|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
وجَّه الشيطان سهمه الأول للإنسان في صورة “تشكيك”، زارعًا بذار الشَّك في صدق أقوال الله ومحبته وصلاحه نحو الإنسان، وفي بِرِّه وعدله، وفي بواعثه ونواياه. وحاول أن يُشوِّه صورة الله في نظر الإنسان ويُفسد العلاقة بينهما. وفي رد المرأة على الحيَّة رأينا أنها قد تأثرت واقتنعت بكلامها، وتشكَّكت فعلاً في صدق الأقوال الإلهية ودِقَّتها، فلم تحترم نَصَّ العبارات التي قالها الرب الإله لآدم، فحذفت منها، وأضافت إليها، وحَوَّرت فيها. وعندما شعر الشيطان أن المرأة تجاوبت معه بهذه السرعة ألقَى سهمه الثاني، وكان هذه المرة في صورة “تكذيب”. فقالت الحيَّة للمرأة: «لن تموتا» (تكوين3: 4). وهذا الرد القاطع جاء بعد أن تشكَّكتْ المرأة في حُكم الله. لقد قال الله: «موتًا تموت»، وقالت المرأة: «لئلا تموتا»، وقالت الحيَّة: الحقيقة إنكما «لن تموتا». وهذا تكذيبٌ صريح لأقوال الله. وإلى يومنا هذا يحاول العدو أن يجعل الخطية سهلة للإنسان، ويُخفِّف العقاب والنتائج التابعة، ويُكرِّر نفس العبارة: «لن تموتا»، ولن تحدث أيَّة مشكلة، وستعبر الأمور بسلام. وربما يقنعه أن هذه الأمور طبيعية جدًّا وأن كثيرين يفعلونها ولا يتعرَّضون لأيَّة مخاطر. |
|