المقابر تبكي على سكانها الأحياء..وسيدة : أتمنى "الموت"

[Mary Naeem]

المقابر تبكي على سكانها الأحياء..وسيدة : أتمنى "الموت"

في بلادنا كثيرا ما تجد الفقراء والمتسولين بل هناك من هم اكثر حاجة من هؤلاء ، ففى ظل ثورة قامت اساسا من أجل حياة كريمة لهذا الشعب لم يجد الفقير الحل ، بل هناك من كفر بالثوره وترحم علي ايام المخلوع وفي ظل هذا التناحر السياسي المشتعل بين الفصائل لا يجد الفقير من يهتم به.

استعطنا مقابله بعضهم وسؤالهم عن معانتهم وكانت الردود شديدة القسوة وتدفع علي الحزن بل تعبر عن مدي الانحدار الذي وصلنا اليه.

كانت البدايه من منطقه الامام الشافعي وسور مجري العيون والتي يسكنها العديد من الفقراء في قلب القاهره دون أي اهتمام ، فالحاجه سيده محمد قالت انها تعيش في المقابر منذ 40 عاما حيث تزوجت ومات زوجها وبقيت هي وابنيها هناك.

واستطردت في الكلام ودموعها تتساقط رويدا : نحن لا نجد من يسمع معانتنا ولا نجد من يقدم لنا اي خدمة ولم يبقي لنا الله عزوجل وحده هو من يرزقنا .

و عن الثورة قالت : هي فين الثوره اللي بتقول عليها دي احنا متغيرناش ومافيش حاجه جديده وكل حاجه بيزيد سعرها وحالنا بقي اسوء ياريت ما كان في ثوره علي الاقل كنا عارفين نعيش


اما الحاجه (الصلاه علي النبي عبد الرحمن) فقالت اعيش هنا منذ ان ولدت ولا ادري كم من الزمن ولا احمل بطاقه ولكن لا ابن ولا زوج ولااي عائل وتقتات من مساعدات الناس وتسكن احد الاحواش (مقبره) ولا تدري اي شئ عن البلد او احوالها وماذا يدور فيها.


أما الحاجه سعاد عبد النبي والتي تسكن المقابر منذ 55 سنه وتعيش بمفردها داخل الحوش(المقبره) وتقتات علي ما يتركه لها اصحاب الخير ولا تجد من يعيلها او يساعدها ولا تطلب شيئا الا ستر المولي عز وجل وان تجد ما تأكله

قالت حرفيا : انا نفسي أموت علشان مافيش حل ولا في أكل ولا شرب احنا خلاص مابقيناش "عيشين" غير بالعافيه وربنا سترها معانا دا في ناس بتيجي تدور في الزباله عن حاجه تاكلها وبنحمد ربنا.
وبالانتقال الي زاويه أخري وفصيل اخر من اهالي المحروسه كان لنا لقاء مع عم (حسنين منصور) والذي يعمل بأحد الافران : يا بيه انا بنتي في 3 اعدادي بديها 3 جنيه وهي رايحه المدرسه بتقولي اعمل بيهم ايه دا سندوتش الفول بقي ب 2 جنيه فما بالك اني عندي 4 عيال في المدارس ، واضاف قائلا قلنا البلد هتتعدل ومافيش جديد طيب نعمل ايه في العيشه اللي مش عارفين نعيشها ؟!.


أما عن الاسطي : مصطفي مهدي فقال لنا : احنا اصلا مش لاقيين السولار ومش لاقيين ناكل والدنيا بقت غاليه علينا اوي ومحدش بيسئل فينا والبلد ماشيه بالعكس.