|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
المسيا الملك يسوع المسيح هو المسيا والملك والكاهن في نفس الوقت، الأمر الذي لم يكن يتحقق قط حيث كان الملك من سبط يهوذا، والكاهن من سبط لاوي، فلا يجمع إنسان ما بين الدوريْن أو اللقبيْن. مسيحنا يحكم كملك الملوك خلال محبته الكهنوتية الفائقة. يُرْسِلُ الرَّبُّ قَضِيبَ عِزِّكَ مِنْ صِهْيَوْنَ. تَسَلَّطْ فِي وَسَطِ أَعْدَائِكَ [2]. * لم يقل المرتل اقتل أعدائك، بل ماذا؟ "تسلط في وسط أعدائك". لتجعل أعداءك الذين كانوا غرباء يصيرون أصدقاءك... هؤلاء الذين هم أعداء تحت سلطان غريب. الآن صلاة داود هي: تسلط على أعدائك، أي امنحهم أن تكون ربًا لأعدائك. القديس جيروم * إن قضيب عزِّه من صهيون هو كرازة الإنجيل المقدس التي بدأتْ من صهيون حتى انتشرتْ في كل العالم. يُقال "قضيب" بما أن القضيب هو علامة المُلك. فبكرازة الإنجيل خضعت لمُلك المسيح. وتسلطه في وسط أعدائه أعني عابدي الأصنام، وأيضًا الذين آمنوا من أهل الختان. ولأن الرسل بكرازة الإنجيل كأنهم بقضيب من حديد رضضوا الأصنام ومعابدهم وكفرهم، كآنية الفخار... وأيضًا يُقال قضيب عز الصليب المُكَرَّم، لأنه كما أن عصا موسى صنعت آيات وخلَّصتْ الإسرائيليين، وأهلكت أعداءهم، كذلك صليب ربنا يصنعه من عظائم يخلص شعب الله، ويهلك أعداءه. هذا القضيب، أعني الصليب الكريم مع كرازة الإنجيل أرسلهما الرب وهو الروح القدس. إذن ها قد أوضح النبي جهارًا الثالوث القدوس المساوي في الجوهر والربوبية. لأنه بقوله: قال الرب لربي أظهر الآب والابن؛ وبقوله: يرسل الرب قضيب عزك أظهر الروح القدس صانع القوات، ومعطي الرسل القضيب الذي يرضض رؤوس المضادين، ويهدي المؤمنين. الأب أنسيمُس الأورشليمي * تسلط، أحكم بين الوثنين واليهود والهراطقة والإخوة الكذبة. "تسلط فيوسط أعدائك". إننا لا نفهم هذه العبارة بطريقة صحيحة إن كنا لا نرى أنها بالفعل تتحقق. القديس أغسطينوس * يقول الآب لابنه: "وتحكم في وسط أعدائك" (راجع مز 110: 2). شرهم، وليس إرادة المسيح، هو الذي جعلهم أعداء. في هذا توجد عطية عظيمة من الرب. قبلًا كان الشر الروحي (أف 6: 12) بصفة عامة يُستخدَم ليجعل أعناقنا تنحني لنير الأسر. هكذا حتى داود كتب أنه بطريقةٍ ما عن أيدي الذين انتصروا عليه. "على ظهري حرث الأشرار" (راجع مز 129: 3). أما الآن فقد خضع الشر الروحي لنصرة المسيح وليديه، حتى صار الشر الذي يُسَبِّب مرارة الأَسْر، خاضعًا إلى الأبد في التصرفات والأعمال. القديس أمبروسيوس شَعْبُكَ مُنْتَدَبٌ فِي يَوْمِ قُوَّتِكَ، فِي زِينَةٍ مُقَدَّسَةٍ مِنْ رَحِمِ الْفَجْرِ. لَكَ طَلُّ حَدَاثَتِكَ [3]. جاء عن الترجمة السبعينية والقبطية: "معك الرئاسة (البدء) في يوم قوتك في بهاء القديسين. من البطن قبل كوكب الصبح ولدتك". يرى القديس جيروم أن يوم قوته هو يوم صلبه، حيث يسكب بهاءه على قديسيه. وأنه إذ قال: "يا أبتاه، في يديك أستودع روحي" (لو 23: 46). لقد نطق بهذه الكلمات كإنسانٍ، ولم يصلِ عن ضعف، لأنه هو واحد مع الآب، هو البدء كما الآب هو البدء. إنه يفتح الباب لقديسيه حتى متى طلبوا منه ينالون ويكونون في بهاء. يقول القديس جيروم [فكرة أنه ينال لكي يعطي يلزم ألا تعثر أحدًا. إنما هو تعبير يتناسب مع ناسوت الابن، فإنه إذ أخذ جسد الإنسان، بالضرورة يأخذ على عاتقه أن يتحدث بلغة الإنسان. المسيح إنسان، وإنسان حقيقي؛ نقول هذا من جهة تأنسه... على أي الأحوال إن كان ضعف الجسد يعثركم، إن كان الصليب والجراحات والضربات والجلد وكل متاعب الصليب تعثركم، ارجعوا إلى البدء، إلى ميلاده (الأزلي) الإلهي فلا تتعثرون، لأن الآب يقول عن الابن: "من البطن قبل كوكب الصبح ولدتك"... الآب وهو لم يأخذ طبيعة بشرية، يقول بأسلوب بشري: "من الرحم قبل كوكب الصبح