|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
من وحي أيوب 22 لأرجع إليك بالتوبة، فأدخل إلى أحضانك الإلهية * هب لي الحكمة التي من عندك، فإني محتاج إليها لبنياني. بدونها لن تستريح نفسي، بل أعيش في قلقٍ ومرارة. بدونها تحطم الشرور نفسي. تهبني لذة مملوءة سمًا. وتقدم لي بهجة مؤقتة تدفع بي إلى الموت الأبدي! * أنت هو الحكمة ذاتها. لست في عوزٍ إلى شيءٍ. أنا محتاج إلى حكمتك لكي أتبرر. محتاج إلى خلاصك لكي أحيّا أبديًا. بك أتبرر، وتمتلئ نفسي بالخيرات. أيها القدوس، لستَ محتاجًا إلى صلاحي وبرِّي. إنما في حبك تقبل أن أقدم لك مما هو لك. فأسمع صوتك العجيب. ما فعلتموه بأحد إخوتي الأصاغر فبي فعلتم. * أخبرني: هل تنتفع بتوبتي وصلاحي؟ أنت كلي الكمال، لست في حاجة إليّ. لكنك أحببتني، تريدني أيقونة لك! إنك لا تبغض ما صنعته يداك! شروري لن تؤذيك، وبريِّ لن يضيف إليك شيئًا! * إن وبختني على شروري، إنما لأجل خلاصي ومجدي! في تواضعك تنزل إليّ لتحاورني! تدخل معي كما في محاكمة، لا لتهلكني، بل لكي أرجع إليك فأحيا. * أعترف لك أن آثامي قد طمت فوق رأسي. هب لي أن أكتشف فضيحتي، فآتي إليك يا سائر النفوس بحبك. * إني لا أخشى اتهامات الغير لي، لكن ما يشغلني نظرتك إليّ! لست أريد أن أتبرر أمام الناس، وإنما أن أكتسي بك، يا أيها البرّ الحقيقي! * إلهي، إني أؤمن أنك ساكن السماء! لكنك وأنت وراء الضباب لا يراك بنو البشر. أنت بكليتك حاضر أيضًا على الأرض. أنت محب السمائيين والأرضيين! بسبب شروري صرت كأني محروم من حضرتك. لكنك أنت حال في كل مكان! بإرادتي أرفض حضورك فيّ، أي عمل نعمتك الغنية في حياتي. * هب لي التوبة، فأرجع إليك. تعمل نعمتك في أعماقي، فتتجلى في داخلي! أراك، فيتهلل قلبي بك، يا فرحي وبهجة قلبي! لا يقدر ضباب ما أن يفصلني عنك، ولا تقدر خطية ما أن تطمس عيني فلا أراك! أنت فيّ، بك أصير سماءً، بك أصير هيكلًا لروحك القدوس. أنت في أعالي السماوات، تقيم من أرضي سماءً مقدسة ومكرسة لك! * أنت القدير والعجيب في حبك! بقدرتك تتم خلاصي، وبحبك تعدني لأتمتع بشركة مجدك. بقدرتك الفائقة تسكن فيّ، تشبعني بحضورك الفائق! بقدرتك خلقتني من التراب على صورتك ومثالك. وبحبك نزلت إليّ تعيد خلقتي. جئت إليّ، وقدمت لي ذاتك طريقًا! لم يعد الطريق إلى السماء مستحيلًا! أثبت فيك فارتفع إلى سماواتك! تحملني فيك، فلا أضل الطريق. تخفيني فيك كما في فلك نوح فلا يهلكني الطوفان. * أعترف لك أن خطاياي أفسدت حياتي. صار عمري كلا شيء حتى في عيني. لأقتنيك فتعوضني السنوات التي أكلها الجراد. تحسب كل يومٍ في حياتي كألف سنة. * في شري كنت أود الهروب منك! كنت أدرك أنك موجود، لكن في غباوة كنت أقول في أعماقي: ليس إله! أخشى من القرب منك، لئلا يعذبني ضميري! أخاف الالتصاق بك، لئلا أُحرم من لذة الخطية. كنت أنعم بخيراتك، وفي غباوة أسيء استخدامها. وهبتني الكثير، أما قلبي فكان فارغًا! * الآن هبني التوبة الصادقة بالرجوع إليك. هب لي ألاّ أتذكر الشر الملُبس الموت، لئلا ينشغل فكري بلذة الخطية عوض الشبع بك! * هب لي ألاّ أختفي مع آدم، وأهرب منك، بل ألتقي بك، وأعترف لك بخطاياي! فلا سلام لي بدون رؤيتك. * هب لي أن أرجع إليك، فينفتح قلبي لكلمتك. أحتضنها وأتلذذ بها، فهي حياتي! أستعذب وصيتك، فهي صادرة عن فمك! * أرجع إليك أيها القدير، فتهبني روح القوة والعمل الدائم بلا توقف. ألتصق بك، فأعتني بك. يصير القبر بالنسبة لي في الكثرة كترابٍ، والذهب الأوفير أشبه بحصا الأودية. أنت هو غناي وثروتي الحقيقية السماوية! ليس للتبر والذهب الأوفير قيمة في عيني! * لست أطلب شيئًا عند رجوعي إليك. لكنك في حبك العجيب تقدم له حلة الحكمة، لتستر عليّ. تُقدم لي خاتم البنوة، فأدخل إلى عرشك بلا عائق. تهبني حذاء لأسير في طريق الحياة، شاهدًا للحق الإلهي. * أرجع إليك في انكسار قلب، لكنك سرعان ما تقدم لي عذوبة فائقة. ترفع وجهي إليك كابنٍ له دالة لدى أبيه! * برجوعي إليك تنصت إلى صلاتي، وتشتم ذبائح تسبيحي رائحة سرور. فتطير نفسي إليك كما بجناحي حمامة! فيصير العالم في عيني كلا شيء! ليس من يشبعني سواك! وليس من نور يهديني سوى سراجك. أتصاغر جدًا في عيني نفسي، لكنك بحبك تحملني على ذراعيك، وتدخل بي إلى أمجادك. لكن لست أدخل وحدي! كل البشرية لها موضع في قلبي! ترى هل يمكن أن يخلص الجميع؟ |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
عدِّني للقاء معك، حتى أستقر في أحضانك الإلهية |
تقودني إلى أحضانك الإلهية؟ (6: 6) |
لأرجع إليك يا عظيم في المراحم |
لأرجع إليك وأعترف لك بآثامي |
اجذبنى يارب إليك وضمنى إلى أحضانك الإلهية يا محب البشر |