|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أنت ملك الأرض وما عليها أنت يا أخي العظيم المخلوق الإلهي الوحيد، أنت – من دون الأرض وما تحتها وما عليها – المخلوق الذي أعطاه الله – كما أعطي الملائكة – موهبة العقل وموهبة النطق، والذي أُعْطِيَ أن يعرف الله ويتعبد له. أنت الذي جعل اله مسرته فيك، وهذه الطبيعة كلها التي تظنها أحيانا أعظم منك، ما خلقها الله إلا لتكون في خدمتك، فتسخرها جميعا حسب إرادتك ووفق سلطانك..... وهكذا خلق الله أولا كل شيء، ثم أوجدك أخيرًا، لتكون ملكا علي كل ما خلقه من قبل، تكون ملكًا علي طيور السماء وسمك البحر وحيوانات البرية وعلي كل الأرض {تك1: 26 و28} أنت يا من تستضعف ذاتك وتخاف من الصقر والحوت والأسد وأشباهها، من عبيدك الضعفاء الذين كانوا في خدمتك في يوم ما.. لا تظن أنك كنت هكذا قبل الخطيئة فقط، أنما كان الأبرار في كل العصور لهم هذه الهيبة وهذا السلطان أيضًا: أن شمشون قاضي إسرائيل ضرب الشبل بيده فوقع صريعا، دانيال كان في جب الأسود ولم تضره الأسود في شيء، يونان ابتلعه الحوت وأخرجه دون أن يقوى علي ايذائه، والثلاثة الفتية دخلوا في أتون النار بردا وسلاما.. ومثل هذا يقال في العهد الجديد. أيضًا علي القديس مرقص وأسده، وعلي القديس بولس الذي نشبت أفعى كبيرة في يده فنفضها إلي النار ولم يتضرر بشئ ردئ. حتى تعجب الناس وقالوا {هو اله} {أع82: 3- 7} أنه أنت الذي أعطيت سلطانا أن تدوس الحيات والعقارب وكل قوة العدو {من صلاة الشكر}. آه يا أخي الحبيب لو عرفت قدر روحك، هذه التي تحبسها بخطيتك في سجن من الذلة والجبن والخوف، وهي – من وراء قضبان سجنك – تتطلع إلي مجدها السالف وتود انطلاقًا، لو سمحت أنت لها. |
|