الكهنة و سلطان المغفرة والإرشاد، والحل والربط
سلطان المغفرة الذي منحه السيد المسيح للآباء الرسل (يو 20: 23) هل كان خاصا بعصر واحد يتمتع به.. يتمتع بالإرشاد الروحي، وإراحة النفوس عن طريق الاعتراف. وأما باقي العصور، فلا..!
إن المسيحية هي المسيحية، ديانة لكل الشعوب، ولكل العصور..
و الذي أعطى الآباء الرسل، إنما أعطى لقيادة الخدمة في أشخاصهم، لكي يتمتع به كل الناس..
كان لابد لتنظيم الكنيسة من سلطان الحل والربط، ليس فقط من أجل المغفرة والعقوبة، إنما من أجل سلطة التقنين والتشريع، بما لا يتعارض مع كتاب الله. وقام الرسل بواجبهم.
وفى كل جيل، تظهر أمور جديدة تحتاج إلى معرفة رأى الذين فيها، وتحتاج إلى كلمة من الكهنوت الذي له سلطان الحل والربط (مت 18: 18)، والذي "من فمه يطلبون الشريعة، لأنه رسول رب الجنود" (ملا 2: 7).
فهل تبقى الكنيسة بلا قيادة بعد عهد الرسل؟! وهل يبطل سلطان الحل والربط؟ وهل يبطل التقنين والتشريع؟ وهل نترك الشعب حيارى لا يعرفون أين هو الخير، وأين هو الشر..؟ حاشا أن يحدث هذا في كنيسة الله، التي كل شيء فيها يسير بلياقة وحسب ترتيب (1كو 14: 40).
إن كان الرسول قد قال لأهل كورنثوس: "أما الأمور الباقية، فعندما أجئ أرتبها" (1كو 11: 34)، فإنه قال لتلميذه تيطس أسقف كريت: "تركتك في كريت لكي تكمل ترتيب الأمور الناقصة، وتقيم في كل مدينة قسوسًا كما أوصيتك" (تى 1: 5).
يتضح من هنا أن سلطان الترتيب الذي كان للرسول، قد اشترك فيه تلميذه أيضًا. وهنا جيل يسلم جيلًا.