ولدتك". ليس لي رحم، لكنني لا أقدر أن أشير إلى أبوتي بطريق آخر دون استخدام لغة بشرية... "من الرحم" أي "من جوهري"... على أي الأحوال، فإن هذا المزمور في الواقع يُظهِر أنه يلد الابن من الرحم، أي من طبيعته، من كيانه، من جوهره. "من الرحم" تعني بوضوح "من جوهر لاهوته". كل ما للآب من جهة اللاهوت هو للابن الذي ولده .] [عندما يقول المرتل: "قبل كوكب الصبح" فلنفهم: "قبل القمر وقبل الشمس وقبل كل مخلوقٍ"... قبل أن يُرَى كوكب الصبح في العالم وُلد النور الحقيقي. وفي مزمور آخر يقول: "بنورك نعاين النور" (مز 36: 10). هذا القول موجَّه إلى الآب: "أيها الآب، في نور الابن نرى النور، الروح القدس .] جاء في تفسير القديس أغسطينوس: "معك البدء"... لقد أجاب الذين سألوه: "أنا من البدء" (يو 8: 25). ولما كان أبوه هو أيضًا البدء، الذي منه الابن الوحيد الجنس، حيث "من البدء كان الكلمة، والكلمة كان عند الله، وكان الكلمة الله" (يو 1: 1). ماذا إذن أن كان كل من الآب والابن هما البدء، فهل يوجد بدءان؟ حاشا! فكما أن الآب هو الله، والابن هو الله، فإن الآب والابن هما بدء واحد... "معك البدء"، لم ينفصل الآب عنك قط. * عن أي سلطان تتكلم "في بهاء القديسين"؟... يتحدث عن ذاك السلطان عندما يصير القديسون في بهاء، ليس وهم لا يزالون حاملين جسدهم الأرضي، ويئنون في جسد مائت قابل للفساد... "من الرحم قبل كوكب الصبح ولدتك"... الرحم (البطن) والحضن يُقالان عن موضع سري. ماذا يعني: "من الرحم"؟ مما هو سري، مما هو خفي، من ذاتي، من جوهري. هذا هو معنى الرحم، لأن "في جيله من كان يخبر؟!" (راجع إش 53: 8). إذن لنفهم قول الآب للابن "من رحمي قبل كوكب الصبح ولدتك". إذن ماذا يعني: "قبل كوكب الصبح"...؟ هذا التعبير يستخدم بالمعنى الرمزي وأيضًا الحرفي، وقد تحقق. لأن الرب ولد ليلًا من العذراء مريم كشهادة الرعاة التي تؤكد هذا، إذا كانوا في حراسة لقطيعهم (لو 2: 7-8). القديس أغسطينوس * لنتأمل مليًا في يوم قوة الرب، حتى عندما نعرف ما هو البدء الذي له، وكيف يكون هذا البدء معه، إذ هذا البدء عينه في يوم قوته هو أيضًا بهاء القديسين. هذا البدء الذي للرب في يوم قوته، أقول إنه معه حتى يصير قديسوه في بهاءٍ. القديس جيروم * المسيح، شمس القيامة، "ولد قبل كوكب الصبح"، ومعه مُنحت أشعة الحياة. إذن ليته لا يحتقر أحد الكلمة، لئلا بغير قصدٍ يحتقر نفسه. القديس إكليمنضس السكندري * انظروا هذا الميلاد الفريد "قبل كوكب الصبح"، قبل خلقة كل شيء، كل الملائكة وكل مخلوق. لماذا؟ "كل شيء به كان" (يو 1: 3) . الأب قيصريوس من آرل * واضح أن الكتاب المقدس الذي يعرف أكثر من الكل عن طبيعة كل شيءٍ يقول خلال موسى عن المخلوقات: "في البدء خلق الله السماوات والأرض، أما عن الابن فإنه لا يقدم آخر سوى الآب نفسه ليقول: "من الرحم ولدتك قبل كوكب الصبح". مرة أخرى: أنت ابني وأنا اليوم ولدتك". القديس أثناسيوس الرسولي * يُقال "يوم قوته" عن نهار صلبه الذي به أظهر قوة عظيمة عندما زلزل الأرض وأظلم الشمس، وفتح القبور، وشقق الصخور، وكسر أبواب الجحيم، وحطم المتاريس الدهرية، وخلَّص الأسرى من سائر العظائم المشهورة. أيضًا يُقال يوم قوته عن يوم الدينونة الذي فيه يأتي بمجد أبيه، ويعرف قوته للجميع. ففي ذلك اليوم تكون لله الرئاسة التي هي الصليب الذي حمله على منكبيه، كما قال إشعياء النبي، وكما قال هو بنفسه: "حينئذ تظهر علامة ابن الإنسان في السماء. وعند ذلك يحصل القديسون في بهاءٍ وجلالٍ، إذ يشرق الصديقون كالشمس. الأب أنسيمُس الأورشليمي |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
مزمور 110 | المسيا الكاهن |
مزمور 110| المسيا الرب |
مزمور 45 - المسيا الملك |
تشير المزامير إلى المسيا: الملك المحارب واهب النصرة |
المسيا هو الملك |