المسيح مهما كلَّفنا ذلك من تضحية وجهاد؟ وعَكْسَة بنت كالب مثال آخر للجهاد. فقد أعطى كالب عَكْسَة ابنته زوجة لعُثْنِيئِيل، ولكنها دفعت زوجها لأن يطلب المزيد، واشتاقت لأن يكون لها حقل، ومع الحقل ينابيع مياه. وحتى يتسنى لها الحصول على ينابيع الماء التي هي بمثابة الحياة والبركة للحقل الذي اقتنته، نزلت عن الحمار لتُقدّم مُلتمسها بنفسها وبيدها، وفي هذا ما يكفي للدلالة على أن عكسة كانت مثال المثابرة في الطلبات والتضرعات. وقد أعطاها كالب الينابيع العُليا، والينابيع السفلى للمياه الغنية المتدفقة التي ترمز إلى البركات الروحية. وفي هذا درس عملي نافع لنا يوميًا؛ فعندما نأخذ كلمة الله بين أيدينا، هل نتوسل إلى الله ليُعطينا الينابيع التي تسقينا؟ وكثيرون من المسيحيين لا يرتوون من كلمة الله الحية لأنها في نظرهم بمثابة أرض الصحراء، مُجدِبة لا يجدون فيها طعامًا لنفوسهم. فإذا كان هذا هو حالك أيها العزيز، فنرجوك أن تفعل ما فعلته عكسة، بأن تأخذ مركز التضرع وتقف موقف المُلتَمِس، وتطلب من الله أن يمنحك المعونة الروحية التي وحدها كافية لأن تجعل كلمة الله مُثمرة لنفسك، وأن يُعطيك الرب سؤل قلبك كما أعطى كالب عكسة! . |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
كالب إن الإيمان هو المبدأ الفعَّال |
كالب ويشوع ما أعظم هذا الإيمان |
يا كالب يا رجل الإيمان العظيم |
كالب ... رجل الإيمان العظيم |
كالب بن يَفُنة وتحديات الإيمان (2) |