منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم اليوم, 01:38 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,265,405

توجه المسيح للآب بثلاث صلوات


توجه المسيح للآب بثلاث صلوات. في الصلاة الأولى طلب ”لكي تعبر عني الساعة إن أمكن“ (مر14: 35)، ويقصد بها ساعة الدينونة وتخلي الله عنه. وكان هذا فكرًا غير مقبول لديه بالمرة، بأن يحرم ثلاث ساعات كاملة من الشركة مع الله «وقال يا أبا الآب كل شيء مستطاع لك. فأجز عني هذه الكأس. ولكن ليكن لا ما أريد بل ما تريد أنت» (مر14: 36). كانت الكأس مملوة بكل نجاسة الخطية. ومن غير المسيح كان يعلم كيف سيعامله الله عندما يصير خطية لأجلنا؟ صحيح أننا لدينا الوصف الخارجي لهذا الصراع: الصلاة بحرارة التي نسمعه فيها يقول لأول مرة للآب ”أبا“، عرقه المتساقط على الأرض كقطرات دم؛ لكننا لا نستطيع معرفة عمق جرحه النفسي من إزاء سيف رب الجنود (زك13: 7) في الوقت الذي أسلمه فيه للموت، فقد كان كل هذا يمر أمامه ”أجز عني هذه الكأس“.

في الصلاة الثانية لم يعد يقول: «كل شيء مستطاع لك»، ولكنه يقول في خضوع «يا أبتاه إن لم يمكن أن تعبر عني هذه الكأس، إلا أن أشربها، فلتكن مشيئتك» (مت26: 42).

يزداد الألم الناتج عن هذا الجهاد، ويكرر كلام الصلاة الثانية في الصلاة الثالثة. لكن في الوقت الذي يتهاوى فيه كل شيء يخصّ الإنسان، ويخر فادينا على الأرض، يرسل له الله - الذي يسمعه من سمائه - ملاكًا «وظهر له ملاك من السماء يقوّيه» (لو22: 43). مخلوق ينزل ليقوّي الخالق!

ماذا رأى هذا الملاك؟ آلامًا رهيبة وعرقًا يتصبب على الأرض كقطرات دم. ولكن لم يكن هذا الدم النازل دم الذبيحة الكفارية التي تمحو الخطية «عاملاً الصلح بدم صليبه» (كو1: 20).

إذا كان وصف الأناجيل لهذه اللحظات وصفًا مختصرًا، فإننا نجد في سفر المزامير ما يتيح لنا أن نغوص أكثر في هذه الآلام المضنية، مثل صرخة مزمور102: 24 «أقول يا إلهي لا تقبضني في نصف أيامي». وماذا كان الرد الإلهي؟ «إلى دهر الدهور سنوك... الأرض والسماوات... هي تبيد وأنت تبقى... وأنت هو وسنوك لن تنتهي».

وجد الرب نفسه وحيدًا في هذا الجهاد الرهيب. ويشبه نفسه في ذات المزمور102 بقوق البرية وبومة الخرب، وهي طيور نجسة (لا11: 17)، لا تتواجد إلا في الأماكن المتهدمة الخربة.

نام التلاميذ، ولكنه سهر وحده «كعصفور منفرد على السطح». إن أسطح المنازل في الشرق هي الأماكن التي يتمتع فيه الفرد بصحبة ذويه ليلاً، ولكنه هو كان وحيدًا في ضيقته.

”يا سمعان أنت نائم؟“ (مر14: 37). أ لم يفتخر سمعان هذا سابقًا باتباع سيده حتى إلى الموت؟ لكنه لم يقدر أن يسهر معه ساعة واحدة، ونام من الحزن كالباقين. لم ير ولم يسمع شيئًا من هذا الجهاد أو من ضيقة سيده. وقد انتهى القدر القليل الذي كان لدى التلاميذ من التعاطف مع الرب بمرور الوقت، بدون القدرة على اقتحام آلامه أو فهمها فهمًا صحيحًا.

ينهض الرب أخيرًا من صلاته، ويذهب للتلاميذ. انتهى الجهاد ”يكفي“ (مر14: 41)، فقد أخذ كأس الألم من يدي الآب، ومن الآن فصاعدًا لن يكون هناك ضيق. لكن كم سيكون هناك من آلام!

يتقدم الخائن، ليلاً، مصحوبًا بجموع مسلّحة، ويقترب من المسيح ليقبّله، فيجيبه السيد: «يا صاحب لماذا جئت؟» لماذا؟ نعم لماذا؟ أ لأجل ثلاثين من الفضة؟
في الأناجيل الثلاثة الأولى أمسكوا يسوع وقادوه إلى قيافا، أما في إنجيل يوحنا فإن يسوع قدم نفسه قائلاً: «من تطلبون؟ يسوع الناصري... أنا هو... فإن كنتم تطلبونني فدعوا هؤلاء يذهبون». هنا نحن نرى الراعي يبذل حياته نيابة عن الخراف.
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
لقب ابن الإنسان يستخدم المسيح هذا اللقب بثلاث طرق
فكما أن السـيد المسيح كان فى القبر ثلاثة أيام كذلك تتم المعمودية بثلاث غطسات
اهتمام السيد المسيح بثلاث فئات من البشرية
ما تفسير قول السيد المسيح للآب وهذه هي الحياة الأبدية أن يعرفوك أنت الإله الحقيقي وحدك ويسوع المسيح
صلوات للأب بيّو


الساعة الآن 10:36 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024