|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
انفتاح السماوات السَّمَواتُ قدِ انفتَحَت" (متى 3: 16 أ)، وهي اللحظة المرتقبة من الأنبياء خاصة أشعيا الذي صرخ بصوت عالٍ: لَيتَكَ تَشُقَّ السَّمواتِ وتَنزِل فتَسيلُ الجِبالُ مِن وَجهِكَ" (أشعيا 63: 19). وهي رؤية مأخوذة من النبي حزقيال "وكانَ مَنظر هذا الضِّياءَ مِن حَوله مِثلَ مَنظَرِ قوسِ الغَمام في يَوم مَطَر. هذا مَنظر يُشبِهُ مَجدَ الرَّبَّ. فَنَظَرتُ وسَقَطتُ على وَجْهي وسَمِعتُ صَوتَ مُتَكَلِّم" (حزقيال 1: 28). "انفتحت" فإنه يعني بذلك أن هنالك علامة على انه بالإمكان رؤية الأمور السماوية، كما صرّح يوما يسوع لليهود" فإِذا كُنتُم لا تُؤمِنونَ عِندَما أُكَلِّمُكم في أُمورِ الأَرْض فكَيفَ تُؤمِنونَ إِذا كلَّمتُكُم في أُمورِ السَّماء؟" (يُوحنَّا 3: 12-) 13)، ويُعلق القدّيس غريغوريوس النازيانزي "انفتحت السماوات التي سبق أن أقفَلَها آدم على نفسِه وعلى خاصَّتِه، هذا الفردوس الذي بدأ وكأنّه مُقفَل "بشُعلَةِ سَيْفٍ متقلِّبٍ" (التكوين 3: 24). "انفتَحَت" السماوات للكشف عن وحي سماوي وهو تدخّل الله لتحقيق مواعده بإرسال الروح القدس ونزول ابنه يسوع على الأرض. اقتربت السماء من الأرض، كما شهد إسطفانس "ها إِنِّي أَرى السَّمواتِ مُتَفَتِّحَة، وابنَ الإِنسانِ قائِمًا عن يَمين الله" (أعمال الرسل 7: 56)، وصل صوت الله إلى البشر وعلى يد يسوع، كما جاء في نبوءة أشعيا " لَيتَكَ تَشُقَّ السَّمواتِ وتَنزِل فتَسيلُ الجِبالُ مِن وَجهِكَ" (أشعيا 63: 19). انفتحت السماوات عند عماد السيد المسيح، إنما تحقق ذلك لأجلنا، فأصبحت أبوابها مفتوحة أمامنا، مفتاحها في يدّي يسوع المسيح عريسنا ورأسنا، بل صارت حياتنا الداخلية ذاتها سماوات مفتوحة يسكنها رب السماء! وكما يقول القديس كيرلس أسقف الإسكندرية: "انفتحت السماوات فاقتربَ الإنسان من الملائكة المُقدَّسين". فلتنفتح السماوات أيضًا اليوم وليحل علينا الروح القدس حتى نتجدَّد في أعماق قلوبنا ونسمع صوت الأب الذي يدعونا للانتماء إلى عائلته كأبناء محبوبين. |
|