|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الأنبا باخوميوس أب الشركة نصيحة لأخين كانا يأكلان بشراهة: * في أحد الأيام أخذ الأب باخوميوس معه أخين (راهبين) وركب في مركب صغير ومضى لافتقاد الإخوة في دير منخوسين ولما كان المساء وهم في السفينة صلوا على حسب عادتهم، وجلسوا على المائدة، فقدم الأخان ما كانا قد أحضراه معهما، خبزًا وجبنًا وزيتونًا وتينًا وغير ذلك، وصارا يأكلان بغير إفراز، أما الأب فكان يأكل خبزًا فقط وعيناه تدمعان. فلما رأياه باكيًا قالا له: ما الأمر يا أبانا؟ قال: لا شيء. فلما ألحا عليه في السؤال قال لهما: بكائي هو من أجلكما لأنكما لا تمسكان شهوتكما وذلك لأن خوف الله ليس فيكما، ولذلك تأكلان بدون شفقة من كل شيء قدامكما. لأن سبيل من كانت همته مصروفة للعلويات أن يتنسك في كل شيء من الحاضرات مثل كلمة الرسول. فقالا له: هل أكلنا الآن مما هو موجود لدينا يعتبر خطية؟ فقال لهما: لا ليس من الأكل خطية ولاسيما مما كان متيسرًا، لكن الطريق التي تؤدى إلى الحياة ضيقة وضاغطة، وقد قال الرسول " كل الأشياء تحل لي لكن ليست كلها توافقني، كل الأشياء تحل لي لكنى لا أدع شيئًا منها يتسلط على ويتعبدني (1كو12:6)". * وقال أيضًا "من يجاهد يضبط نفسه في كل شيء (1كو25:9)". * أما تعلما أن الكتب المقدسة قد دُونت لمنفعتنا، فإذا سمعناها وخالفناها كانت موبخة لنا. أما أنا فإنسان خاطئ اقتنع بالخبز والماء، ولاسيما وأنا خارج ديري، فإذا عدت إلى ديري تساويت بإخوتي. * ثم قال لهما: "إن الأكل بقدر ليس خطية، وإنما هزيمة الرهبان هي أن تسود عليهم الحنجرة ويتعبدون للشهوة. * وقال أيضًا: سبيل الراهب ألا يكتفي بنسك الجسد والتعب الظاهر وحده، بل عليه أن يقتنى خوف الله ساكنًا فيه، لأنه هو الذي يحرق الأفكار الرديئة ويفنيها كمثل النار التي تحرق الصدأ وتنظف الحديد من الأوساخ، كذلك خوف الله يطرد كل رذيلة من الإنسان ويجعله إناءً للكرامة يصلح لعمل الله. * فلما سمع منه الأخان هذه النصائح تخشعا وانتفعا جدًا وأخذا في محاكاته والتشبه به. . |
|