|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
حزقيا والظروف السيئة التى أحاطت به لم تكن الطريق أمام حزقيا سهلة هينة ميسورة ، بل إن هذا الرجل القديم تفتحت عيناه على الخرائب والأطلال من كل جانب فى الداخل أو الخارج على حد سواء ، ... كان أبوه آحاز الملك الذى حكم يهوذا لمدة عشرين عاماً ، وكانت من أسوأ السنين التى عرفتها البلاد ، ... فقد أغرقها فى الشر والوثنية ، إذ نبذ عبادة الله ، وأغلق الهيكل بعد أن دنسه ونجسه ، وعبر ابنه فى النار ، وعبد الآلهة الوثنية بكل ما اشتملت عليه عبادتها من شر وشهوانية وقسوة ، ومن ثم توالت عليه ، وعلى شعب يهوذا ، الفواجع والكوارث ، إذ هاجمه الأراميون والإسرائيليون وعاثوا فى الأرض فسادا ، وقتلوا وذبحوا العشرات من الألوف ، وسبو لأنفلسهم سبايا لا تحصى ولا تعد ، ... ومع ذلك فقد أبى أن يستعين عليهم بالرب ، بل استعان بملك آشور ، فلم يعنه الملك الذي بعد أن قضى على أضداده ، تحول إليه ، ونكل به وبشعبه تنكيلا قاسياً بعد أن استولى على الكثير من كنوز بيت الرب والملك والرؤساء !! .. إن قصة حزقيا تصلح أن تكون تعزية وتشجيعاً لأولئك الذين تتفتح عيونهم على الحرب والأنقاض ، حيث أفسد آباؤهم كل شئ وتركوا لهم تركة مثقلة قاسية ومع أنهم ليسوا مسئولين عما فعله الآباء ، لكنهم يستطيعون - بالاستناد إلى اللّه - السير فى أرض الخراب وإعادتها إلى المجد السابق ، إن كان لها مجد قديم ، أو ربما إلى ما هو أفضل من الماضى المجيد ، حتى ثبت إيمانهم فى الله ، واعتمادهم عليه !! |
|