|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
إنه فخّ للذين يُكَرِّسون حياتهم له، وكلّ غبي يسقط فيه [7]. تكريس الإنسان حياته لمحبة خيرات العالم تُفسِد أعماقه، فتصير خيرات العالم بالنسبة له شرورًا. v خيرات (العالم) هي بالحقيقة شرور، وشروره (ضيقاته) أيضًا هي بالتأكيد خيرات. كل خيرات هذا العالم هي مملوءة موتًا، ومَن يحتمل يجمع الحياة من شروره. من هو مستريح فيه: العذابات هي مهيأة ومحفوظة له، ومَن هو معذب فيه: يستريح في العالم الجديد. بشارة ربنا تُعَلِّم البشر هكذا، ومَن أراد ألا يفهم، فهذا يعود إليه. قال بوضوح: مَن وجد نفسه يهلكها، ومَن أهلك نفسه في العالم يجدها (مت 10: 39). مَن يهلك نفسه هو ذاك الذي يتعب ويُضطهَد ويُسحَق ويُصلَب يوميًا الأهواء والشهوات (لو 9: 23، غل 5: 24؛ 6: 14). ويموت كل يومٍ لأجل رجاء العالم المزمع، وحياته في العالم الذي لا يحبه هي زيادة. ومَن يهلك نفسه هنا يذهب ويجد موضعًا شهيًا وحياة النور بدون نهاية. ويجد نفسه مملوءة تطويبات في العالم العظيم، وتكمل فيه (عبارة): يجد نفسه لو يهلكها. ذاك الذي يتباهى ويستريح ويخطئ ويتمايل (في مشيه) معجبًا بنفسه والموجودة فيه حياة العالم وكل ملذاته، ويحب الغنى، ونفسه مرتبطة بالمقتنيات، ويبغض المشاكل وينهزم من العذابات، ويجد نفسه في الحياة الهنيئة بدون مضايقات، هذا يهلك، ويجعل النفس التي وجدها تذنب. ويذهب ويرث بحر النار مثل الغني الذي قبِل هنا كل خيراته كما قيل (لو 16: 25). القديس مار يعقوب السروجي |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
لأنه هو الذي خلق الإنسان ويفهم أعماقه |
إن الطمع هو المعيار الذي به يقيس الإنسان أعماقه |
مادام الإنسان يقترب إلى هذا العالم في طريق حياته |
مزمور 61 - نذر تكريس حياته |
حياة داخلية يعيشها الإنسان في أعماقه |